- الشركة رهنت حصتها في «مزايا القابضة» البالغة 22% مقابل قطعة أرض في دبي
محمود فاروق
كشف رئيس مجلس إدارة شركة الوطنية للميادين جمال المطوع عن توصل الشركة إلى اتفاق مع البنك التجاري الكويتي يقضي بإعادة جدولة قروضها القصيرة الأجل والبالغة 22 مليون دينار وتحويلها إلى قروض طويلة الأجل ليتم سدادها على دفعات، مبينا أن الشركة رهنت حصتها البالغة 22% في أسهم شركة مزايا القابضة والبالغ عددها 100 مليون سهم بقيمة تصل إلى 23 مليون دينار مقابل قطعة أرض لأحد مشروعاتها في دبي، حيث تصل القيمة الدفترية لهذه الاسهم إلى ما يقارب 28 مليون دينار بينما تبلغ قيمتها السوقية حاليا 9 ملايين دينار.
واستعرض المطوع على هامش الجمعية العمومية العادية التي عقدت امس بنسبة حضور 51.6% أسباب إيقاف أعمال تطوير مشروعيها «شمس أبوظبي ومدينة دبي الملاحية» في دولة الإمارات لصعوبة توفير التمويل اللازم.
وأوضح أن الشركة قامت مع بداية الازمة بإيقاف جميع اعمال تطوير مشروع «شمس ابوظبي» وأصدرت تعليماتها للمقاول الرئيسي بالإبطاء في وتيرة العمل بالمشروع وذلك لعدم توافر السيولة الكافية والاكتفاء بما تم دفعه من الدفعة المقدمة لفترة من 6 إلى 8 شهور لحين توافر السيولة الكافية لاستكمال المشروع ومع انتهاء تلك المهلة عاد المقاول للمطالبة إما بالاستمرار في العقد واستكمال المشروع أو بإنهاء العقد ودفع دفعة نهائية لتسوية الرصيد المستحق له رغم أن بنود العقد تنص على انه في حالة انهاء العقد يتعين على المقاول تقديم مطالبة نهائية بالمبالغ المستحقة مؤيدة بجميع المستندات الدالة على تلك المبالغ وبناء عليه امتنع المقاول عن تقديم المطالبة النهائية وأصر على الحصول على المبالغ المذكورة في المطالبات المرحلية.
وبين أن «ميادين» قامت بالاستعانة بخدمات استشاري المشروع لتحديد حجم الأعمال المنجزة والتي في اطارها يحدد ما يستحق دفعه للمقاول إلا انه لم يتم التوصل لاتفاق بين «ميادين» والمقاول حول حجم الاعمال المنجزة، ما دفع الطرفين الى الاتفاق على اللجوء للتحكيم للوصول الى تسوية عادلة لهذا الخلاف حيث يطالب المقاول «ميادين» بدفع 280 مليون درهم بينما الشركة تطالبه بدفع 30 مليون درهم لتتم التسوية العادلة، متوقعا أن يتم الانتهاء من هذا الخلاف في غضون الشهرين المقبلين.
وفي ذات السياق كشف المطوع عن المفاوضات التي تجريها الشركة مع جهتين بشأن المشروع اما بدخول شريك استراتيجي لشراء قطعة الأرض أو بيع المشروع بالكامل، موضحا أنه في حال بيع المشروع بسعر التكلفة فقط، فإن الشركة ستتعرض لخسائر.
«دبي الملاحية» وتخارجات
وحول مشروع مدينة دبي الملاحية بين المطوع أن المشروع مملوك لشركة تابعة وهى مملوكة بالكامل لـ «ميادين» حيث قامت الشركة أيضا مع بداية الازمة بإيقاف جميع أعمال التطوير والتي كانت بالفعل في مراحلها الأولية رغم سداد 20% من قيمة الأرض المقام عليها المشروع بمبلغ 1.2 مليون دينار، مبينا أن الشركة أخذت مخصصات مالية بقيمة 8 ملايين دينار نظرا لتوقف اعمال المشروع وذلك بعد إنهاء عقود خدمات الاطراف المرتبطة بالمشروع الاستشاري ونجاحها بالاتفاق مع المطور الرئيسي في إعادة جدولة الالتزامات المستحقة المرتبطة بأرض المشروع، كما قام المطور الرئيسي بنقل جميع حقوقه ومسؤولياته الى شركة نخيل العقارية، وبالفعل بدأت «ميادين» في مفاوضات مع شركة نخيل حول مستقبل المشروع والبدائل المتاحة لاسترداد المبالغ المستثمرة ومن ضمنها مبادلة المبالغ المدفوعة بعقارات قائمة مدرة للدخل، وبمجرد انتهاء تلك المفاوضات واتخاذ قرار بما فيه مصلحة الشركة سيتم إخطار جميع الأطراف المعنيين بمن فيهم المساهمين والبنوك وإدارة سوق الكويت للأوراق المالية.
وتابع قائلا إن «ميادين» قامت بالتخارج من مشروع بالسعودية بقيمة 900 ألف دينار نظرا لحاجتها للسيولة لسداد مستحقات مالية بنهاية العام الماضي.
