دمشق ـ هدى العبود
أكد رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ضرورة ترجمة نتائج الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى سورية هذا العام وتجسيدها في خطوات وإجراءات عملية تحقق مصلحة البلدين وتستجيب لتطلعات وأماني الشعبين الشقيقين.
حديث عطري جاء خلال تصريحه الخاص لـ «الأنباء» بمناسبة زيارة سيقوم بها الى الكويت اليوم وتستمر يومين تلبية لدعوة رسمية من سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء وبمناسبة انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة وانعقاد مؤتمر الاستثمار السوري في الكويت، وأوضح عطري أن وفدا حكوميا واقتصاديا سوريا كبيرا يرافقه خلال زيارته المرتقبة اليوم.
وأضاف عطري: «نعلق أهمية كبيرة على ثمار ونتائج هذه الزيارة وذلك انطلاقا من عمق أواصر العلاقات الأخوية المتجذرة بين سورية والكويت وباعتبارها ترجمة عملية وميدانية لنتائج الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى سورية في مايو الماضي ولمحادثات سموه مع رئيس الجمهورية بشار الأسد، والتي ننظر إليها في سورية باعتبارها قوة دفع كبيرة وخطوة مهمة ومميزة على صعيد التعاون الأخوي القائم تاريخيا بين سورية والكويت من ناحية ولبنة أساسية لتفعيل التضامن العربي والعمل العربي المشترك وهذا ما كان دائما هاجس الكويت وسورية على الدوام».
واستطرد قائلا: «إننا في سورية نقدر باعتزاز ونثمن غاليا مواقف الكويت الشقيقة المشرفة تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية ودعمها اللامحدود لموقف سورية القومي تجاه الثوابت الوطنية والقومية، كما نقدر للكويت باعتزاز دعمها المتواصل لعملية التنمية الشاملة في سورية وإسهامها المشكور في تمويل العديد من المشروعات التنموية المهمة».
وأوضح قائلا: «إنني لعلى ثقة أكيدة ان في هذه الزيارة العزيزة ولقاءاتنا مع الأشقاء المسؤولين في الكويت ومشاركتنا في اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة إضافة الى انعقاد المؤتمر الأول للاستثمار السوري على ارض الكويت الشقيقة وما سيرافقها من أنشطة اقتصادية وسياحية واستثمارية وما يوفره من فرص للتعرف على امكانية وظروف الاستثمار في سورية كل ذلك وغيره سوف يشكل زخما جديدا ودفعا إضافيا لعلاقات التعاون والاخوة القوية أساسا ما بين البلدين الشقيقين ما سوف يخلق ويعزز المزيد من فرص التعاون بين رجال الأعمال السوريين والمستثمرين الكويتيين لأنه سوف يتيح للجميع إمكانية الاطلاع الواسع على الفرص الاستثمارية المتنوعة والتنمية في سورية».
واختتم عطري تصريحه قائلا: «أتوجه وعبر «الأنباء» بالشكر والتقدير لسمو الشيخ ناصر المحمد ودعوته الكريمة وأعبر عن سعادتي واعتزازي بهذه الزيارة التي أطمح وزملائي في الوفد الحكومي والمشاركين في الوفد الاقتصادي من رجال الأعمال السوريين ان تنعكس نتائج هذه الزيارة إيجابا وعاجلا على مسيرة التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين». وأعرب عطري عن بالغ سعادته لتلبية الدعوة الرسمية التي وجهها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لترؤس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة السورية ـ الكويتية المشتركة.
هذا وقد وصل وزير المالية السوري د. محمد الحسين يوم الاحد الماضي وذلك تمهيدا للمشاركة في إقرار اللائحة الداخلية وإطلاق صندوق دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي.
تجدر الإشارة إلى أن د.محمد الحسين قد شارك في الاجتماع الأول لمجلس الإشراف وممثلو الدول المساهمة في الصندوق لمناقشة سبل توفير الموارد المالية اللازمة لدعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي.
ويذكر أنه تم الإعلان عن هذا الصندوق بناء على مبادرة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي استضافتها الكويت في يناير من العام الماضي، أما الدول المساهمة في الصندوق فهي: سورية، مصر، الكويت، السعودية، اليمن، تونس، الجزائر، السودان، موريتانيا وجيبوتي.
تجدر الاشارة الى أن السنوات الأخيرة شهدت زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، والتي توجت بزيارة صاحب السمو الأمير إلى سورية مرتين عام 2010 و2008، وزيارة الأسد إلى الكويت في أكثر من مناسبة كان آخرها عام 2009 لحضور القمة العربية الاقتصادية.
وترتبط سورية والكويت بعلاقات جيدة على مختلف الأصعدة، فقد تنامت العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في السنوات الأخيرة بين البلدين، كما يرتبطان بعدد من اتفاقيات التعاون والتي شملت مختلف المجالات.
هذا وتشمل الاستثمارات الكويتية في سورية جميع القطاعات الاقتصادية والسياحية والبنى التحتية والمصارف والصحة والزراعة والنقل والخدمات النفطية، ووصل عددها إلى 35 مشروعا بكلفة إجمالية تقديرية تصل إلى 37.162 مليار ليرة.
وكانت شركة «المزايا القابضة» قد أعلنت أن الاستمارات الكويتية في سورية وصلت إلى 6 مليارات دولار خاصة في مجال الاتصالات والعقارات والبنية التحتية والنقل والسياحة والزراعة والمصارف، وفيما يخص التبادل التجاري بين البلدين، أشار التقرير إلى أن «حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 200 مليون دولار.
وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قد زار سورية في شهر مايو الماضي حيث أجرى مباحثات مع الأسد حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، كما توجت زيارته بالتوقيع على 6 اتفاقيات تعاون في عدد من المجالات منها التعاون الأمني والبرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي.
كما وقع البلدان بعد أيام من زيارة صاحب السمو الأمير 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية جديدة في مجالات اتفاقيات منظمة التجارة العالمية والمعارض وجذب الاستثمار والمواصفات والمقاييس وتنمية الصادرات.
الجدير بالذكر أيضا أن الكويت تساهم عبر الصندوق الكويتي للتنمية في عدد من المشاريع التنموية في سورية أبرزها مشروع جر مياه نهر دجلة إلى محافظة الحسكة الذي سيساهم في ري نحو 180 ألف هكتار وتأمين فرص عمل جديدة في المحافظة وزيادة رقعة المساحات المروية وزيادة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية، كما وقعت سورية والكويت أوائل مارس الماضي على اتفاقية يقدم بموجبها الصندوق الكويتي قرضا بقيمة 15 مليون دينار لتمويل مشروع تأهيل وتوسعة شبكة مياه الشرب لمدينة دمشق وضواحيها.
وكانت كل من سورية والكويت قد وقعتا في شهر مايو من العام الحالي 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية جديدة في مجالات اتفاقيات منظمة التجارة العالمية والمعارض وجذب الاستثمار والمواصفات والمقاييس وتنمية الصادرات.