القاهرة ـ محمد صلاح
عندما يصبح الدويتو الفني عائليا.. ويتزوج ابناء المهنة الواحدة الفن وينتقل من وإلى الاستديوهات وشاشة السينما.. فهي ظاهرة ليست وليدة الفترة الماضية ولكنها ممتدة منذ عشرات السنوات.. حين يولد الحب في البلاتوهات ويتوج بالزواج وتكوين اسرة ثم يتحول لشراكة فنية.. وما بين الغيرة الفنية والعاطفية والحفاظ على الاسرة.. تدور كل الزيجات بين الفنانين.. لذلك جاءت قصة زواج او نجاح حسن يوسف وشمس البارودي عائليا وفنيا تحت شعار (47 عاما.. حب ونجومية واعتزال)
حسن يوسف بدأ مشواره مع الفن في الستينيات حيث اشتهر بأدوار الفتى الشقي خفيف الظل.. وفي عام 1966 تزوج من زميلته الفنانة لبلبة ولم يدم زواجهما سوى ست سنوات فقط بسبب الخلافات حول استمرارها في الفن.. حيث طلب منها أن تتفرغ لبيتها لانه يريد انجاب اولاد وزوجة تتفرغ له.. ولكنها أصرت على أن تحقق ذاتها فنيا ولم تستطع التخلي عنه حتى وإن كان المقابل هو طلاقها من زوجها وهو ما تم بالفعل.
وبعدها بشهور ارتبط بقصة حب مع الفنانة الصاعدة بسرعة الصاروخ للنجومية شمس البارودي المولودة لأب مصري وأم سورية ودرست بمعهد الفنون المسرحية وكان أول اعمالها مسلسل بعنوان (العسل المر) وكانت معظم ادوارها مثيرة للجدل بسبب جرأتها، وتزوجت الأمير خالد بن سعود ثلاثة أشهر.. وتم انفصالهما لرغبتها في العودة للفن.. وبعد شهور من تعارفهما فوجئت به يخبرها برغبته في الزواج منها.. فوافقت بشرط الا يطلب منها الاعتزال او الابتعاد عن التمثيل.. وتم الاتفاق على الا تقف حائلا امام رغبته في ان يكون ابا لاكثر من طفل.. وفي عام 1972 تم الزواج.
وفي السبعينيات اتجه للإخراج والانتاج حيث قدم عددا من الأفلام كانت البطولة فيها من نصيب زوجته الفنانة شمس البارودي، منها فيلم (الجبان والحب ـ رحلة حب ـ حكاية 3 بنات ـ الشياطين والكورة ـ مراهقة من الأرياف ـ كفاني يا قلب ـ الطيور المهاجرة ـ القطط السمان ـ ولد وبنت والشيطان).
وأكد حسن يوسف أن ارتباطه وقصة الحب العنيفة التي عاشها ثم زواجه من شمس كان نقطة تحول في حياته الشخصية.. لأنها جعلته أكثر استقرارا وأعطته دفعة قوية في عمله خاصة أنه قدم وأنتج معها أبرز أعمال له في السينما.
حسن يوسف يؤكد: زوجتي كانت دائمة الدعاء من الله ان يمن عليها بارتداء الحجاب فحقق لها الله سبحانه وتعالى أمنياتها فبعد عودتها من الأراضي الحجازية لاداء العمرة مع والدها عام 1982
.. فاجأتني بقرار اعتزالها الفن وارتداء الحجاب لانها شاهدت رؤية في منامها وكيف ألقى الله في روحها حقيقة التوحيد ونظرت إلى الكون بعين أخرى غير ما كانت تراه من قبل.
ويضيف: واجهت شمس حربا وضغوطا شديدة جدا ممثلة في الكثير من الإغراءات المادية.. لانها كانت في قمة مجدها الفني في ذلك الوقت، لدرجة أن المنتجين كانوا يعرضون عليها اموالا طائلة من اجل العودة إلى الفن مرة أخرى.. ولكنها أصرت على الابتعاد تماما عن الأضواء ورفضت كل الإغراءات التي عرضت عليها بعد أن أذاقها الله حلاوة الإيمان ونعمة التقرب إليه سبحانه وتعالى، وعاهدت الله على عدم العودة إلى الفن مرة أخرى وتفرغت للعبادة وقراءة القرآن وحفظه ودائما تقول إن التقرب إلى الله خير وأبقى من أي شيء آخر.
المعروف ان الولد الشقي ابتعد ايضا عن الفن لعدة سنوات اعتراضا على نوعية الفن الذي يقدم.. ولكنه عاد بعمل اقوى مما كان يتوقع وهو مسلسل (امام الدعاة) الذي يروي السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعرواي.. وحقق نجاحا كبيرا سواء جماهيريا او فنيا.. وبعدها اصبح يختار الاعمال التي يشارك بها وهي قليلة جدا كما ولكنها مميزة كيفا منها (زهرة وازواجها الخمسة ـ العارف بالله عبدالحليم محمود ـ النسائي).
كان حسن يوسف قد اطلق تصريحا صادما: أنه تبرأ وزوجته الفنانة شمس البارودي من معظم أعمالهما السينمائية لانه يعتبر بعضها أعمالا تافهة لا قيمة لها وانه يحرص على اعمال تتناول السيرة الذاتية لأئمة الإسلام كالشعراوي والنسائي والحصري حتى يصحح الأخطاء التي اقترفها في شبابه.
ويعتبر يوسف أن أولوياته في الحياة هي أسرته واقصى طموحاته التي يريد تحقيقها من خلال أولاده وهم (ناريمان ومحمود وعمر وعبدالله) خاصة أنه وزوجته يتشوقان للأحفاد، معربا عن أمله في أن يكون ابنه عمر هو عمر الشريف المقبل.