لا يمثل فيلم «Instant Family» التعاون الأول بين الممثل مارك وولبرغ والمخرج والمؤلف شون آندرس، بل يمكن القول إنها الثالثة الثابتة هنا. فبعد تعاونهما معا في فيلمي «Daddy’s Home» و«Daddy’s Home 2»، يعودان إلينا مع فيلم عائلي كوميدي آخر، لكن ليس هذا فحسب، بل ان هذا الفيلم يتمكن من إنجاز ما فشل في إنجازه الفيلمان السابقان، ألا وهو تقديم قصة إنسانية إلى جانب الكوميديا، حيث يقدم «Instant Family» هذين العنصرين من دون أن يكون أحدهما على حساب الآخر.
يلعب وولبرغ دور بيت المتزوج من إيلي (روز بايرن)، واللذان يقرران إنشاء أسرة فيما بينهما، لكن بدلا من إنجاب طفل بنفسيهما، يتعثران في عالم التبني، فيذهبان سعيا للحصول على طفل واحد، لكنهما يلتقيان بثلاثة أخوة بينهم فتاة مراهقة متمردة بالخامسة عشرة من العمر، والتي تلعب دورها إيزابيلا مونر.
يستوحى «Instant Family» من الأحداث الحقيقية للكاتب والمؤلف شون آندرس، وربما يكون هذا أحد العوامل الهامة التي ساعدت في إنجاح الفيلم، وعلى الرغم من الانسجام الكبير الذي يجمع بين وولبيرغ وآندرس، بالإضافة لمونر إلى حد ما وذلك لأنها مثلت أيضا في فيلم «Transformers: The Last Knight» إلى جانب وولبيرغ، إلا أن الفيلم يضم الكثير من العناصر التي كانت ستقلب الفيلم إلى ساخر أو لطيف أكثر من اللازم لو لم يتم التعامل معه بالطريقة المناسبة، ونحن نعلم جيدا أنه باستطاعة وولبيرغ وبراين تقديم الكوميديا بنجاح، وبأنهما قادران على إحضار تألقهما من جديد إلى الشاشة الكبيرة، لكن في الواقع مونر هي الجوهرة الأساسية لهذا الفيلم.
تمتلك مونر بعض المهارات الرائعة التي تساعد على جعل أدائها يبدو طبيعيا للغاية مما يجعلها مقنعة جدا ومتألقة في كل مرة تظهر فيها على الشاشة، ففي خلال السنوات القليلة الماضية انطلقت من قناة «Nickelodeon» نحو سلاسل آكشن ودراما وكوميديا ضخمة وقدمت أداء آسرا في كل مرة كما لو أنها لا تبذل أي جهد في ذلك، بالنسبة إلى شخص لم يدخل الساحة الهوليوودية منذ زمن طويل، أيا كان المطلوب فهي قادرة على تقديمه.
كما أن الشخص الذي جاء بفكرة إعطاء الممثلتين أوكتافيا سبينسر وتيج نوتارو دوري العاملتين الاجتماعيتين اللتين توجهان الآباء والأمهات خلال عملية التبني يستحق علاوة كبيرة، حيث انهما معا تفجران الأجواء بكل روعة، وتقدمان للفيلم بعض أكبر الضحكات وأروع اللحظات.
وعلى الرغم من أن «Instant Family» كوميدي مضحك حول عائلة، إلا أنه ليس مجرد سلسلة من لقطات الكوميديا التهريجية أو المشاهد الدرامية التي تم جمعها معا مع قصة حلوة مليئة بدروس الحياة، ومع وجود بعض هذه العناصر، لكن الفيلم ككل أروع من أن ننتبه إلى هذه التفاصيل الصغيرة، فوولبرغ بشكل عام قد يقدم أحيانا أداء يبدو آليا أو يحاول أن يرضي الجمهور فحسب في أدوار كوميدية، وهنا يبدو أكثر استرخاء وراحة، وربما يعود السبب في ذلك إلى الانسجام الذي ذكرناه سابقا، أو لأن هذا أحد المشاريع التي يهتم لأمرها حقا لأسباب شخصية، وعلى أي حال يبدو أنه من أدواره السينمائية التي يؤديها بسعادة حقيقية يمنح «Instant Family» شعورا فوريا بالرضى، حتى وإن كنت بعد بعض الوقت لن تتذكر الكثير حول ما الذي أضحكك للغاية، لكن قلب الفيلم ورحلته العاطفية وقصته حول التبني والرعاية سيعلق في ذهنك طويلا.