استعرناها بتصرف من أغنية شهيرة للفنان عبادي الجوهر ومن كلمات المرحوم محمد سعد عبدالله. أثار استغرابنا الكم الهائل من «اللجان» التي تقوم إدارات الدولة باستحداثها بحسب ما يقولون «لتسهيل!» عملية اتخاذ القرار والمحاسبة وتقصي الحقائق!
كلام إنشائي جميل ونقطة على آخر السطر!
تماشيا مع ما دعونا له في نهاية مقالنا للأسبوع الماضي «... دعوة من آيديليتي للاستماع بديموقراطية والتنفيذ بحزم» فإننا نرى ان ما نقوم به نحن الكويتيين من «تعليق» مسؤولياتنا على «شماعة» اللجان هو جزء من «تعطيل» الإنجاز واتخاذ القرار!
هناك من يعطي للـ «لجان» حجما أكبر من «مسؤوليتها»، وهناك من يعتقد ان اللجان تملك عصا سحرية من شأنها تعديل الوضع وتغيير الحال والقفز بنا من «الظلام الى النور»... ويبقى السؤال الأهم... ما دور اللجان الفعلي؟
في الإدارة، تلعب اللجان في الغالب دورا «رقابيا» بحتا، بحيث تسعى الى إلزام الإدارات بمعايير محددة وترتيب الأولويات إلخ... لنجد ان جل عمل اللجنة هو تسهيل المهمة الإدارية للشركة في القطاع الخاص أو الوزارة كمثال في القطاع العام!
متى ما تطلب الوضع ان تقوم اللجنة باتخاذ قرار، سيكون «قرارها» بمثابة التوصية لإدارة المؤسسة (سواء في القطاع الخاص أو العام)... فتعتبر هذه النقطة هي «مربط الفرس» ليكثر اللغط بعدها عن كيفية إبراز دور اللجان في اتخاذ القرارات الحاسمة؟!
ببساطة... لا يوجد دور فعلي في عملية اتخاذ القرار، ولكن يوجد دور محوري بإشراك الغير في عملية الدراسة ورفع التوصيات... «وصلنا خير»... إذن لماذا نحمل «اللجان» فوق طاقتها ونتوقع منها ان تأخذ قرارات حاسمة نيابة عن «أصحاب القرار»!
أين هم أصحاب القرار؟
«أنا في انتظارك تقابلني وتسمع قصتي حتى النهاية»!
شر البلية ما يضحك... ولكن في حقيقة الأمر ان اللجان اصبحت «مهربا» سريعا لكل مسؤول للتنصل من مهامه!
أمثلة عن أصحاب القرار: رئيس مجلس الوزراء عن وزارات الدولة، والوزير عن وزارته، والمدير عن إدارته، ورئيس مجلس الإدارة عن الشركة التي يرأسها... وهكذا!
إذن ما سبب الحب الأزلي في بلدنا العزيز مع استحداث اللجان واللجان المنبثقة؟
لا تتوقعوا إجابة منا، لأننا ببساطة لا نعرف ما الفائدة من استحداث شيء هدفه تقدمك ونتائجه تأخرك... «الا شصار على (نتائج) لجنة الطوارئ الاقتصادية»؟
في رأينا الاستخدام المفرط لـ «اللجان» يضعف القدرة التنفيذية للمسؤول، لأنه سيرمي بثقل المهمة على اللجان التي عادة ما تقوم بأدوار لا تتناسب مع الهدف من إنشائها، إضافة الى انها تساهم في إبعاد أصحاب الاختصاص عن الاختصاص!
وفي النهاية...
دعوة من آيديليتي لـ «عمل» يجبر الخاطر والا «قرار» من بعيد!
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »
مقالة سابقة بعنوان «لا تطق طاسة وبالبيت أقرع!»
مقالة سابقة بعنوان «العبرة في النهاية»