أحمد يوسف
افتتحت في الكويت أمس أنشطة المؤتمر الثاني للعلاقات العامة والذي تنظمه الجمعية الدولية للعلاقات العامة - فرع الخليج - بالتعاون مع مجموعة الملتقى الإعلامية وبمشاركة عدد من خبراء العلاقات العامة العالميين والعرب وبحضور الوكيل المساعد للشؤون التجارية بوزارة الإعلام فوزي التميمي. وتستمر أنشطة المؤتمر يومين حيث يتناول المشاركون فيه الاتجاهات الحديثة في عالم الاتصال مع تطبيقات عملية توضح أهمية دور العلاقات العامة لأي مؤسسة وذلك من خلال ورش العمل المصاحبة لأنشطة المؤتمر.
وفي هذا الإطار اشارت رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر - نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للعلاقات العامة فرع الخليج اعتدال العيار في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إلى نجاح المؤتمر في دورته السابقة في تحقيق بعض أهدافه وتوصياته التي دعت إلى ان يعقد هذا الحدث بصورة دورية حتى يتمكن العاملون في مجال العلاقات العامة والاتصالات سواء في الجهات الحكومية أو الخاصة، من متابعة التطورات العالمية والإقليمية الحاصلة في هذه الصناعة المتنامية.
وأشارت الى إن هذا المؤتمر يأتي متوافقا مع أهداف الجمعية الدولية للعلاقات العامة التي تسعى دائما إلى تعزيز دور العلاقات العامة ووضعها في مكانها الصحيح بعد ان ظل هذا الدور لسنوات طويلة منسيا ومتجاهلا.
وأضافت ان اللجنة المنظمة لمؤتمر الكويت الثاني للعلاقات العامة اختارت موضوع «التوجهات الحديثة في عالم الاتصال» شعارا للمؤتمر إيمانا منها بان التطورات السريعة والمتلاحقة في عالمنا اليوم تفرض نفسها بقوة على عالم العلاقات العامة، وتجعل متابعة هذه التطورات ضرورة تفرضها متطلبات تراكم الخبرات في مجال عملهم، حتى يمكنهم ان يكونوا على مستوى المسؤولية وجزءا حقيقيا من استراتيجية مؤسساتهم.
وفي الجلسة الأولى من المؤتمر استعرض كونراد فان هاسيليت المالك والمستشار الإداري لشركة «ربيوتيشن ماترز» موضوع بناء السمعة لدى أي مؤسسة أو شركة موضحا ان الجمهور المتلقي يكون صورة ذهنية عن المؤسسة في عقله من خلال النماذج والإعلانات التي يراها أو يسمعها عن المؤسسة.
وأضاف فان هاسيليت ان مفهوم بناء السمعة متعدد الاتجاهات وعادة ما يستغرق وقتا طويلا من الزمن ولذا فإن تعزيز اسم الشركة أو المؤسسة يأتي عن طريق الصدق مع الجمهور، فعادة ما يكون الشخص صورة ما عن مؤسسة ما من خلال الخبرة الشخصية ومن خلال المعلومات التي يستقيها من الآخرين وأيضا من خلال الرسائل الإعلامية المتعددة.
وأكد فان هاسيليت على أهمية وظائف الاتصالات في بناء واستعادة الاسم التجاري والسمعة لشركة ما خاصة في حال تعرض المؤسسة لأزمة تؤدي إلى اهتزاز سمعة المؤسسة في السوق.
تم أيضا خلال الجلسة الأولى من المؤتمر طرح التحديات التي تواجه صناعة العلاقات العامة في ظل العولمة حيث قالت رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للعلاقات العامة 2006 لولا زقلمة: إن العولمة ظاهرة متعددة الوجوه، ومع بدايتها أصبحت العلاقات العامة أداة إدارية وأصبحت ممارسة العلاقات العامة الآن عالمية الطابع ولم تعد محصورة في حدود شركة واحدة.
وأضافت ان العولمة قد فشلت في مجال الاتصالات بشكل كبير، فليس هناك في العالم أفضل ولا انسب من العاملين في مجال العلاقات العامة لعلاج هذه المشكلة فممارسو العلاقات العامة لديهم بالفعل الخبرة لكي يحلوا شبكة الرسائل المتشابكة ويبنوا الثقة المتبادلة بين المجموعات لكي تستطيع العولمة ان تبلغ كامل طاقتها.
واكدت على اهمية التغلب على التحديات المختلفة التي تواجهها العلاقات العامة اليوم من خلال اكتشاف وزيادة المعرفة بالمجال الجديد والواسع من الفرص وكيفية الاستفادة منها مما يؤدي لفهم المزيد عن العلاقات العامة كأكثر المهن نموا واعلاها أجرا في الاقتصاد العالمي الحديث المعتمد على المعلومات.
اما خبير ومستشار العلاقات العامة والإعلام السعودي محمد طحلاوي فتناول في كلمته امام المؤتمر التحولات غير العادية في حجم المعلومات التي يتم تداولها بين الناس ونوعها وسرعة تداولها على مستوى العالم ككل، ومنطقة الخليج على وجه الخصوص، خلال السنوات العشر الأخيرة.
وقال ان سرعة هذه التحولات ادت الى الانتقال بشكل مبهر مما كان يسمى عصر المعلومات إلى ما يعرف اليوم بعصر المعرفة، في غضون عقد واحد من الزمان، وقد ترافقت التغيرات المشار إليها آنفا مع تطورات رهيبة في وسائل الاتصال بين الناس وفي إمكانية وصول الفرد العادي إلى هذه الوسائل.
من جانبه تناول مدير المعلومات بمؤسسة أبحاث إيكو نيجيل ميدلميس موضوعا ذا صلة بالانترنت وهو المدونات وتأثيرها المتنامي وكيف تقوم تلك المدونات الإلكترونية بتغيير المفاهيم بطرق هادفة .
وقال ميدلميس ان المدونات غيرت طريقة التواصل بين أصحاب الأعمال والعملاء أو ما يمكن تسميته تغيير العلاقات العامة والأعمال وتلافي الأخطاء التي قد تقع فيها العلاقات العامة.
وحول أهمية برامج العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية تطرقت فاتن اليافي المدير التنفيذي الأول لإدارة المسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة والاتصال بمجموعة صافولا في كلمتها للقيمة الحقيقية لبرامج العلاقات العامة وتأثيرها في تحسين الصورة الذهنية والأسباب التي تؤدي لعدم تحقيق الأهداف المنشودة لبرامج العلاقات العامة . وقالت إن العلاقات العامة تطورت في الـ 15 سنة الأخيرة من خدمة مساندة الى صناعة واعدة، مؤكدة أننا نعيش الآن مرحلة النضوج لصناعة العلاقات العامة التي هي في المقام الأول سلسلة من التوقعات والقدرة على ادارة تلك التوقعات.
وفي ختام اليوم الأول من المؤتمر اقيمت ورشة عمل حول كيفية بناء وتنفيذ إستراتيجية حملة علاقات عامة فعالة من خلال التخطيط الدقيق والتفكير الاستراتيجي اللذين يمكن ان يدمجا بنجاح أنشطة التسويق والعلاقات العامة ويحولاها الى برنامج مربح.
وتحدث من خلال ورشة العمل كل من ريتشارد لينينج عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية للعلاقات العامة ود.أحمد الشريف أستاذ الإعلام بجامعة الكويت - قسم العلاقات العامة.
واوضح الشريف ان الحملات الإعلامية هي مجموعة من البرامج والانشطة المتكاملة تسعى لتحقيق هدف معين خلال فترة زمنية محددة وتستخدم فيها جميع انواع الاتصال.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )