هشام أبو شادي
اتسمت حركة التداول في سوق الكويت للاوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس بالتباين في اتجاهات اوساط المتعاملين، الامر الذي انعكس على حركة اسعار الاسهم وبالتالي على مؤشري السوق، خاصة المؤشر السعري الذي حقق مكاسب مرتفعة نسبيا خلال مراحل التداول، الا ان تزايد عمليات جني الارباح ادى لتلاشي مكاسبه، وعلى الرغم من الصعود الملحوظ لسهم اجيليتي بفعل القوة الشرائية، الا ان اسهم الشركات المرتبطة بها تباينت اسعارها بين الهبوط والاستقرار، ولكنها مرشحة لاستئناف اتجاهها الصعودي مرة أخرى في ظل عمليات التأسيس التي تمر بها هذه الاسهم حاليا.
واستمرت السيولة المالية مركزة بشكل أساسي على اسهم الشركات التي لديها عقود الشركات التي حققت ارباحا استثنائية من تخارجات استثمارية لها، وكذلك الشركات التي اعلنت عن انها بصدد الخروج من بعض الاستثمارات، حيث يتوقع ان تستمر هذه الاسهم في قيادة حركة النشاط في الفترة القادمة، وبشكل عام، فإنه رغم سيطرة عمليات المضاربة على حركة التداول، الا انها لا تعتبر مضاربات وهمية بل انها مدعومة بأرباح اكثر من جيدة.
وقد دخلت مجموعة اسهم شركات ايفا حيز النشاط في تعاملات امس، حيث حققت اغلب اسهم شركاتها ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 74.4 نقطة ليغلق على 15380.5 نقطة، كذلك ارتفاع المؤشر الوزني 0.06 نقطة ليغلق على 776.63 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 367.7 مليون سهم نفذت من خلال 10240 صفقة قيمتها 162.2 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 167 شركة من أصل 199 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 66 شركة وتراجعت اسعار اسهم 46 شركة وحافظت اسهم 55 شركة على اسعارها، و32 شركة لم يشملها النشاط، تصدر قطاع الشركات العقارية النشاط بكمية تداول حجمها 125.7 مليون سهم نفذت من خلال 2808 صفقات قيمتها 45.4 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 106.6 ملايين سهم نفذت من خلال 3115 صفقة قيمتها 48.6 مليون دينار.
واحتل قطاع الاستثمار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 94.2 مليون سهم نفذت من خلال 2464 صفقة قيمتها 37.7 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الصناعية في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 18.3 مليون سهم نفذت من خلال 1087 صفقة قيمتها 14.6 مليون دينار.
الثواني الأخيرة
ظل المؤشر السعري يتذبذب صعودا وهبوطا في نطاق محدود خلال مراحل التداول ليشهد في الثواني الاخيرة من فترة التداول ارتفاعا بمقدار 74.4 نقطة بعد ان كان متراجعا بمقدار 0.6 نقطة، الامر الذي دفع المؤشر لمستوى تاريخي جديد.
ورغم سيطرة عمليات المضاربات على آلية التداول والسرعة في جني الارباح الا ان مخاطر المضاربات محدودة، فأسعار العديد من الاسهم مازالت رخيصة قياسا بالارباح المتوقعة في النصف الأول من العام الحالي، وهناك تدفقات مالية نحو السوق للاستفادة من الفرص المواتية الموجودة خاصة على مجموعة الشركات التي تقودها اجيليتي، فيما ان هناك مجاميع استثمارية بدأت اسهمها في التحرك ويتوقع ان تزداد حركتها قوة في الفترة القادمة لرفع قيم اسعارها السوقية لتحسين ميزانياتها في النصف الاول الذي شارف على الانتهاء، الامر الذي يشير إلى ان الفترة المتبقية من نهاية الربع الثاني ستشهد نشاطا قويا.
آلية التداول
استمرت حركة التداول على اسهم البنوك في الضعف مع انخفاض اسعار اسهم اربعة بنوك.
فمن الواضح ان اسهم البنوك تشهد عمليات تجميع باقل الاسعار الممكنة من قبل الصناديق والمحافظ المالية لتأكدها ان ارباح البنوك في النصف الأول لن تتأثر بالاجراءات الأخيرة للبنك المركزي، بل على العكس يتوقع ان تحقق البنوك نموا جيدا، بل الأهم ان هذه الارباح مضمونة وليست عرضة للتقلبات، خاصة البنوك التي لها توسعات استراتيجية خارجية والتي يأتي في مقدمتها البنك الوطني وبيت التمويل، ويجب التأكيد على الاجراءات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي لصالح البنوك، فمعروف ان المركزي حريص على ان تحقق البنوك نموا في ارباح، وذلك لانه اذا تراجعت الارباح البنوك انخفضت عمليات تقييم البنك المركزي لدى المؤسسات العالمية وحالة الهدوء الحالية التي تشهدها البنوك تمثل فرصة اكثر من جيدة للشراء، فمع اعلان الارباح التي يتوقع ان تشهد نموا سيمثل مفاجأة في النصف الأول لقطاع البنوك، ستشهد اسهم هذا القطاع نشاطا ملحوظا.
وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة ومركزة على عدد محدود من الاسهم، فقد شهد سهم الدولية للاجارة ارتفاعا بالحد الأعلى مطلوبا دون عروض رغم عمليات البيع التي شهدها السهم، حيث يتوقع ان يواصل اتجاهه الصعودي، اما سهم بيان للاستثمار فقد شهد تداولات قياسية مع انخفاض ملحوظ في سعره جراء عمليات البيع الملحوظة التي شهدها في آخر ربع ساعة من التداول ما ادى لانخفاضه الى 385 فلسا الا ان اغلب تداولات السهم تمت على اسعار ما بين 390 و395 فلسا، ويتوقع ان يشهد السهم انخفاضا في بدايات التداول اليوم (الاثنين) ما بين وحدة الى وحدتين يؤسس بقوة على الاسعار الحالية ليبدأ جولة جديدة من الصعود خاصة انه يتوقع ان تعلن الشركة عن ارباح في الربع الثاني لن تقل عن 60 فلسا.
وهناك العديد من الأسهم في قطاع الاستثمار أسست بقوة على اسعارها الحالية ولكن مشكلة هذه الاسهم انها لن تشهد نشاطا الا من خلال تحرك ملاكها عليها.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، فقد شهد سهم العربية العقارية تداولات قياسية غلب عليها عمليات البيع لجني الارباح والتي لم تؤثر على الاتجاه الصعودي للسهم، والذي يعتبر اسس على سعر 260 فلسا، فمن الطبيعي في مراحل الصعود التي يشهدها السهم ان تزداد عمليات البيع لجني الأرباح خاصة من قبل المتعاملين الذين اشتروا السهم بأسعار منخفضة، فهناك محافظ مالية قامت بتجميع كميات كبيرة باسعار ما بين 150 و170 فلسا، وفي كل مرحلة صعود كان يشهدها السهم تحت مستوى الـ 200 فلس، كان يشهد المزيد من التجميع،
وبالتالي، فإن الاسعار الحالية للسهم تعتبر مغرية بجني الارباح، وشهد سهم لؤلؤة العقارية تداولات نشطة دفعته للارتفاع بالحد الاعلى بعد ان مر بعمليات تأسيس قوية على اسعار بين 290 و295 فلسا، وفي ظل الارباح القوية المتوقعة للشركة في الربع الثاني، فإن السهم مرشح لمزيد من الارتقاع ما لم يشهد ضغوطا من ملاكه.
وفي تداولات متواضعة، حقق سهم الدولية للمنتجعات ارتفاعا بالحد الاعلى، فيما سجلت اسهم الدولية للمشروعات وعقارات الكويت وجيزان ارتفاعا محدودا في تداولات ضعيفة ايضا، ولكن هذه الاسهم يبدو انها مؤهلة لان تزداد نشاطا في الفترة القادمة.
الصناعة والخدمات
تباينت اسعار اسهم الشركات الصناعية صعودا وهبوطا في تداولات ضعيفة على اغلبها، فقد انخفض سهم مجموعة الصناعات الوطنية بمقدار وحدتين في تداولات ضعيفة، فيما استمرت التداولات النشطة على سهم منا القابضة مع استقرار سعره السوقي، اما سهم المعدات القابضة فقد حقق ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات منخفضة نسبيا.
وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة، فقد حقق سهم اجيليتي ارتفاعا ملحوظا في سعره بفعل القوة الشرائية التي شهدها السهم والتي بددت مخاوف المتعاملين التي اعترتهم جراء هبوط السهم بالحد الادنى يوم الخميس الماضي، وتماسك سهم مركز سلطان على سعر 455 فلسا بعد ان كان متراجعا خلال التداول الى 440 فلسا، ومن الواضح ان هذه الاسهم ستشهد المزيد من الارتفاع في الفترة القادمة، والملفت للانتباه ما حدث من تذبذب حاد لسهم الشبكة الآلية، فقد ارتفع بالحد الاعلى في بدايات التداول الا انه تراجع بالحد الادنى بفعل عمليات البيع القوية ليعود للارتفاع مرة اخرى بالحد الاعلى في ظل التداولات القياسية التي بلغ حجمها 22 مليون سهم، وواصل سهم مجمعات الاسواق الصعود في تداولات نشطة بدعم من الارباح القياسية المتوقعة للشركة في النصف الاول من العام الحالي.
واستمرت التداولات متواضعة على سهم زين مع انخفاض محدود في سعره، واتسمت تداولات اسهم وشركات غير الكويتية بالضعف مع صعود محدود لبعض الاسهم.
وبشكل عام، فإن قيمة التداول تركزت على عدد محدود من الاسهم، حيث استحوذت قيمة تداول اسهم 13 شركة على نحو 56.3% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 167 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )