شريف حمدي
قال مسؤولون في عدد من شركات الوساطة لـ «الأنباء» ان تدني قيمة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية في الفترة الأخيرة بشكل لافت أدى الى تراجع حاد في إيرادات جميع شركات الوساطة العاملة في السوق، وذلك في مقابل المصروفات التي لاتزال على ما هي عليه.
وتوقعت المصادر ان تحقق أغلب شركات الوساطة ان لم تكن جميعها خسائر في الربع الثاني والذي شارف على الانتهاء، الأمر الذي سينعكس سلبا على نتائج النصف الأول بما في ذلك شركات الوساطة التي حققت نتائج مرضية في الربع الأول من العام الحالي.
وقالت المصادر ان شركات الوساطة تواجه تحديا جديدا يتمثل في انخفاض قيمة التداول بشكل غير مسبوق، مشيرة الى ان استمرار الأوضاع على شاكلتها الحالية قد يعجل بخروج بعض شركات الوساطة من السوق، خاصة ان هناك 4 شركات على الأقل يسعى ملاكها الى التخارج منها بسبب سوء الأوضاع.
وأضافت ان الشركات تعمل منذ فترة على تقليص المصروفات قدر المستطاع، وانها زادت من هذه السياسة في الفترة الأخيرة منذ ان تدنت قيمة التداول الى مستويات غير معهودة في سوق الكويت للأوراق المالية الذي يضم نحو 217 شركة في السوق الرسمي فضلا عن 14 شركة تتداول أسهمها في السوق الموازي.
وذكرت المصادر ان شركات الوساطة العاملة في السوق تأثرت جراء توقف عدد كبير من الشركات عن تقديم خدمات بيع الأسهم عن طريق الآجل والاوبشن ونظام البيوع المستقبلية، لافتة الى ان شركات الوساطة عوضت جزءا من خسائرها عندما حصلت على حصصها من توزيعات ارباح صندوق الضمان والبالغة 168 ألف دينار لكل شركة، مشيرة الى ان هذه التوزيعات استثنائية ولن تتكرر في المنظور القريب.
وأعربت المصادر عن أملها في ان تتحسن قيمة التداول في الفترة المقبلة، لافتة الى ان ذلك لن يتحقق في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة، داعية الى الالتفات الى السوق والعمل على تنشيطه بدلا من الضغط عليه بهذه الصورة الحالية.
يذكر ان قيمة التداول منذ بداية الشهر الجاري وحتى جلسة أمس بلغت 358.8 مليون دينار، وهي قيمة كان السوق يحققها أيام الرواج أحيانا في جلسة استثنائية او في جلستين على الأكثر، وكانت أكبر قيمة حققها السوق خلال يونيو الجاري هي 33.4 مليون دينار في جلسة 22 الجاري، وكانت أدنى قيمة هي 8.1 ملايين دينار في 19 الجاري، وهي أدني قيمة يحققها سوق الكويت للاوراق المالية في آخر 10 سنوات.