نزول طبيعي ومتوقع للسوق يدفعه للتأسيس ويحفز لجولة جديدة

سيطر الاتجاه النزولي على حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية امس بفعل عمليات البيع من قبل اوساط المتعاملين خوفا من استمرار الاتجاه النزولي للسوق، وفي نفس الوقت توفير سيولة مالية يمكن الاستفادة منها عندما يستعيد السوق نشاطه.

وعلى الرغم من ان النزول الملحوظ للسوق امس كان متوقعا إلا انه يعتبر طبيعيا ويعطي فرصة للسوق ليؤسس على مستويات جديدة تشجع رؤوس الاموال على الدخول مرة اخرى، خاصة انه منذ الاسبوع الماضي يلاحظ ان هناك اطرافا تقوم بعمليات تسييل لمراكزها المالية اعتقادا منها ان السوق وصل الى القمة وانه من الضروري ان يشهد نوعا من التصحيح، وفي الوقت الذي شهدت فيه العديد من الاسهم انخفاضا يعتبر محدودا في الاسعار، هناك اسهم اخرى حظيت بعمليات شراء ملحوظة بعضها لأهداف مضاربية ودعم لها، والبعض الآخر يتعلق بترتيبات حول صفقات يتوقع الاعلان عنها كسهم بنك الخليج المتحد، وقد استمرت حركة التداول على اغلب اسهم الشركات القيادية في الضعف مع انخفاض في اسعارها خاصة اسهم البنوك، فيما ان بعض اسهم الشركات الرخيصة شهدت تداولات مرتفعة وانخفاضا محدودا في اسعارها، وبشكل عام فإن الاداء العام للسوق رغم الهبوط الملحوظ خلال مراحل التداول إلا انه يمكن اعتباره متماسكا، وكانت هناك عمليات شراء على بعض الاسهم لأهداف تتعلق بزيادة الملكيات.

المؤشرات العامة
انخفض المؤشر السعري 53.2 نقطة ليغلق على 14379.1 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 5.61 نقاط ليغلق على 798.74 نقطة.

وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 447.4 مليون سهم نفذت من خلال 8332 صفقة قيمتها 197 مليون دينار.

وجرى التداول على اسهم 150 شركة من اصل 195 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 32 شركة وتراجعت اسعار اسهم 78 شركة وحافظت اسهم 40 شركة على اسعارها و45 شركة لم يشملها النشاط.

تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها 201.1 مليون سهم نفذت من خلال 2410 صفقات قيمتها 63.4 مليون دينار.

وجاء قطاع الشركات الاستثمارية في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 126.2 مليون سهم نفذت من خلال 2744 صفقة قيمتها 70.8 مليون دينار.

واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 59.2 مليون سهم نفذت من خلال 1307 صفقات قيمتها 19.4 مليون دينار.

وجاء قطاع البنوك في المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 15.1 مليون سهم نفذت من خلال 495 صفقة قيمتها 17.5 مليون دينار.

نزول طبيعي
النزول العام للسوق امس يعد امرا طبيعيا ومتوقعا والكثير من اوساط المتعاملين قاموا بتسييل جزء كبير من مراكزهم المالية نتيجة توقعهم لهذا النزول، الامر الذي جنب الكثير خسائر كبيرة، وفقد وصل اقصى نزول للمؤشر الوزني نحو 12 نقطة والسعري نحو 164 نقطة، إلا انه في آخر 5 دقائق من فترة التداول تقلصت الخسائر تدريجيا لتصل في الدقيقة الاخيرة الى 108 نقاط لتتقلص هذه الخسائر في الثواني الاخيرة الى 53 نقطة، الامر الذي يشير الى ان هناك دافعا قويا لمنع السوق من الهبوط بشدة.

وعلى مستوى قيمة التداول، فرغم ارتفاعها امس مقارنة بأول من امس، الا انها لاتزال دون مستوى الـ 200 مليون دينار، وقد تركزت قيمة التداول على عدد محدود من الاسهم، فقد استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات على حوالي 52.8% من القيمة الاجمالية، ومن هذه الشركات، استحوذت قيمة تداول اسهم شركتين هما بيت الاوراق المالية ومجموعة الصفوة على نحو 25.6% من القيمة الاجمالية للتداول والتي تعادل 48 مليون دينار، الامر الذي يشير الى ان هناك ضعفا عاما في الشراء، وهذا الضعف او الحذر ناتج عن سيطرة اللون الاحمر على التداول، ففي أول نصف ساعة من التداول كان السوق متراجعا اكثر من 100 نقطة، الأمر الذي دفع الكثير من المتعاملين الى البيع والتوقف عن الشراء الى ان تتضح الصورة العامة للسوق، خاصة انه لايزال هناك اتجاه عام لدى المحافظ المالية الكبيرة والصناديق الاستثمارية بالعمل على تماسك السوق عند مستوياته الحالية على الاقل للمحافظة على المكاسب التي حققوها منذ بداية العام.

ومن المتوقع ان يستمر الاتجاه المتذبذب للسوق صعودا وهبوطا في الفترة المقبلة حتى نهاية اغلاقات الربع الاول من العام الحالي.

آلية التداول
استمرت حركة التداول على اسهم البنوك في الضعف مع انخفاض اسعار اسهم 4 بنوك، خاصة بنك الخليج الذي سجل اعلى تراجع، واغلق سهم البنك الوطني على مستوى الدينارين و20 فلسا، حيث يلاحظ ان السهم يشهد عمليات شراء على سعر ما بين الدينارين ودينارين و20 فلسا، وارتفعت نسبيا حركة التداول على سهم بنك بوبيان، الا انه اغلق على انخفاض محدود، حيث استمر السهم في النزول منذ عقد البنك عموميته وتشكيل مجلس ادارة جديد سيطرت عليه دار الاستثمار.

وتراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات الاستثمارية في تداولات ضعيفة نسبيا، الا ان سهم ايفا كان الاكثر انخفاضا، حيث تراجع بالحد الادني، معروضا دون طلبات، فيما شهد سهم بيت الاوراق المالية تداولات قياسية، الا ان سعره

ظل ثابتا، وذلك نتيجة ان هذه التداولات كانت عمليات نقل بين بعض المحافظ المالية، واستمرت التداولات النشطة على سهم اعيان للاجارة الذي تراجع بشكل محدود، وحافظ سهم مشاريع الكويت على سعره في تداولات محدودة، وتراجعت بشدة تداولات سهم اكتتاب مقارنة بأول من امس، الا انه حافظ على سعره، الأمر الذي يشير الى انه يمر بعملية تأسيس على اسعار بين 265 و270 فلسا، واستمرت التداولات المرتفعة على سهم المدينة الذي سجل ارتفاعا محدودا في سعره في ظل ترقب اوساط المتعاملين لإعلان الشركة عن نتائجها المالية التي يتوقع ان تتراوح بين 120 و127 فلسا ربحية للسهم.
 
وسجلت اغلب اسهم الشركات العقارية انخفاضا في اسعارها في تداولات ضعيفة نسبيا على معظم الاسهم باستثناء التداولات المرتفعة على بعض الاسهم، خاصة سهم اعيان العقارية الذي شهد عمليات شراء ملحوظة دفعت السهم للارتفاع بالحد الاعلى، واستمرت التداولات النشطة على سهم ابيار العقارية الذي سجل ارتفاعا محدودا في سعره مع توقعات بأن يستمر الاتجاه الصعودي للسهم في ظل عمليات الاستحواذ على حصة لصالح شركة دبي القابضة، وتراجع سهم عقارات الكويت وسهم الدولية للمشروعات بشكل ملحوظ في تداولات محدودة، وكذلك سهم جيزان.

الصناعة والخدمات
استمر الاتجاه النزولي لأغلب اسهم الشركات الصناعية في تداولات ضعيفة، وقد سجل سهم اسمنت بورتلاند تراجعا بالحد الادنى في تداولات ضعيفة، وكذلك سهم اسمنت الهلال تراجع ايضا بشكل ملحوظ.
 
واستمرت التداولات المرتفعة على سهم الصلبوخ الذي سجل ارتفاعا في سعره، وواصل ايضا سهم منا القابضة الارتفاع بفعل عمليات التصعيد التي تتم من قبل ملاك الشركة، كما سجل سهم الصناعات الوطنية انخفاضا محدودا في تداولات ضعيفة.

واستمرت التداولات الضعيفة على معظم اسهم الشركات الخدماتية باستثناء التداولات القياسية التي شهدها سهم مجموعة الصفوة الذي تراجع من 220 فلسا الى 216 فلسا ليغلق على 218 فلسا، حيث يتضح ان السهم يحظى بعمليات دعم قوية على اسعاره الحالية، واستمر الاتجاه النزولي لسهم زين الذي تماسك على سعر الدينارين، الا انه مع استمرار عمليات البيع، فإنه قد يتراجع الى ما دون الدينارين.

وفي قطاع الشركات غير الكويتية، انخفض سهم اسمنت الخليج بشكل ملحوظ، فيما ان سهم بنك الخليج المتحد شهد تداولات قياسية وصعودا ملحوظا بدعم من المعلومات الخاصة حول شراء بنك برقان اغلب الاصول والوحدات المصرفية لبنك الخليج المتحد في صفقة ضخمة تتجاوز قيمتها مليار دولار.