لن تأخذك عزيزي القارئ سوى لحظات عندما يتحدث المحللون وخبراء المال والأعمال في الكويت حتى تسمع «مصطلح» الشركات الورقية، «وجان زين يت على جذي»، بل قام البعض بتسمية بعض الشركات واعتبارها ورقية!! فباستطاعة الكل تسمية «أغلب» الشركات بهذه التسمية!
فهل من المعقول «على قولتهم» هذا الكم الهائل من هذه الشركات الورقية؟
لا نستطيع الإجابة إلا إذا استطعنا توضيح ما هي الشركات الورقية «من غير ذكر أسماء» لأن من الواجب الأدبي التوضيح وليس «التبلي».
اليكم أعزاءنا هذا الحديث المقتضب الذي دار بيننا وبين مستثمر «خبير بالسوق»:
المستثمر: «شفت يا بو أحمد شصار بالسوق! يقولك نص الشركات ورقية»!
بو أحمد: «شلون يا بو فلان؟ عسى مو بس وكالة يقولون؟».
المستثمر: «الشركة الفلانية والقروب الفلاني كله ورقي بورقي»!
طبعا المضحك المبكي في هذا الحديث أن الرجل كان يبحث عن شخص يؤكد كلامه ويؤيده، ولكن فوجئ بعكس ذلك.
بداية قمنا بشرح الشركة الورقية له، وهي عادة ما تكون:
- ـ ليس لديها مقر (مسجلة على عنوان الشركة الأم، أو الشركة التي قامت بتأسيسها).
- ـ ليس لديها موظفون (واحد ويالله).
- ـ عدم ممارسة الشركة لأي نشاط تشغيلي (تستثنى منها الشركات القابضة، لأنها قانونيا لا تستطيع إدارة أنشطة تشغيلية مباشرة، إلا عن طريق شركة تابعة).
الجانب المهني من تأسيس شركات كهذه هو لتنفيذ رؤية معينة وهي ما تسمى بقطاع الاستثمار بـ special purpose vehicle - spv»». وكمثال بالامكان تأسيس شركة ورقية بغرض تمويل مشروع معين.
ولكن ما حدث في الكويت هو قيام بعض الشركات بتأسيس كيانات بأغراض مختلفة «على الورق» لكن يقوم جل هذه الشركات بجمع الأموال واعتبارها محفظة للتداول في سوق الأوراق المالية! فالفرق بين الشركة الفعلية و«الورقية» هو الكوادر البشرية «يعني بالعربي، الشركة بصير فيها موظفين وراح يكون لها مقر.. إلخ».
فباختلاط «الحابل بالنابل» رأينا أن المفاهيم بدأت تختلط لدى الناس، فالشركة القابضة أصبحت لدى البعض تعتبر «ورقية».
«صاحبنا» المستثمر اعتبر إحدى الشركات القابضة التي لديها مقر «5 نجوم» و1460 موظفا وموظفة وإيرادات مجمعة «تشغيلية» من شركاتها التابعة تقدر بـ 9 ملايين دينار.. شركة ورقية!!
ردنا كان بسيطا «عيل البنك الفلاني ورقي بعد»!!
نتمنى من الجميع ألا يتسرعوا في تصنيف الشركات، فما يسمى «بالورقية، ترى تنعد على الأصابع» فأغلب الشركات تم تأسيسها برؤية ونشاط وأهداف واضحة، وإن لم توفق بسبب ضعف إداري فهذا ليس دليلا على أن الشركة «ورقية» وإنما دليل عدم توفيق، فالتوفيق من عند الله عز وجل.
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي لوضع «الحبر على الورق».
[email protected]
www.idealiti.com
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «التوظيف.. علم أم فن!»
مقالة سابقة بعنوان «صفّ النية!»
مقالة سابقة بعنوان «الخسارة!»
مقالة سابقة بعنوان «قلب الشركة الناجحة النابض هو...! أكمل العبارة السابقة»
مقالة سابقة بعنوان «ما بعد الاستثمار.. شنسوي الحين؟»
مقالة سابقة بعنوان « التفويض»
مقالة سابقة بعنوان « بين البائع والمشتري يفتح الله»
مقالة سابقة بعنوان « القيمة»