بيروت - بولين فاضل
خلافا للكثيرين من أهل الفن، اختارت ريتا حايك التكتم على حياتها الخاصة، فكل سؤال يدور في هذا الفلك تقابله بالتحفظ وحتى صورها على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعيدة عن نشر ما هو خاص وشخصي جدا.
رغم ذلك، خرجت قصة الحب التي تعيشها ريتا في الحياة إلى العلن، وقلبها الذي خفق بشدة هذه المرة خفق لطبيب قلب يكبرها بخمسة عشر عاما، ويقال انه وقع تحت سحرها يوم شاهدها على الخشبة بطلة في مسرحية «Venus» أمام بديع أبو شقرا.
ريتا التي أقرت أخيرا بقصة حبها ترفض في الوقت نفسه الخوض في التفاصيل وهي لا تنفي ولا تنكر ان موعد زواجها في سبتمبر المقبل وان الزواج سيكون مدنيا لا دينيا في قبرص.
تقول حايك ممازحة إن كل الرجال الذين عرفتهم في حياتها «بصير عندن وجع القلب» لكنها هذه المرة تعرفت إلى من يستطيع مداواة قلبه بنفسه قبل ان تضيف بجدية إنها ليست من النوع المنطوي على ذاته لكنها تؤثر التكتم في الجانب الشخصي وعندما يتم الأمر تتحدث عنه لأن أحدا لا يعلم ما يخبئه الغد.
بعيدا عن حياتها الخاصة، تترقب ريتا حايك انطلاق عرض فيلمها «القضية رقم 23» للكاتب والمخرج زياد دويري في الصالات اللبنانية في الرابع عشر من سبتمبر المقبل، وتجسد فيه دور ربة منزل لها كيانها المستقل لكنها داعمة لزوجها الذي يلعب دوره الممثل عادل كرم.
تقول ريتا عن هذه التجربة وهي الأولى في مجال السينما: «آخر ما كنت أتوقعه ان العب دور زوجة حامل لكني سعيدة جدا بهذه التجربة وقد استمتعت كثيرا بالوقوف إلى جانب عادل كرم، لاسيما ان الكيمياء ولدت بيننا وكانت رائعة وبمنتهى العفوية».
وعما إذا كانت تنحاز إلى السينما أكثر من المسرح، تؤكد ريتا انها لا يمكن ان تفضل مجالا على آخر ولا تحب أسرها في خانة واحدة، كالقول مثلا إنها ممثلة مسرح فحسب.
ورأت ان جرأة الممثل على المسرح هي الأصعب لكونه على تواصل مباشر مع الناس ويتحسس أنفاسهم.
تقول: «أنا أتغذى من طاقة الناس وأشعر بنبضاتهم وأنفاسهم وبقدر ما الأمر مخيف بقدر ما هو ممتع».
الفرق بين المسرح والسينما ان التفاصيل لا يلتقطها جمهور الخشبة، أما على الشاشة الكبيرة فتكفي التماعة واحدة في العيون كي يراها المشاهد».
وعن انتقائيتها للعروض والأدوار.
تقول ريتا إنها متأنية جدا وفي كل مرة تختار دورا تحب أن تفاجئ نفسها ولا تقبل الا ما يتطلب منها تحدي الذات.
وتضيف: «لا أقبل دورا لمجرد القبول وأحرص على الا أخذل نفسي، لذا لا مانع أن أبقى في المنزل وأبتعد عن التمثيل إذا لم يكن بين يدي نص مقنع.
هذا الأمر حصل مثلا في بداية العام 2017م إذ مكثت خمسة أشهر بعيدا عن التمثيل، وحينها تعلمت اللغة الإسبانية والعزف على الكمان.
في النهاية ليس هدفي في التمثيل ان أملأ وقتي أو أن أضيف إلى رصيدي في البنك.
هدفي أن أقدم ما يشبهني في الحياة ويشبه انسجامي مع كياني وفكري وجسدي».
وتؤكد ريتا أنها لم تعرف مصادفة ما عرفته أخيرا من شهرة ونجاح، بل ان ما حصدته ثمرة جهدها وتعبها واحترامها لمهنتها.
وتتابع قائلة: «أنا خريجة معهد الفنون وقد تابعت دروسا في التمثيل في لوس انجيليس وتعبت على ذاتي وبالتالي كل عمل أقدمه أعطيه كثيرا من ذاتي، لهذا السبب لا أصنع أعمالا كثيرة في السنة الواحدة».
ريتا أكدت انها تؤمن بأنه لا شيء يحصل مصادفة، بل كل ما يحدث لها إنما يحدث ليضيف شيئا إلى مسيرتها أو يدخل أشخاصا جددا إلى حياتها.