منذ بدأت أحداث ما يسمى بـ «الربيع العربي» وهوليوود تتخذ منها مواد توثيقية لصناعة السينما، فبعد أحداث ليبيا خاصة مقتل القنصل الأميركي في بني غازي صدر فيلم «13 hours» سنة 2016، ويقوم الفيلم على الأحداث الحقيقية في ذلك الوقت والتي تروي ما حدث للقنصل الأميركي كريستوفر ستيفنز على يد الثوار الليبيين وحرق مقر القنصلية ومحاولة الجنود الأميركيون إنقاذه إلا أنهم فشلوا في حماية مقر مركز التمثيل الديبلوماسي في بني غازي، وكان ذلك بسبب تعنت قائد مركز المخابرات الأميركية السري الذي كان يضم عددا من من المحللين وقوات النخبة المكون من 6 جنود، تاركين السفير في فيلا خاصة تحت حراسة أمن السفارة والأمن الليبي.
تترك كل القوات ويتخلى الأمن الليبي آنذاك والملقب باسم مجموعة 17 فبراير عن دعمهم لأمن السفارة فيجد الأميركيون أنفسهم في خضم فوضى عارمة وحرب شوارع كان بإمكانهم إخمادها قبل حدوثها، ولكن بسبب تعنت قائد المركز السري خسروا حتى فكرة المبادرة، مما أدى في النهاية إلى كشف المقر السري والهجوم عليه من قبل الثوار بالأسلحة الثقيلة التي كانت تباع في شوارع بني غازي بكل سهولة.
نلاحظ في هذا الفيلم أن هوليوود لم تبرز الجنود بمظهر الجنود الخارقين القادرين على تنفيذ مهمات مستحيلة لكنهم ظهروا بشكل الجندي الإنسان صاحب المشاعر. وقد ركز مخرج الفيلم مايكل باي على مشاعر الخوف لدى الجنود وانتمائهم الوطني وتفكيرهم في عائلاتهم الذين تركوهم في بلادهم.
كان الفيلم واقعيا جدا لدرجة أنك ستتعاطف مع الجنود في كل دقيقة تمر من الفيلم، وكان المخرج ذكيا، حيث إنه لم يظهر مشاهد قتل السفير حتى لا يستفز المشاهد عاطفيا أكثر من اللازم واكتفى بمشاهد قصف السفارة والحريق الهائل الذي اندلع فيها. ومن ناحية أخرى استهل الفيلم بمشاهد سحل معمر القذافي التي شاهدها العالم في الأخبار كما ركز على أن يظهر من قاموا بعمل كل تلك الفوضى وهم يركبون سيارات الدفع الرباعي رافعين رايات تنظيم القاعدة مما نفى صفة الإجرام عن الشعب الليبي، فالمجرمون في كل الأحوال ليسوا ثوارا حقيقيين وإنما مجرمون من تنظيم القاعدة، ولم يقتصر الأداء الممتاز على المخرج فقط، بل اتسم أداء النجوم بالروعة والذكاء والكثير من العواطف على الرغم من الحدة والتوتر الشديدين في هذا العمل.
يتجلى دور هوليوود في إبراز الأحداث التاريخية سواء في الماضي البعيد أو القريب من خلال أعمال مثل «13Hours: The Secret Soldiers Of Banghazi»