ولد والت ديزني في الخامس من ديسمبر عام 1901 بشيكاغو-إلينوي، وحظي بطفولة تقليدية.
والده، إلياس ديزني (1859-1941)، كان مزارعا من أصول ايرلندية، وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية من كندا واستقر في شيكاغو عام 1888 بعدما تزوج من السيدة فلورا كال، معلمة في مدرسة (1868-1938) والتي كانت من أوهايو، وذات أصول ألمانية.
والت هو الابن الرابع من بين خمسة أبناء، وكان جده أروندال ديزني سليل روبرت دي إيزني قد هاجر من كيكني بايرلندا، وهو رجل فرنسي سافر إلى إنجلترا بصحبة ويليام الفاتح عام 1066.
تحول دي إيزني بالإنجليزية إلى ديزني، حيث استقرت العائلة في قرية إنجليزية معروفة الآن باسم نورتون ديزني، شمالي مدينة لينكولن بمقاطعة لينكونشير.
في 1878، انتقل والد ديزني إلياس تشارلز ديزني من مقاطعة هورون، أونتاريو بكندا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث سعى إلى كاليفورنيا أولا قبل انتقاله إلى المزرعة ليستقر بالنهاية مع والديه في إليس بكانساس حتى 1884.
تزوج إلياس من فلورا كال في الأول من يناير عام 1888 بأركون بفلوريدا، والتي تبعد أربعين ميلا شمالا من المكان الذي سيقام فيه عالم ديزني بالنهاية.
وفقا للبعض، انتقلت عائلة ديزني عام 1906 إلى مزرعة قريبة من محيط مارسيلين بولاية ميسوري، وذلك هربا من ارتفاع معدلات الجريمة بشيكاغو، وساعد إلياس ماديا اخوه روبرت خلال طفولة والت المبكرة، وفيما بعد، ذكر ديزني أنها كانت أسعد سنوات حياته، حيث لم يشارك هو أو أخته الصغرى روث في أعمال المزرعة نظرا لحداثة سنهما، بل قضيا معظم الوقت في اللعب.
وكانت تجارب ديزني الأولى مع الرسم وشغفه الكبير بالقطارات ترجع إلى تلك الفترة، كان هناك خط سكة حديد يدعى آتشيسون، توبيكا وسانتا في، والذي كان يمر بالقرب من الحي، وعند انطلاق صافرة القطار، كان يهرع كل من ديزني وروث لمشاهدته من أرض مرتفعة، وما ان يشاهدهما عمهما مايك مارتن، والذي يقود القطار، حتى يلوح لهما مع صافرة طويلة تليها اثنتان أقصر منها كإشارة لهما.
التحق ديزني بمدرسة جديدة بمارسلين في خريف 1909، وبدأ الذهاب مع أخته روث حيث لم يلتحق بمدرسة نظامية من قبل، واستمر كل منهما بالمدرسة لمدة أربع سنوات حتى سقط إلياس فجأة وأصيب بالحمى التيفوئيدية، واضطر مكرها إلى بيع مزرعته في 28 نوفمبر 1910، وعلى الرغم من مساعدة أبنائه له، إلا أنه لم يتمكن من استكمال العمل بالمزرعة، وبذلك انتهت تلك الفترة الساحرة من حياة ديزني، وفي ذلك الوقت عاش والت مع عائلته في منزل مؤجر حتى عام 1910، وضاق أخواه الكبيران هربرت وراي ذرعا بالعمل المستمر مع القليل من المال، وهربا في خريف 1906، وبعد ذلك انتقلت الأسرة إلى مدينة كانساس سيتي في 1911، حيث انضم كل من والت وروث إلى مدرسة بنتون جرامار بالقرب من منزلهما الجديد، وذلك وفقا لملفات المدرسة العامة لمدينة كانساس، وكان ديزني قد انتهى من الصف الثاني في مارسيلين، لكنه اضطر إلى تكرار الصف ذاته في كانساس سيتي، وتخرج فيها في 8 يونيو 1911، وفي المدرسة، التقى والتر فايفر، المنتمي إلى عائلة تهوى المسرح، وقدم والت إلى عالم الاستعراض المسرحي والصور المتحركة.
وكان والت يقضي وقتا طويلا في منزل والتر أكثر من منزل عائلته، فضلا عن حضوره دورات في معهد كانساس سيتي للفنون يوم السبت، وفي 1 يونيو 1911، بدأ إلياس العمل بكانساس في توزيع النسخ اليومية لجريدة نجمة مدينة كانساس، واتفق والت وأخوه روي على مساعدة أبيهما في توزيع الجرائد، والذي يعد عملا شاقا يتطلب الاستيقاظ حتى منتصف الليل، وكانا يقومان في الصباح بتوزيع جريدة كانساس سيتي تايمز لحوالي 700 عميل، بينما في المساء يقومان بتوزيع صنداي ستار لأكثر من 600 عميل، وزاد عدد العملاء تدريجيا مع مرور الوقت، وكان والت يستيقظ في الصباح في الساعة 4:30، ويقوم بتوزيع الجرائد اليومية حتى موعد المدرسة، ويستأنف العمل ليلا في الرابعة مساء وحتى وقت العشاء، وقد كلفه هذا الأمر كثيرا، فهو لم يكن طالبا مجتهدا بسبب عمله في توزيع الجرائد اليومية، ووجد أن العمل قد استنفد منه كثيرا، وجعله يواجه صعوبة في التركيز وكان يحصل في كثير من الأحيان على درجات ضعيفة جراء تقصيره وغفوته في الصف، وكان عرضة أيضا لأحلام اليقظة، وكان يحب قضاء وقته في رسم الخربشات وقد استمر في هذه العملية الروتينية لأكثر من ست سنوات.