استراتيجية تحوطية
وقال المطوع في التقرير السنوي لمجلس الادارة إن «ميادين» وضعت استراتيجية لمواجهة هذه التحديات تمثلت في اتخاذ عدة قرارات تهدف إلى تخفيض الأعباء المالية على الشركة والمحافظة على أصولها ومشاريعها، لحين نجاح الشركة في توفير التمويل اللازم لاستكمال تلك المشاريع، فضلا عن قيام إدارة الشركة في بداية 2009 باتخاذ عدة إجراءات احترازية بغرض تخفيض أعباء الالتزامات المالية عليها ومنها تخفيض التكاليف التشغيلية والإدارية وضغط المصروفات، حيث بلغت 757.6 ألف دينار خلال العام 2009 في حين بلغت 1.1 مليون دينار خلال العام 2008، محقق بذلك انخفاضا ملحوظا بالمصروفات قدره 32%، مبينا أن الشركة مازالت تحتفظ باستثمارها في شركة زميلة والذي يعد استثمارا استراتيجيا، وهى شركة المزايا القابضة التي أثبتت قدرتها على مجابهة الأزمة بشكل فعال وحققت أرباحا بلغت 6 ملايين دينار في عام 2009، كما يتبين من خلال البيانات المالية لشركة المزايا في 2009 أن القيمة الدفترية للسهم تعادل 369 فلسا، إضافة إلى احتفاظها بأصول ذات جودة عالية، علما بأن العام 2010 سيشهد إتمام الشركة الزميلة لعدد من مشاريعها العقارية داخل الكويت وخارجها، الأمر الذي سينعكس إيجابيا بشكل كبير على أرباحها وبياناتها المالية خلال العام 2010، مما يؤكد جدوى ذلك الاستثمار، هذا إلى جانب احتفاظ الشركة بنشاط مجمع الرماية الفريد، والذي تحرص على تطوير أعماله وخدماته بشكل دوري حيث يدر لها مستوى جيدا من الإيرادات.
وأشار إلى استراتيجية الشركة المستقبلية التي ستستمر من خلال تخفيف الأعباء المالية بشكل عام وإعادة الهيكلة المالية وخصوصا فيما يتعلق بالالتزامات القائمة بمشاريع الشركة، ولاتزال المفاوضات مستمرة مع الأطراف المعنية إما لإيجاد شريك إستراتيجي للدخول بحصة مناسبة أو لتوفير القنوات التمويلية اللازمة لاستكمال تلك المشاريع.
النتائج المالية
وحول النتائج المالية للشركة ذكر أنه انعكاسا لظروف الأزمة المالية العالمية التي أثرت على كل القطاعات الاقتصادية وخاصة القطاع العقاري، ونظرا لعدم توافر مصادر ربحية للشركة غير تلك المرتبطة بحصتها في الشركة الزميلة إلى جانب نشاط مجمع ميادين الرماية، فقد جاءت نتائج أعمال الشركة في السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2009 لتسجل صافي خسارة بلغ 1.4 مليون دينار ما يعادل خسائر للسهم بلغت 1.49 فلس للسهم، وبلغ إجمالي الموجودات 135 مليون دينار، كما بلغ إجمالي حقوق المساهمين 68 مليون دينار.
وفي ضوء تلك النتائج المالية وافقت الجمعية العمومية العادية على توصية مجلس الإدارة بعدم توزيع أرباح نقدية واعتماد الميزانية العمومية المجمعة وحساب الأرباح والخسائر وتجديد تفويض مجلس الادارة بشراء وبيع اسهم الشركة في حدود 10% من مجموع رأس المال والموافقة على اصدار سندات بالدينار أو بأية عملة.
إجراءات احترازية قامت بها ميادين في 2009
قال المطوع أن الشركة قامت بعدة قرارات كان الهدف منها تخفيض المصاريف الادارية (تخفيض الرواتب والغاء البدلات وتخفيض النفقات) ونجحت بتخفيض تلك المصاريف بنسبة 32% خلال عام 2010 كما قامت بعدة اجراءات احترازية وهي على النحو التالي:
قامت الشركة ببيع استثمار في مشروع الاحساء بالمملكة العربية السعودية، وقد بلغ سعر البيع 880 ألف دينار، وذلك بهدف توفير السيولة اللازمة لمواجهة الحد الادنى من التزامات الشركة.
ما زالت الشركة تحتفظ بنشاط الرماية الفريد وتحرص على تطوير اعماله، حيث يدر لها مستوى جيدا من الايرادات.
قامت الشركة بإعادة جدولة القرض قصير الاجل الممنوح من البنك التجاري الكويتي والبالغ قيمته 22.6 مليون دينار، بحيث يتم السداد بواقع ثلاث دفعات سنوية.
مجلس إدارة جديد
انتخبت الجمعية العمومية لشركة ميادين مجلس ادارة جديد لثلاث سنوات مقبلة وهم على النحو التالي: الهيئة العامة للتأمينات، صندوق تقاعد وزارة الدفاع، سليمان العثمان، محمد العتيبي، شركة سافي القابضة، شركة الحادية عشر لادارة المشاريع، فواز القطان، شركة مجبل الثلاثية التجارية (عضو احتياط) ومازن السايط (عضو احتياط).