محمود فاروق
لم تكن جلسة سوق الكويت للاوراق المالية امس بمنزلة الحاسمة والفاصلة لمعرفة اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة وخاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم حيث اتسمت بالمزيد من عدم الوضوح والرؤية الضبابية نظرا لما تضمنته من تذبذب وتبادل للادوار سواء من خلال الشركات المدرجة او المتغيرات الثالثة للسوق فعلى الرغم من ارتفاع نمو القيمة السوقية والتي استمرت على مدار اكثر من 4 جلسات لتتجاوز الـ 100 مليون الا ان المعطيات العامة للسوق تشير الى التأرجح المستمر اثناء التداولات، والملاحظ لتداولات امس سيشاهد ان بداية جلسة امس شهدت زخما واضحا على عمليات الشراء مما دفع السوق بإيجابية الى نقاط جيدة في محاولة للتخلص من مجريات عملية التصحيح الحادة التي مرت بها خلال الفترة المقبلة.
الا ان تلك الحالة لم تستمر فترة كبيرة حيث جرت عمليات جني ارباح بكثافة وحدة افقدت السوق توازنه في منتصف جلسة امس حيث سيطر على السوق طابع المضاربة السريعة من اجل تحقيق الارباح وخاصة للمحافظ والصناديق ذات العوائد الشهرية للاقتراب من نهاية الشهر وعلى الرغم من ذلك الا ان هناك شعورا بالتفاؤل لدى اوساط المتعاملين بالحالة التي يشهدها السوق من ميوله الى الاستقرار الفعلي بدعم من الاقفالات الاخيرة التي اصبحت تدعم السوق في نهاية جلسات التداول لتصبغه باللون الاخضر بديلا عن الاحمر، ولمرحلة الاطمئان الحقيقي عوامل عدة يجب ان تتوافر خلال الفترة المقبلة حيث يتم الشراء على الاسهم القيادية وبكثافة مع تعديل في معدل القيمة السوقية ولتشهد المتغيرات الثلاثة تغييرا ايجابيا وفعليا لشتى التداولات الا ان الفترة المقبلة تعتبر قصيرة نظرا لقدوم شهر رمضان ويتقلص وقت التداول مما ينعكس على آلية التداول ولا يستطيع السوق في وقت قصير تعديل مساره حيث ستتم التداولات الرمضانية بالنشاط الطبيعي نظرا لعدم قدوم الكثير من المتداولين لقاعة التداول، اضافة الى انها فترة صيف قد يكون الكثير في فترة الاجازة الصيفية، اضافة الى ذلك اكتتابات الشركات لزيادة رؤوس اموالها فجميع تلك العوامل تدعو الى اعطاء السوق المهلة والوقت اللازم لكي يستطيع ان يسترجع ما كان عليه وليعود ميزان سوق البائعين مع المشترين مع وصول اسعار العديد من الاسهم وان كانت القيادية الى مستويات دعم جيدة مع دفعة من قطاع البنوك والعقار خلال الفترة المقبلة.
حيث لا يمكن الاعتماد على سهمي «منا القابضة» و«برقان جروب» ونطلق عليهما مسمى قيادة ودعم للسوق نظرا للطفرات التي تشهدها تلك الأسهم في اسعارها على مدار الجلسات الحالية دون توضيح عن تلك القفزة السريعة سوى أرباحها التي أعلنت عنها مسبقا.
ومن المؤشرات العامة للسوق يمكن ان تعتبر ان نقطة الدعم الأولى للمؤشر عند 14830 نقطة والتي عندها يعتبر ان السوق في مرحلة امان واستقرار مع انتهاء فترة حدة التراجع ولتكون نقطة المقاومة عند 14600 نقطة يشهد بعد ذلك انطلاقة حقيقية بدعم من الأسهم القيادية سواء كانت من قطاع البنوك او من قطاع الخدمات والعقار وذلك على المدى المتوسط مع استقرار في الاوضاع السياسية والاقتصادية داخل وخارج البلاد يشهد المؤشر الـ 15000 نقطة بعد اجازة عيد الفطر المقبل بانتهاء جميع العوامل السلبية التي قادته الى التراجع والتأرجح خلال الفترة الماضية.
تداولات ومتغيرات
واستكمل المؤشر العام ارتفاعه مع الاقفالات الأخيرة للتداول بـ 19.6 نقطة ليغلق على 14671 نقطة بينما انخفض المؤشر الوزني 1.86 نقطة ليغلق على 730.46 نقطة وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 208.1 ملايين سهم نفدت من خلال 6674 صفقة بقيمة بلغت 123.1 مليون دينار وجرى التداول على اسهم 95 شركة من أصل 200 شركة مدرجة ارتفعت اسعار اسهم 48 شركة وتراجعت اسعار اسهم 48 شركة وحافظت اسعار اسهم 105 شركات على اسعارها واسهم 47 شركة لم يشملها النشاط خلال جلسة تداولات امس.
وارتفع مؤشر قطاعين من أصل ثمانية حيث سجل مؤشر قطاع الصناعة أعلى ارتفاع بـ 211.1 نقطة تلاه قطاع الخدمات بـ 76.6 نقطة فيما سجل قطاع الاستثمار أعلى تراجع من بين القطاعات المتراجعة بـ 125.5 نقطة وقطاع البنوك بـ 45.2 نقطة.
شراء متذبذب
شهد قطاع البنوك تراجعا بقيادة ثلاثة بنوك تضمنت بنك الكويت الوطني والخليج والتجاري بمقدار 20 فلسا لكل منهما الا ان بنك الكويت والشرق الأوسط شهد ارتفاعا طفيفا بمقدار 10 فلوس ليستقر سعر السهم عند 650 فلسا ولم تشهد أسهم خمسة بنوك أي تغيير خلال جلسة تداولات امس.
كما شهد قطاع الاستثمار تراجعا بقيادة أغلب اسهمه حيث تراجع السهم الذي كان يقود القطاع سهم شركة مجموعة برقان القابضة بمقدار 60 فلسا ليصل سعر السهم 1220 فلسا نظرا لعمليات جني أرباح مكثفة عليه بعد ان شهد طفرة سعرية خلال الفترة المقبلة الا انه مازال يحتل المراكز الأولى من حيث الكمية المتداولة وارتفعت اسهم 6 شركات بالقطاع بمقدار تراوح بين 2 و10 فلوس للسهم ولم تشهد أسهم العديد من الشركات أي تغيير في تداولاتها.
ومازال قطاع التأمين يشهد خمولا واضحا على مدار الجلسات الماضية، حيث لم يشهد تغييرا على اسهمه البالغة 7 شركات.
وتراجع قطاع العقار بمقدار 5.5 نقاط وسط تداولات ضعيفة حيث تراجعت اسهم 6 شركات وكان اعلى ارتفاع بالقطاع من نصيب سهم شركة الصفاة العالمية القابضة، وذلك بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 540 فلسا ولم تشهد اغلب الشركات تغييرا في ادائها خلال جلسة تداولات امس.
بينما شهد قطاع الصناعة ارتفاعا ملحوظا بقيادة سهم شركة منا القابضة الذي ارتفع بمقدار 80 فلسا ليصل سعر السهم 1780 فلسا كما شهد ايضا سهم شركة الخليج للكابلات والصناعة الكهربائية ارتفاعا بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم 2440 فلسا اضافة الى سهم شركة مجموعة الصناعات الوطنية وذلك بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم الى 1180 فلسا وتراجعت اسهم 5 شركات، وشهد قطاع الخدمات ارتفاعا بقيادة سهم شركة مشرف للتجارة العامة والمقاولات على الرغم مما شهدته الشركة خلال الفترة الماضية من خسائر عن النصف الاول من العام الحالي، وارتفع السهم بمقدار 19 فلسا ليصل سعر السهم الى 265 فلسا وارتفع سهم شركة اجيليتي بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم الى 1140 فلسا بينما تراجع سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 1640 فلسا وتراجع قطاع الاغذية بقيادة سهم الشركة الكويتية للاغذية (امريكانا) بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 2200 فلس.
وتراجع قطاع غير الكويتي بقيادة سهم شركة قابضة مصرية الكويتية بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم الى 620 فلسا وارتفع سهم بيت التمويل الخليجي بمقدار 10 فلوس ليصل سعر السهم 860 فلسا.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات على 67.2% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 95 شركة، حيث احتل سهم شركة منا القابضة اعلى مستوى بين الاسهم من حيث حجم التداول بـ26.5 مليون سهم، مستحوذا على 37.6% من القيمة الاجمالية للشركات.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )