دمشق - هدى العبود
ذكريات الفنانة السورية رشا الحاضري في شهر رمضان كثيرة، حيث قالت لـ«الأنباء»: شاءت طفولتي ان تكون بمدينة أبي الفداء حلب، المدينة الكبيرة، فقبل قدوم شهر رمضان تستعد العائلات لتأمين كل مستلزمات شهر رمضان، وكانت والدتي تصطحبني إلى سوق المدينة الشهير «وتبدأ بشراء كل أنواع اللحوم والخضراوات والبهارات والفستق والبندق لتزين به المائدة، ويبدأ الطبخ الحلبي من الكبة العادية إلى الكبة السمائية إلى كل أنواع المحاشي والسجق وكل أنواع اللحوم، بالإضافة إلى الشوربات والسلطات والفواكه المجففة والعرق سوس، وبعد ذلك كنا نذهب من سوق المدينة إلى بيت جدي حيث العائلة الكبيرة، وهناك تلقي والدتي بكل ما تسوقت به بين يدي جدتي وتسألها هل هناك من نقص من أجل إحضاره.
وعن أول يوم رمضان، تقول: تكون العائلة من كبيرها وحتى صغيرها تستعد لسماع صوت المدفع وإعلان المؤذن قدوم شهر رمضان وتبدأ طقوسه «واعداد موائده، وتقسيم الوقت من اجل الختمة الشريفة للقرآن الكريم، ولا ينسى كبار العائلة زيارة المقابر في بداية الشهر ونهايته، وقبل الإفطار كانت جدتي وجدي رحمهما الله يرويان لنا القصص الجميلة عن شهر رمضان وعن آل البيت وأصحاب رسول الله وإيمانهم، وكيف كانوا يساعدون الفقراء ويعملون على صلة الأرحام، وان للفقير حقا على الغني وجبت عليه مساعدته، ومن يعرف بيننا القراءة فعليه واجب قراءة القرآن وختمته، وعندما يتوجه الرجال إلى الجامع لأداء صلاتي الظهر والعصر، نكون في البيت كخلية النحل متشوقين للإفطار، خاصة ان رائحة الطعام ذكية طيبة، وقبل إعلان الإفطار بربع ساعة تبدأ السكب للجيران والأهل والفقراء والمرسال الأطفال..هذه أحلى ذكرياتي برمضان.
وعن المواقف التي لاتنساها قالت:
كانت والدتي ترسلني الى عائلة فقيرة احمل ما لذ وطاب وليس سكبة فقط، وذات يوم فوجئت بأن من فتح الباب سيدة في الخمسين من العمر تتلمس الباب وهي تفتحه، فقلت لها تفضلي خالتي، لكن السيدة لم تمد يدها للشنطة المليئة بالخضراوات واللحمة بل مدتها في اتجاه بعيد عندها خفت وتركت السلة في الأرض وهربت، وعندما أخبرت والدتي قالت إنها فاقدة للبصر فبكيت بحرقة، كما اتذكر ان جدتي تلزم والدتي بان تصطحبنا معها إلى جامع عمر بن الخطاب بالحي، لصلاة التراويح وتشرح لنا والدتي عن حسنات الصلاة وحب الله للأطفال ولمن يصلي التراويح لكنني كنت أتعب وفي اغلب الأحيان تراني والدتي وقد غفوت في زاوية الجامع إلى ان تصطحبني معها إلى البيت مجددا.