زكي عثمان
أعلنت شركة مجمعات الأسواق التجارية عن فتح باب الاكتتاب الخاص في 70% من رأسمال شركة اعجاز القابضة الجديدة تمثل 70 مليون سهم من أسهم الشركة البالغ رأسمالها 10 ملايين دينار وبسعر 105 فلوس للسهم شاملة رسوم الاصدار.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد امس بحضور كل من رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة مجمعات الأسواق التجارية توفيق احمد الجراح والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الامتياز للاستثمار علي الزبيد ومستشار رئيس مجلس ادارة شركة مجمعات الأسواق التجارية ورئيس مجلس ادارة «اعجاز» د.محمد العوام وسكرتير اول السفارة الصينية بالكويت شوفان.
وقد أوضح رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة مجمعات الأسواق التجارية توفيق الجراح أن الشركة الجديدة هي ثمرة بداية التعاون مع شركة الامتياز للاستثمار حيث ستتملك «المجمعات» و«الامتياز» 30% من رأسمال «اعجاز».
وأضاف الجراح ان الشركة الجديدة تم تأسيسها لتكون البوابة للدخول الى السوق الصيني حيث سيكون باكورة عمل «اعجاز» هو تأسيس شركة للاستثمار العقاري السكني لانتهاز الفرص المناسبة في الصين.
وأوضح أن الاقدام على هذه الخطوة يعتبر سابقة تاريخية في الكويت، مدللا على ذلك بان «اعجاز» ستكون أول شركة كويتية تستثمر بشكل مباشر ودون وسطاء في السوق الصيني الذي يعتبر من الأسواق النشطة على مستوى العالم والذي لم يحظ بأي اهتمام من مستثمري الكويت أو حتى منطقة الخليج لعدم القدرة على الاستثمار بالصين لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها حاجز اللغة.
قصة تأسيس «إعجاز»
وقال الجراح ان المؤسسين لـ«اعجاز» قد قاموا منذ فترة بشراء شركة قائمة بالفعل وهي شركة الحلول العملية للمشاريع الكهربائية البالغ رأسمالها 250 ألف دينار بدلا من الخوض في اجراءات تأسيس شركة جديدة وبناء على قرارات الجمعية العمومية في 28 فبراير الماضي وعقب موافقة وزارة التجارة تم تغيير اسم الشركة من «الحلول العملية للمشاريع التكنولوجية» الى شركة اعجاز القابضة مع رفع رأسمالها الى 10 ملايين دينار موزعة على 100 مليون سهم بقيمة 100 فلس للسهم الواحد حيث ستملك كل من شركة مجمعات الأسواق التجارية وشركة الامتياز للاستثمار مع شركاتهما الزميلة نسبة 30% من رأس المال المدفوع مع طرح 70% منها للاكتتاب الخاص على المستثمرين المؤهلين الذين سوف تتم دعوتهم فقط.
وأضاف الجراح ان «اعجاز» ستقوم باستخدام حصيلة الاكتتاب في شراء كامل حقوق الملكية في شركة صينية يتم تأسيسها حاليا بغرض تطوير مشروعات العقارات السكنية في مدن المستوى الثاني والثالث بالصين حيث سيكون استثمار الشركة مقصورا على ما يكون متوافقا مع أحكام الشريعة الاسلامية حسبما تقضي بذلك لجنة رقابة شرعية معترف بها دوليا لضمان الالتزام بأحكام الشريعة الاسلامية، وتوقع ان تدرج الشركة خلال عامين وذلك استنادا الى انها شركة قديمة مؤسسة قبل 3 سنوات وبالتالي فهي مستوفية لجزء كبير من شروط الادراج ببورصة الكويت.
باكورة التحالف
من جانبه قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الامتياز للاستثمار علي الزبيد ان تأسيس وولادة شركة «اعجاز» برأسمال 10 ملايين دينار هو باكورة شراكتنا وتحالفنا الاستراتيجي مع شركة مجمعات الاسواق لتكون البداية الى دخول اسواق واعدة جديدة والمتمثل في السوق الصيني الذي لم يسبق ان دخلته اي شركة كويتية للاستثمار فيه بشكل مباشر ودونما الحاجة لاي وسيط، متمنيا ان نحقق من وراء هذه المنشأة غير المسبوقة انجازا حقيقيا يعكس اسم الشركة في تحقيق المنجزات التي قد يعجز البعض الآخر عن تحقيقها.
واضاف الزبيد ان «الامتياز» استطاعت ان ترسخ قدميها بالسوق المحلي رغم قصر عمرها نسبيا والذي لم يتجاوز الاعوام الثلاثة بعد ومن ثم انطلقت بخطوات واعدة ومدروسة لتحقيق نجاحات كبيرة ومماثلة تضاف الى سجل انجازاتها الحافل في السوق الخليجي انطلاقا من قطر ثم البحرين والسعودية وسلطنة عمان مرورا بالسوق العربي ممثلا في مصر ووصولا للاسواق الاوروبية والاميركية ومن ثم دخولها السوق الصيني بقوة عبر شركتها الوليدة «اعجاز».
انطلاقة «الامتياز»
واكد ان ما يميز «الامتياز» هو حرصها على الكم والكيف في آن واحد وهذا ما حسبته استراتيجية الشركة التي لم تكتف بالتوسع والانتشار الجغرافي محليا وعربيا واقليميا وعالميا ولكنها راعت تنويع انشطتها لتشكل منظومة متكاملة لا تقتصر على الانشطة الاستثمارية والمالية الاسلامية فحسب ولكنها تعدتها الى التوسع في اعمال الطاقة والتأمين التكافلي والبث الفضائي في نشاط البنوك والمصارف وذلك عبر سلسلة شركاتها المتخصصة التي اسستها اما منفردة او عبر تحالفاتها الاستراتيجية المحلية والاقليمية والعالمية المدروسة، وعليه وانطلاقا من كل النجاحات التي ترجمتها ميزانية الشركة للعام الماضي 2007 وفاق فيها ربحها الصافي 30.5 مليون دينار مقابل قرابة 16.7 مليون دينار للعام 2006 للدعوة اليوم الى الاكتتاب في اعجاز الاسلامية التي نعلق عليها آملا كبيرة في التوسع في انشطتها العقارية المتميزة بالخارج ولاسيما مع استراتيجيتنا المستقبلية الرامية الى زيادة رأسمالها مستقبلا الى 100 مليون دينار.
وذكر الزبيد ان الاتفاق المشترك يقضي بقيام كل من «الامتياز» و«المجمعات» بتسويق 50% من الاكتتاب بزيادة رأسمال «اعجاز»، مبينا ان «الامتياز» انتهت بالفعل من تسويق حصتها من خلال الاكتتاب بـ 15% وتسويق النسبة الباقية.
رؤيـة «إعجاز»
من جانبه قال مستشار رئيس مجلس ادارة شركة مجمعات الأسواق التجارية ورئيس مجلس ادارة«اعجاز» د.محمد العوام ان رؤية «اعجاز» الاستثمارية تتركز على ايجاد قيمة كبيرة للمساهمين من خلال التركيز على تطوير العقارات السكنية بالصين مع الالتزام في الوقت نفسه بأحكام الشريعة الاسلامية في مزاولة عملها التجاري.
وذكر أن السبب وراء تسمية الشركة بهذا الاسم هو «الانجاز الفريد بما يفوق قدرات الآخرين ممن حاولوا الدخول للاستثمار بالصين» فضلا عن أنها تنطق في اللغة الصينية «أي جيا» وترجمتها «أحب بيتي».
وأضاف العوام أن رسالة الشركة تتمثل في الاستثمار في الفرص العقارية من خلال شراء العقارات عن طريق مزادات حكومة الصين في المناطق عالية النمو وتحقيق أقصى قيمة من تطوير العقارات السكنية التي يتم بناؤها لغرض البيع.
وأكد أن النظرة المستقبلية للشركة تتمثل في أن تكون بوابة الاستثمار الخليجي في الصين متوقعا خلال عامين أو ثلاثة أعوام أن يرتفع رأسمال الشركة من 10 ملايين دينار الى 100 مليون دينار.
نمو العقارات بالصين
وأشار العوام الى أن الطلب على العقارات بالصين على وجه العموم والعقارات ذات الجودة العالية على وجه الخصوص شهد تناميا مستمرا ما يجعل العقارات والايجارات مزدهرة للغاية ويرجع السبب في ذلك الى أن الصين الاعلي عالميا من حيث عدد السكان اضافة الى المعدل العالي لنمو الاقتصاد الصيني مما دفع المستثمرين الأجانب الى ضخ مليارات الدولارات في قطاع العقارات الصينية رغم القيود المستمرة والمتزايدة من جانب الحكومة الصينية على سوق العقارات، مشيرا الى انه ومن العوامل الرئيسية لجذب المستثمرين الأجانب الى سوق العقارات الصيني هو الارتفاع الكبير في القيمة الرأسمالية وحصيلة الايجارات الجذابة وتوقعات الارتفاع المستمر في قيمة العملة الرسمية في الصين.
وبين أن سوق العقارات في الصين قد حقق نموا في العام 2007 بنسبة تتراوح بين 35 و50%، مبينا أن «اعجاز» تستهدف نموا سنويا يتراوح بين 25 و30%.
سوق صعب
وحول الاستثمار بالصين قال العوام أن الصين من أصعب الأسواق على مستوى العالم لوجود معوقات عديدة تحد من دخول المستثمرين الأجانب اليها والتي تتمثل في اللغة حيث أن الشعب الصيني لا يتحدث الا اللغة الصينية كما انه لا يتحدث الانجليزية وهو عائق كبير للمستثمر الأجنبي هذا الى عدم المعرفة بطبيعة الشعب الصيني كما أن كثيرا من المستثمرين الأجانب قد دخلوا الى الصين عبر بوابة هونغ كونغ والتي تديرها في الغالب شركات أوروبية وأميركية مما يجعل العائد المتحقق من الاستثمار يتوزع على الكثير من العمولات والاستقطاعات للوسطاء.
وأكد العوام أن شركة اعجاز هدفها الأساسي تخطي هذه الحواجز والاستثمار بشكل مباشر بعيدا عن الوسطاء مستفيدة في ذلك من خبرة الفريق الاداري لها والذي لديه القدرة على التحدث باللغة الصينية ومتسلحا بخبرته في فهم طبيعة الشعب الصيني المكتسبة من السنوات الطويلة التي قضاها رئيس مجلس ادارة الشركة لاستكمال دراسته العليا بالصين.
وذكر أن الحكومة الصينية تعتبر المتحكم الرئيسي والوحيد في ضخ الأراضي الى السوق العقاري وبالتالي فان الحكومة لديها سياسة في زيادة أسعار الأراضي بما يعادل 2% شهريا وهو ما يحقق للمستثمر عائدا بحدود 24% سنويا دون أن يقوم بأي تطوير عقاري على الأرض، مبينا أن هذا الأمر قد دفع الحكومة الصينية لاصدار قانون يفرض على المستثمر الذي لا يقوم بتطوير الأرض خلال عامين أن يتحمل ضريبة تتراوح بين 30 و60% على قيمة الأرض فقط.
وبين العوام أن الكثير من الشركات قد اتجهت الى الاستثمار في أسواق آسيا وفي مقدمتها ماليزيا وسنغافورة واندونيسيا ولكنها لم تستطع اختراق السوق الصيني بالمستوي المطلوب حتى الآن وبذلك ستكون «اعجاز» أول شركة كويتية وخليجية بل عربية تخترق هذا الحاجز للاستثمار بشكل مباشر كمطور عقاري بالصين.
خطوة جريئة
بدوره رحب سكرتير أول السفارة الصينية بالكويت شوفان بتأسيس شركة «اعجاز» لتباشر عملها في الصين، مؤكدا ان هذه الخطوة تأتي ضمن الخطط الرامية لزيادة حجم التواجد الاستثماري الكويتي بالصين.
واشاد بهذه الخطوة التي تنم عن وجود وعي استثماري كبير بالسوق الصيني الذي يخطو بقوة وثبات لتبوؤ صدارة الاقتصاد العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )