هشام أبوشادي
استمر الاداء المتذبذب النزولي لسوق الكويت للاوراق المالية مسيطرا على آلية التداولات، الامر الذي يزيد من اجواء القلق لدى اوساط المتعاملين في ظل الانخفاض المتواصل لقيمة التداول.
وعلى الرغم من الانخفاض المحدود لمؤشري السوق، الا ان حالة شبه الاحجام عن الشراء من الفاعليات الكبيرة في السوق تزيد من اجواء التوتر النفسي لصغار المتعاملين في ظل النزيف المتواصل لاموالهم، خاصة الذين لديهم اسهم في الاجل، خاصة ان الاسهم التي بها كميات ضخمة في الاجل هي الاكثر انخفاضا، وهذا الوضع سيكون اكثر سوءا الشهر المقبل، لان اغلب عقود الاجل سينتهي موعد استحقاقها في شهر يناير والتي تم شراؤها باسعار اعلى بكثير من المستويات الحالية، فضلا عن ان الكثير من اسهم الاجل التي تم شراؤها في شهر اكتوبر بدأ موعد استحقاقها الشهر الجاري، وفي ظل الضعف الشديد في تداولات اغلب الاسهم فإن ذلك يدفع حملة اسهم الاجل للبيع بأقل الوحدات ما يزيد من الضغوط السلبية على السوق.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر السعري 10.9 نقاط ليغلق على 12216.4 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 1.78 نقطة ليغلق على 699.84 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 175 مليون سهم نفذت من خلال 5079 صفقة قيمتها 73.1 مليون دينار، وجرى التداول على اسهم 148 شركة من اصل 196 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 35 شركة وتراجعت اسعار اسهم 52 شركة وحافظت اسهم 61 شركة على اسعارها و48 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 75.8 مليون سهم نفذت من خلال 1910 صفقات قيمتها 28.8 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 40.4 مليون سهم نفذت من خلال 1124 صفقة قيمتها 13.1 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 21.3 مليون سهم نفذت من خلال 820 صفقة قيمتها 6.2 ملايين دينار.
النزيف المتواصل
ان اسوأ مرحلة يمكن ان يمر بها اي سوق مالي هي المرحلة التي يفقد فيها اوساط المتعاملين القدرة على تحديد اتجاهات السوق في المدى المنظور او المتوسط، والسوق الكويتي يمر بهذه المرحلة التي في العادة يطلق عليها «مرحلة الضبابية»، وهذه المرحلة تؤثر سلبا على نفسية المتعاملين، وبالتالي تدفع ان يكون طابع التشاؤم هو الغالب، وهذا يدفع باتجاه البيع والاحجام عن الشراء، وهذا يبدو واضحا على مجريات التداول في السوق، حيث يلاحظ الضعف الشديد في تداولات اكثر من 90% من الاسهم المدرجة، واذا كان اداء الصناديق الاستثمارية الشهر الماضي الاسوأ منذ بداية العام، فإن اداءها الشهر الجاري سيكون اسوأ من الشهر الماضي، وبالتبعية ينطبق ذلك على المحافظ المالية التابعة للشركات ما يعني ان معظم الارباح غير المحققة للعديد من الشركات ستتراجع بشكل كبير في الربع الرابع قياسا بفترة الربع الثالث والتي سجلت انخفاضا ايضا مقارنة بفترة النصف الاول.
آلية التداول
استمرت التداولات الضعيفة على اغلب اسهم قطاع البنوك مع انخفاض اسعار اسهم اربعة بنوك وعلى الرغم من ان انخفاض اسهم البنوك لا يؤثر على اغلب المتعاملين الافراد نظرا لعدم شرائهم اسهم البنوك إلا ان ذلك يؤثر على الصناديق والمحافظ المالية بشكل محدود نظرا لكون البنوك تراجعت بشكل محدود، بل ان المراكز المالية لدى الصناديق والمحافظ المالية في البنوك تم بناؤها بأسعار منخفضة بكثير عن الاسعار الراهنة.
وازدادت حركة التداول على اسهم الشركات الاستثمارية ضعفا ما دفع اسعار اغلبها للانخفاض، بل ان بعض الاسهم رغم ارتفاع تداولاتها إلا ان اسعارها سجلت تراجعا كبيرا مثل بيت الاستثمار الخليجي الذي شهد تداولات قياسية إلا انه تراجع بشكل ملحوظ بفعل عمليات البيع القوية.
واستمرت عمليات الدعم على سهم الصفاة للاستثمار الذي حقق ارتفاعا محدودا، فيما انه رغم التداولات الضعيفة نسبيا لسهم صكوك مقارنة بأول من امس إلا انه حقق ارتفاعا ملحوظا، كذلك استمرت عمليات الدعم على سهم المدينة للتمويل الذي شهد تداولات ضعيفة نسبيا، حيث من المقرر ان يعقد مجلس ادارة الشركة اجتماعا يوم السبت المقبل لمناقشة زيادة رأسمال الشركة.
وسجلت اغلب اسهم الشركات العقارية ضعفا في تداولاتها مع استمرار الاتجاه النزولي لبعض الاسهم خاصة اسهم الشركات التي كان صعودها مرتبطا بتحرك ملاكها عليها، فيما واصل سهم دبي الاولى الارتفاع بالحد الاعلى في تداولات ضعيفة.
الصناعة والخدمات
سجلت اغلب اسهم الشركات الصناعية ضعفا شديدا في تداولاتها مع انخفاض ملحوظ لسهم الخليج للكابلات فيما شهد سهم مجموعة الصناعات ارتفاعا نسبيا في تداولاته ومحدودا في سعره، واستمرت التداولات المرتفعة على سهم الصلبوخ الذي سجل ارتفاعا محدودا في سعره، حيث يبدو ان الملاك الاساسيين يرغبون في رفع سعر السهم عند اغلاقات نهاية العام.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الخدماتية انخفاضا في اسعارها مع ضعف شديد في التداولات، خاصة اسهم الشركات القيادية في القطاع كأسهم المخازن العمومية والهواتف المتنقلة والوطنية للاتصالات، فيما ان بعض اسهم الشركات الرخيصة شهد ارتفاعا نسبيا في تداولاتها كسهم ميادين، وحققت اغلب اسهم الشركات الخليجية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم خاصة سهم بيت التمويل الخليجي، الذي يشهد عمليات شراء متواصلة، أما سهم اسمنت الخليج، فإنه رغم التداولات المرتفعة على السهم إلا انه يتحرك في نطاق سعري محدود، حيث شهد السهم على مدى الفترة الماضية تداولات مرتفعة يوميا مع استقرار في اسعاره الحالية.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )