القاهرة - محمد صلاح
عندما يصبح الدويتو الفني عائليا، ويتزوج أبناء المهنة الواحدة الفن، وينتقل من وإلى الاستديوهات وشاشة السينما، فهي ظاهرة ليست وليدة الفترة الحالية، ولكنها ممتدة منذ عشرات السنوات، حين يولد الحب في البلاتوهات ويتوج بالزواج وتكوين أسرة ثم يتحول لشراكة فنية.. وما بين الغيرة الفنية والعاطفية والحفاظ على الأسرة، تدور كل الزيجات بين الفنانين، لذلك جاءت قصة زواج أو نجاح فردوس عبدالحميد ومحمد فاضل عائليا وفنيا تحت شعار «من المسرح القومي لدويتو ناجح».
ويتذكر محمد فاضل قصة لقائهما وارتباطهما: كان لدي بحث دائم منذ بداية عملي عن الوجوه الجديدة الموهوبة والمبشرة بالخير مستقبلا، وقمت بمتابعة أدائها بالمسرح القومي ووجدت أنها ممثلة موهوبة ولها شخصية فنية، وكانت لدي قناعة كاملة أنها تتمتع بصفات الفنانة والإنسانة الجذابة. وكان أول عمل لنا معا كان من خلال ترشيحي لها في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً» في شخصية صفاء، بعدها قمت بعدة محاولات لإشراكها في مسلسل «أحلام الفتى الطائر» ولكن بعض العوامل وقفت عائقا أمام مشاركتها بالمسلسل، وتوالت الأعمال المشتركة بيننا والحمد لله نجحنا نجاحا منقطع النظير.
وأضاف: ان زوجتي تتميز بانها وجه مصري خالص، تجيد تجسيد أي شخصية تقدمها وتمسك بكل تفاصيلها وتضيف لها أبعادا إنسانية، لأنها تدرسها جيدا وهي من الفنانات القلائل اللاتي يجدن ذلك.
وعن تعاونها الكبير مع زوجها المخرج أكدت فردوس: مما لا شك فيه أن عملي مع مخرج كبير صاحب تاريخ مميز جعلني أتميز وصنعت لي تاريخا فنيا جيدا. ومما لا يعلمه الكثيرون أنني حين تعاونت أول مرة معه كمخرج كنت بدأت ألمع، ولدي أعمال مميزة فنيا، ويعرفني الجمهور والنقاد والوسط الفني، فقد نجحت في تجسيد دوري على خشبة المسرح القومي، ثم قدمني المخرج كمال الشيخ في السينما لأول مرة من خلال فيلم «على من نطلق الرصاص» عام 1975، إلا أن بدايتي الحقيقية جاءت عقب مشاركتي في مسلسل «ميزو» عام 1977 مع الفنان سمير غانم، لتتوالى أعمالي مثل (الطوق والأسورة - الحريف - في مهب الريح).
شاركت فردوس في عشرات الأعمال الفنية من اخراج زوجها وحققت معه نجاحا كبيرا، منها مسلسلات (صيام صيام - أبنائي الأعزاء شكرا - ليلة القبض على فاطمة - وقال البحر - النوة - الشارع الجديد - أدهم وزينات وثلاث بنات - مصر الجديدة - ليل الثعالب - امرأة على حد السكين - أنا وانت وبابا في المشمش - قال البحر - بابا عبده)، إضافة الى أفلام (طالع النخل - ناصر 56).
ترى فردوس ان الزوجة هي المسؤولة الاولى عن نجاح الحياة الزوجية وان تكون صديقة وزوجة وشقيقة وأم وزميلة في العمل، ويجب ان يكون هناك حوار متبادل بينهما للنقاش الجاد في وجهات النظر بديمقراطية تامة. ومن حسن طالعي أن فاضل شخصية مثقفة يجيد الحوار، وله تاريخ مشرف كمخرج قدم العديد من الأعمال الفنية التي تركت بصمة في الشارع والمجتمع المصري، ومن الأشياء التي تعجبني فيه كمخرج هو احترامه الشديد للعاملين معه سواء فنانين أو مساعدين او حتى عاملين بسطاء.
كثيرا ما واجهت وتواجه حتى الآن فردوس عبدالحميد شائعات ونقداً بأن زوجها هو من يقوم بترشيحها وفرضها في الأعمال الفنية التي يخرجها، وكانت أقسى الاتهامات ما أعلنه المنتج سعد عباس الذي قال ان محمد فاضل هو الذي فرض زوجته على مسلسل «ويأتي النهار»، ولكن فردوس أكدت أنها اكبر من الرد والتعليق على ما ذكره المنتج، وان العمل توقف حينها لأسباب مالية وليس بسببها.
ومنذ فترة تعرضت فردوس لمأزق حرج بسبب تصريح زوجها المخرج الكبير بأن الفنان محمد رمضان ظاهرة وستنتهي كما حدث مع ممثلين سابقين، ورفض بشدة أن يطلق على نفسه لقب «نمبر 1»، رغم أن زوجته كانت مشاركة في مسلسل رمضان وجسدت دور والدته، وقدمت وصلة من المدح في موهبة رمضان، ورغم أن الأخير استخدم ذكاءه في الرد وقال إن محمد فاضل مخرج كبير ودعا له بالصحة وطول العمر، وهو ما سبب حرجا لفردوس بين الطرفين.
المعروف أن فردوس تزوجت من الفنان نبيل الحلفاوي لمدة خمس سنوات وأنجبا ابنهما خالد الذي أصبح حاليا من المخرجين المميزين وانفصلا بعد ذلك، لتتزوج من المخرج محمد فاضل وأنجبا ابنهما «أحمد»، ورغم انفصالها وزواجها، إلا أن علاقتها بطليقها ظلت في إطار محترم حرصا على ابنهما.