اجمع مسؤولون في شركات مدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية على ان ارباح الربع الثالث للبنوك المدرجة نجمت عن الارباح التشغيلية البحتة لا عن العمل المضاربي وذلك نتيجة للسياسة النقدية الحكيمة التي يتبعها بنك الكويت المركزي.
وتوقعوا في لقاءات مع «كونا» ان تحقق هذه البنوك ارباحا قياسية مع انتهاء العام الحالي نتيجة لبعض المعطيات التي ساهمت في بلوغ الارقام المالية لها نتيجة للمناخ الاقتصادي المواتي.
فقد عزا رئيس مجلس الادارة في شركة الكويت والشرق الاوسط للاستثمار المالي حامد السيف نمو الارباح التي حققتها البنوك الكويتية في الربع الثالث الى حزمة من العوامل منها الرقابة الشديدة التي يفرضها البنك المركزي على العمل المصرفي ما جعل من اداء هذه البنوك نموذجا يحتذى به لبقية القطاعات.
واضاف السيف قائلا ان المتابع لنشاط هذه البنوك يلحظ انها تتوسع محليا وعالميا مما عزز من متانتها المالية ووضعية اسهمها في البورصة وبالتالي فقد ساعدها على المحافظة على التوزيعات والتسهيلات التي تقدمها للعملاء لاسيما ان الظروف الاقتصادية تتحسن باستمرار. واكد سعي البنوك الكويتية الى ايجاد صيغة توازنية لاستثماراتها الخارجية وهو الامر الذي ينعكس على توزيعها السوقي في البورصة كما ان اسهمها متوازنة.
كما اكد السيف انه لا مخاطر مستقبلية على اداء الاسهم في البنوك جراء الرقابة الداخلية وايضا رقابة البنك المركزي الذي يتدخل بسرعة حين يرى اي خلل مما عزز مكانة القطاع وسط القطاعات المدرجة في البورصة.
أرباح قياسية
من جانبه قال رئيس مجلس ادارة شركة افكار القابضة صالح اليوسف ان اسهم البنوك المحلية المدرجة في البورصة بعيدة تماما عن المضاربات لان ملاكها منذ تأسيس البنوك يمتلكون النسب المؤثرة وما يتوافر من النسب لا يؤثر على مجريات الاداء لهذه البنوك.
واستذكر اليوسف عمل البنوك الكويتية بعد التحرير حيث بدأت تركز على الخدمات المصرفية المقدمة لعملائها مما اعطاها الفرصة لتحقيق الارباح القياسية كما انها استفادت من الحسابات الجارية التي يتم فتحها للعملاء علاوة على توسعها في افتتاح الفروع محليا واقليميا. واوضح ان ارباح البنوك دائما ما تشهد نموا ينعكس بدوره على ادائها وعلى الاقتصاد بصفة عامة كما انها استفادت من الفوائض المالية التي تتحقق سنويا.
فورة الانتعاشات
بدوره قال مدير ادارة الاستثمارات المحلية والعربية في شركة الاستثمارات الوطنية سعد الحنيان ان ارباح الربع الثالث للبنوك المحلية اعطت مؤشرا بتحقيق القطاع ارباحا جراء الاداء التشغيلي ونتيجة لزخم انشطتها في الامور المصرفية كما انها استفادت من فورة الانتعاشات في السوق لاسيما بعد موجة الاستحواذات وحصص السيطرة على بعض الشركات ما اوجد دائرة جيدة لها.
ودلل الحنيان على صحة انتعاش اداء البنوك حيث تشير بعض الاحصائيات الى ان ستة بنوك حققت متوسط نسبة نمو بلغ 33% وتم استبعاد بنك بوبيان من الاحصائية على الرغم من انه حقق نسبة نمو بلغت 160%.
واشار الى ان البنك الوطني حقق نسبة نمو بلغت 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2006 كما حقق بنك الخليج 38% والبنك التجاري 23% والبنك الاهلي 55% وبنك الكويت والشرق الاوسط 25% وبيت التمويل الكويتي 42%.
واكد الحنيان ان وجود معطيات عديدة ساهمت في تحقيق نسبة النمو للبنوك المحلية منها ارتفاع اسعار النفط وبلوغ المؤشر السعري للبورصة مستويات قياسية وتوافر السيولة النقدية في البنوك المحلية وكذلك سعر الدينار مقابل الدولار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )