بدا المشهد الاستثماري في سوق الكويت للأوراق المالية في آخر أيام التداول قبل اجازة العيد غير مزدحم حيث بلغ عدد المتداولين داخل قاعات السوق المنتشرة في جميع ارجاء المبنى نحو 300 متداول بينهم 10 مدخنين فقط في قاعتي التداول المسموح فيهما بذلك.
ومع دقات جرس الاغلاق ليوم امس حيث عدل المؤشر السعري من انخفاضه الى ارتفاع في اللحظة الأخيرة حيث ارتفع 1.25 نقطة ليغلق على مستوى 9.12312 نقاط وسط ترقب وانتظار من المتداولين لما سيكون عليه مستقبل التداولات في البورصة في الاسبوع الأخير من العام 2007.
كما بدا من نسبة الحضور التي بلغت نحو 25% مما هو معتاد يوميا في البورصة على أحاديث المتداولين بعض الموضوعات المتعلقة بفريضة الحج وعلاقة السوق بالأسهم التي تتعامل وفق الشريعة الإسلامية، وهو ما انعكس على مجريات الأداء للشركات الاستثمارية حيث كان بؤرة الاهتمام من جانب المتداولين، الامر كذلك انعكس على طلبات الاكل والشراب في المطاعم الثابتة والمتحركة والمنتشرة في السوق والتي تقدم الوجبات السريعة للمتداولين حيث وضح العزوف من جانب البعض بسبب الصيام وعدم الإقبال كما هو معتاد يوميا.
وقال المتداول نايف القحطاني لـ«كونا» ان سمة التداولات في مثل هذا الوقت يغلب عليها الطابع المضاربي أكثر من الاستثماري، حيث ان الصناديق والمحافظ الاستثمارية تسعى الى توفير الأموال استعدادا للتوزيعات السنوية، وهو الأمر الذي تفسره بعض التحركات خاصة من جانب كبار المتداولين حيث ان الاغلاقات عادة هي التي تحدد مسار السوق في مرحلة جديدة. وأضاف ان دخول الاجازات في السوق لعب دورا بارزا في التحرك على القطاعات المدرجة، حيث ان الترقب والانتظار كانا المسيطرين على التداولات منذ الدقيقة الأولى وحتى الإغلاق، ما يعني أن المستفيد الأول من تداولات هذه الفترة هو الأسهم التشغيلية. من جانبه قال المتداول أيمن جمال ان البورصة ومنذ بداية شهر ديسمبر وهو شهر الاغلاقات السنوية تكون فيه القيمة النقدية دون المستويات المعهودة، حيث ان الدخول على الأسهم يكون محفوفا بالمخاطر نظرا لأن بعضها تفقد قيمتها وتحت عمليات التجمع مع نهاية السنة على اعتبار أنها انتفخت مع الارتفاع العام للسوق.
واضاف أن معظم الشركات الاستثمارية الاسلامية المدرجة في السوق قلما تدخل في استثمارات مضاربية، وهو الامر الذي يعزز من سمعتها بين المتداولين خاصة انها تعتمد في ارباحها على الاداء التشغيلي.
من جهته قال المتداول ناصر الديحاني ان ما يمر به السوق في فترة ما قبل العيد أمر طبيعي أعتدنا عليه منذ سنوات مضت وهي سمة تمر بها جميع اسواق المال في المنطقتين الخليجية والعربية، ونتمنى أن تكون المستويات التي وصلت اليها اسعار الاسهم مقبولة من جانب صغار المتداولين الذين دائما ما يتكبدون الخسائر في اوقات الترقب والانتظار من جانب كبار اللاعبين في السوق.
وتمنى الديحاني ان تمر الايام القليلة المقبلة من عمر التداولات العام 2007 على خير وان يكون العام 2008 افضل مما مضى حيث ان السوق يتمتع بعافية قوية مدعومة باقتصاد قوي.
وتعد البورصة الكويتية ثاني أكثر أسواق المال نشاطا في المنطقة حيث تضم 195 شركة بقيمة سوقية تصل الى 60 مليار دينار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )