هشام أبوشادي
سيطرت أجواء القلق والحذر في الشراء على سلوك اوساط المتعاملين في سوق الكويت للأوراق المالية الاسبوع الماضي، وذلك نتيجة حالة الضبابية وصعوبة تحديد اتجاهات السوق مع بدايات العام الحالي، وهو ما انعكس بالسلب على حركة التداول التي اتسمت بالضعف الشديد خاصة على اسهم الشركات الشعبية، فيما ان معظم اسهم الشركات القيادية كانت تحظى بعمليات شراء نسبية وان كانت حركتها السعرية اتسمت بالضعف، وذلك نتيجة محاولات الصناديق والمحافظ المالية الكبيرة دعم هذه الاسهم بأقل التكلفة الممكنة لتحسين مستويات الاغلاق في نهاية العام.
واذا كانت الشركات القيادية حظيت بدعم من الصناديق والمحافظ الكبيرة، فإن اغلب اسهم الشركات الرخيصة او التي يطلق عليها مجازا الاسهم الشعبية غلب على اسعارها الاتجاه النزولي، وذلك لافتقادها الدعم الذي كانت تحظى به من ملاكها في وقت سابق، الامر الذي كبد الكثير من صغار المتعاملين تحديدا خسائر كبيرة، وهذه الخسائر يتوقع ان تزداد مع بدايات العام الحالي، نتيجة حلول استحقاق كميات ضخمة من اسهم الاجل والتي اغلبها تم شراؤه في الشركات الرخيصة وخاصة اسهم الشركات التي قادت حركة السوق خلال فترة الصيف، حيث تراجعت اسعار اسهم هذه الشركات من اعلى الاسعار التي وصلتها وحتى مستويات اسعارها الحالية، بما يتراوح ما بين 40 الى 50%، وهذا التراجع جاء خلال فترة زمنية تقدر بنحو شهرين الى ثلاثة اشهر.
وعلى الرغم من ارتفاع المؤشرات الاساسية لسوق الكويت للأوراق المالية الاسبوع الماضي نتيجة ارتفاع عدد ايام التداول لأربعة ايام مقارنة بالاسبوع قبل الماضي الذي اقتصرت فيه حركة التداول على يومين فقط، إلا ان المعدل اليومي للمتغيرات الثلاثة والكمية والصفقات والقيمة سجل تراجعا مقارنة بالاسبوع قبل الماضي.
وخلال الاسبوع الماضي بدا واضحا التلاعب بمؤشري السوق في الثواني الاخيرة، وذلك من خلال تقليل خسائر المؤشر او رفع مكاسبه، بمعنى ان الارتفاعات الملحوظة لمؤشري السوق الاسبوع الماضي لا تعبر عن تداولات حقيقية، بل انه كان يتم تصعيد اسهم بعض الشركات ذات رؤوس الاموال الصغيرة بأعلى الوحدات بكميات محدودة، والارتفاع المفتعل لمؤشري السوق لرفعه لمستويات كبيرة في نهاية العام الحالي، ستكون له تأثيرات سلبية في بدايات العام المقبل، سيدفع ثمنها باهظا صغار المتعاملين.
فقد حقق المؤشر السعري ارتفاعا الاسبوع الماضي بمقدار 134.2 نقطة ليغلق على 12447.1 نقطة بارتفاع نسبته 1.1% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، لتصل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الى 2379.7 نقطة بارتفاع نسبته 23.6% كذلك ارتفع المؤشر الوزني 7.30 نقاط ليغلق على 712.02 نقطة بارتفاع نسبته 1% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، لتصل مكاسبه منذ بداية العام الى 180.31 نقطة بارتفاع نسبته 33.9% وقد سجلت القيمة السوقية ارتفاعا قدره 681 مليون دينار، لتصل القيمة السوقية الاجمالية للسوق الى 58 مليارا و580 مليون دينار بارتفاع نسبته 1.2% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، لتصل المكاسب المحققة منذ بداية العام الى 15 مليارا و464 مليون دينار بارتفاع نسبته 33.9%.
وسجلت المتغيرات الثلاثة ارتفاعا ملحوظا، حيث ارتفعت كمية الاسهم المتداولة بنسبة 72.3% والقيمة بنسبة 63.4% والصفقات بنسبة 82.3% فيما تراجع المعدل اليومي للمتغيرات الثلاثة بنسبة 13.9% و18.3% و8.9% على التوالي.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )