تختلف احتياجات الفرد باختلاف السن والفكر والموارد، فلكل منا احتياجات مختلفة، «اللي يبي سيارة جديدة كل سنة، واللي يبي يغير أثاث البيت باستمرار، واللي يبي يسافر أسبوع كل شهر، إلخ...» كل من يريد شيئا ويعتقد أن حاجته لهذا الشيء ضرورة قصوى، ولكن وقفة صريحة مع الذات هي السبيل الوحيد للوصول لقناعة وتحديد الأولويات.
فبإمكاننا أن نجزم أن تحديد الأولويات هو الخطوة الأولى لتحقيق المعادلة الصعبة التي نسعى جاهدين لتحقيقها طوال حياتنا المهنية، فهل من أولوياتنا في بداية المشوار أن نقوم بتغيير السيارة كل عام، وأن نسافر في إجازات متكررة طوال العام؟
الإجابة البديهية هي أننا في مقتبل الحياة المهنية نسعى لتطوير الذات والحصول على مسؤوليات أكبر من خلال عملنا والكسب المادي، ومع مرور الوقت وبازدياد الخبرة الحياتية نقوم باستثمار جزء من مكاسبنا السابقة وتوفير جزء وصرف جزء منها لاحتياجاتنا الضرورية. سوف نقوم باستعراض المراحل المختلفة لشرح كيفية الاستثمار وإدارة الدخل للفرد في كل مرحلة:
المرحلة الأولى «مرحلة بناء الثروة» هي بداية الحياة المهنية (ما بين سن 20 – 25) وتستمر هذه المرحلة من 10 - 15 سنة تقريبا يتم من خلالها بداية تجميع الثروة وتلبية الاحتياجات الضرورية من دون «الصرف الزايد» على الكماليات، فيقوم الفـــرد بادخار مبالغ لاحتياجات مفاجئة (يفضل أن يكون دخل 6 شهور كمعدل متوسط) وفي حال توافر مبلغ يفوق الضروريات يقوم الفرد باستثماره في استثمارات ذات معدل عائــــد/ مخاطرة عال في محاولة للكسب الوفير والسريع (عامل السن الصغير يساهم في اتخاذ مثل هذه القرارات).
المرحلة الثانية «مرحلة المحافظة على الثروة» في هذه المرحلة يكون الفرد في سن النضج المهني (ما بين 35 – 40) فيكون الفرد قد وفر أغلب الأساسيات الضرورية واحتياجات الحياة، وتكون مدخراته قد وصلت لمعدل يمكنه مــــن الاستثمار بمبالغ أكبر في استثمارات طويلة الأجل يسعى من خلالها الى إيجاد معدل عائد/ مخاطرة أقل، وذلك للمحافظة على الأصول المستثمرة وتوفير ثروة مستقبلية تعينه لحين مرحلة التقاعد.
المرحلة الثالثة «مرحلة الإنفاق» المرحلة التي نعمل كل حياتنا للوصول إليها مرحلة التقاعد (عادة ما تكون في سن ما فوق 55) تكون كالهدية التــــي طال انتظارها، وذلك لأسبــــاب عديـــدة أهمها أن المبالغ المدخرة والمستثمرة أصبحــــت تنتظر من ينفقها، فيستطيع الفرد أن ينفق على الكماليات ما يشاء، وذلك لأنه بوصوله لهذه المرحلــــة يكون حقق ووفر كل الضروريـــات (إن شاء الله)، فيستطيـــــع الفرد السفر في رحلات ترفيهيـــة على مدار السنة، وإهداء الأهل والأصدقاء ما يشاء و«تغيير أثاث البيت باستمـــــرار» وأيضـــا الاستثمار في أدوات استثمارية يكـــــون معدل العائد/ المخاطرة متدنيا بهدف المحافظة على الأصول المستثمرة وإضافة مصدر دخل مساعد. فبالنظر للمراحل الثلاث المختلفة نلاحظ أن الفرد في مقتبل العمر يجـــــب أن ينفق على الضروريات ويقوم بالادخـــار والاستثمار، فمعدل المخاطرة ممكن أن يكون عاليا نسبيا وذلك لصغر السن ولوجود فرص كثيرة للتعويض في حال الإخفـــاق - لا سمح اللــه، ومع مـــرور الوقت وبعد استكمال الأساسيــــات يبدأ الفرد بانفاق نسبة من دخلــــه علــــى الكماليات مع الاستمـــــرار في ادخــــار جزء واستثمــــار جزء، والحرص على تقليل معـــدل المخاطرة بهدف المحافظة على الثروة.
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي للاستمتاع بمراحل الحياة
[email protected]
www.idealiti.com
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »
مقالة سابقة بعنوان «دكان أبوي ... »
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة المنفردة.. (one man show)»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية دور المستشار ...»
مقالة سابقة بعنوان «تعارض المصالح التجارية ...»
مقالة سابقة بعنوان «شركات من ورق!!!»
مقالة سابقة بعنوان «التوظيف.. علم أم فن!»