شهدت وضعية اجمالي موجودات المصارف العشرة الأولى بعض التطورات والتغيرات خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي غيّر بعض الترتيب على لائحة القطاع، ما أظهر منافسة كبيرة على صدارة القطاع بين مصرفي عودة ولبنان والمهجر منذ العام الماضي وحتى الشهر الثامن من العام الحالي، مقارنة مع الأعوام السابقة.
وتفيد الاحصاءات من داخل الميزانية وخارجها ان مجموعة بنك عودة - سرادار استطاعت من خلال الخطوات التوسعية الخارجية، خصوصا من حيث اجمالي الموجودات، تخطي الموجودات لدى مجموعة لبنان والمهجر بالرغم من بقاء الأخيرة في صدارة الترتيب من حيث الميزانية المجمعة حتى نهاية العام الماضي.
اشارة الى ان مجموعة بنك عودة تنفذ خطوة انشاء نحو 40 فرعا لها في القاهرة، اضافة الى مناطق خليجية بعد تملكها أحد المصارف الكبرى العاملة في القاهرة، وهي اجتذبت ودائع بما يفوق المليار دولار خلال فترة قياسية وجيزة لا تتعدى الأشهر من تاريخ التأسيس.
ومع ان مجموعة عودة - سرادار توحي بأنها لا تسعى الى الصدارة الداخلية في لبنان، بقدر البحث عن دور ومركز بين المصارف العربية وتوسع الأسواق بوتيرة أكبر من توسعات المصارف الأخرى، فإنها تخطت أرقام موجودات بنك لبنان والمهجر كإجمالي أكثر من مرة خلال العام الحالي، كما تظهر نتائج نهاية اغسطس الماضي. وفي قراءة تطورات حركة موجودات المصارف الأولى في لبنان حتى نهاية الثلث الثاني من 2007 تتبين الأرقام التقريبية الآتية:
سجلت الميزانية المجمعة لمجموعة بنك عودة - سرادار في نهاية نوفمبر موجودات قدرها 16 مليار دولار، وهو الرقم الذي كانت عليه في اغسطس الفائت، بما يوازي نحو 16 مليار دولار أيضا. وكانت سجلت خلال الشهر الأول من 2007 ما قيمته 13.8 مليار دولار مقابل موجودات قدرها نحو 12.266 مليار دولار في بداية العام الفائت. مع الاشارة الى ان اجمالي موجودات بنك عودة أقفلت في نهاية العام 2005 على 11.5 مليار دولار.
ومن المعلوم ان بنك عودة نفذ اصدار الاكتتاب في تأسيس شركة سوليدير انترناشيونال بقيمة 750 مليون دولار لرأسمال الشركة، وحقق نجاحا فاق الحجم المطلوب خلال النصف الأول من هذا العام، حيث وصلت العروض الى نحو مليار دولار.
وفي المقابل بلغت الميزانية المجمعة، او موجودات مجموعة بنك لبنان والمهجر 15.4 مليار دولار في نهاية الشهر العاشر من2007 بعدما كانت في شهر اغسطس نحو 15.6 مليار دولار.
ومجموعة البحر المتوسط عادت الى المرتبة الثالثة حيث بلغت اجمالي موجوداتها 10 مليارات دولار في نهاية اكتوبر بعدما كانت نحو 9.1 مليارات دولار في الشهر الثامن من 2007.
وبنك بيبلوس واصلت موجوداته نموها ضمن الترتيب، اذ بلغت في نهاية اكتوبر ما مجموعه 9.5 مليارات دولار. وشهد البنك اللبناني الفرنسي موجودات مجموعها 6.2 مليارات دولار في نهاية الشهر العاشر.
ويتضح من واقع موجودات المصارف العشرة الأولى ان هذه الموجودات تشكل نحو 79.8 مليار دولار، بعدما كانت نحو 75 مليارا في نهاية الشهر الثامن، أي بزيادة قدرها 4.8 مليارات دولار خلال شهرين تقريبا.
بمعنى آخر ان موجودات المصارف العشرة الأولى تشكل نحو 98.8% من اجمالي الميزانية المجمعة للقطاع المصرفي اللبناني، والبالغة حتى نهاية اكتوبر 2007 ما مجموعة 80.723 مليار دولار، وهذا ما يفسر تزايد التمركز في نشاط القطاع المصرفي ونموه في استقبال الودائع وزيادة الأموال الخاصة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )