لا حديث بين أوساط المتعاملين في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) الا عن شح السيولة أو هجرتها الى أسواق اقليمية معتبرين ذلك وجهين لعملة واحدة متهمة بخلق حالة من التذبذب في مجريات البورصة منذ اغلاقات الربع الثاني.
وأيا كانت المسببات التي جعلت المتعاملين في البورصة يتأففون من الوضع العام فقد لوح العشرات منهم بترك السوق والاتجاه للاتجار في العقارات أو السيارات حتى تتضح الصورة على اسس اقتصادية بعد ان شابتها حالات من الغموض بفعل أطراف ذات مصالح شخصية.
ومع «لملمة» السوق أمس تداولات يوم عصيب على شريحة المتعاملين ظهر جليا استمرار حالات العزوف من جانب المجموعات الكبيرة عن الدخول على اوامر البيع والشراء ما زاد من فجوة يئن منها البعض والمتمثلة في الدقيقة الاخيرة التي لاتزال تصب في صالح الكبار تاركين المجال واسعا لمزيد من الخسائر للمتعاملين الصغار.
ويتساءل الجميع في السوق عن عودة السيولة التي ذهبت الى سوق دبي المالي وعن مدة عودتها وهل ستظل هائمة حتى تتضح توجهات المحافظ والصناديق الاستثمارية تجاه تحريك تداولات الاسهم الراكدة وبخاصة المدرجة في قطاعات الخدمات والصناعة والعقارات.
وقال المتداول صالح العتيبي ان تداولات الساعة الاولى كانت تشير الى توجه صوب الارتداد الى الارتفاعات القياسية مجددا لاسيما بعد انتعاش كل القطاعات عدا الأغذية والتأمين وهو الأمر الذي دفع بالمتعاملين الى زيادة جرعة الشراء في محاولة منهم للاستفادة وتعويض خسائر الجلسات الماضية.
وأضاف أن تداولات جلسة نهاية الاسبوع ستكون الفيصل في استمرار الضغوط على مجريات الأداء أو الاتجاه الى ارتفاعات قياسية لاسيما بعد توالي الاعلان عن ارباح الشركات المدرجة عن الربع الثاني خاصة المتعلقة بالقيادية في قطاع الخدمات والتي تعتمد في أدائها على التشغيل.
وقال المتداول بشار الصالح ان منوال الدقائق الخمس الأخيرة حبس أنفاس صغار المتعاملين الذين سيطرت عليهم خشية هبوط ألم بالسوق خلال الأسبوع الماضي لكن الدقيقة الأخيرة كما هو معتاد منها قلبت الموازين وهدأت الأوضاع استعدادا لنهاية الاغلاق الاسبوعي.
وذكر الصالح أن الاعيب بعض مديري المحافظ والصناديق الاستثمارية لاتزال هي الآمر والناهي في مجريات الحركة بما يخدم مصالح شركاتهم دون رادع الأمر الذي يتطلب من ادارة السوق البحث عن صناع سوق حقيقيين يعيدون التوازن لثاني أنشط اسواق المال في المنطقة.
وقلل المتداول سليمان البدر من أهمية تأثير انعكاسات ارباح الشركات المدرجة على تسارع وتيرة الاداء الذي بات متأثرا بأسهم رخيصة دون القيادية التي غابت عن السوق بفعل تدني العوائد المحصلة من الاستثمار في الاسهم.
وتوقع البدر أن يعاود السوق تعويض خسائر الاسبوع مع جلسة الغد اذا تدخلت الصناديق والمحافظ و«حلحلت» مجريات الاداء بدلا من تركها تحت ضغوط المضاربة وجني الارباح وحركات التصحيح التي طال امدها ما أفقد المتعاملين الثقة في تداولات ما هو مقبل.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )