«دور صغار المساهمين مغيب في الجمعيات العمومية» عبارة أطلقها كثيرون في الآونة الأخيرة للدلالة على غياب الدور الفاعل لصغار المساهمين في توجيه شركاتهم، حيث تمر الغالبية العظمى من الجمعيات العمومية بدون مناقشة حقيقية لميزانيتها أو أوضاعها.
وتشير التوقعات الى انه، وفي ظل الأزمة الحالية، الأمر سيكون مختلفا تماما، حيث يتوقع ان تشهد الجمعيات العمومية العام الحالي حضورا مكثفا من قبل المساهمين، لاسيما الصغار منهم، الى جانب المناقشات التي ستكون أكثر حدة من الأعوام الماضية.
والمعروف في الكثير من الشركات ان صغار المساهمين، وان كانوا يمثلون النسبة الكبرى في رأس المال، إلا ان تفككهم وصغر حجم ملكياتهم للأسهم لا يمكنهما من ممارسة الدور المطلوب، على الرغم من ان القانون يتيح لأي مساهم، وان كان يحمل سهما واحدا، إبداء الرأي.
ويمكن إرجاع ذلك الى مجموعة من الأسباب المالية والنفسية والفنية والإدارية في وقت واحد، فمن ناحية يعتقد الكثير من صغار المساهمين انه لا دور لهم، وان الخبرات المتاحة لهم لا تمكنهم من مناقشة مجلس الإدارة الأكثر خبرة بمثل هذه الأمور، وهو ما يشكل حاجزا نفسيا بينهم وبين ممارسة حقهم في مساءلة المجلس.
أما السبب المالي فيتعلق بالمؤشر الذي بات أي مساهم يركز عليه وهو الربحية دون الاهتمام بالدخول في التفاصيل، فيما يتعلق بالجانب الفني بعدم قدرة الكثير من المساهمين على قراءة الميزانية والتي غالبا ما تضم مصطلحات وأرقاما تحتاج الى خبراء لفك طلاسمها.
غالبية المساهمين
ويطرح الجانب الإداري نفسه أيضا، حيث يشتكي غالبية المساهمين اما من عدم تسلمهم التقرير المالي قبل الجمعية العمومية بوقت كاف، او عدم تسلمهم له نهائيا، ويرى البعض ضرورة استعادة الدور المغيب لصغار المساهمين، لاسيما في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الحالية، ومنهم محافظ المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز الذي وصف في مؤتمر صحافي عقده أخيرا دور المساهمين في الجمعيات العمومية بالدور المغيب.
ويرون ان الدور المهم للجمعيات العمومية الذي نص عليه نظام الشركات مغيب بسبب ضعف إقبال المساهمين على حضور اجتماعاتها الدورية أو الاستثنائية بسبب عدم معرفة بعض المساهمين لحقوقهم في الجمعية العمومية، أو لأن البعض الآخر يرى ان الجمعيات العمومية ما هي إلا إقرار واقع.
وتزايدت المطالب في الفترة الأخيرة بأن يكون لهم دور فاعل في الجمعيات العمومية للشركات، وان يستخدموا كامل حقوقهم التي كفلها لهم القانون في مناقشة أعضاء مجالس إدارات الشركات في جداول الأعمال المقدمة اليهم دون خوف، وهذا حق أصيل لهم بحكم القانون، كما طالبوا بزيادة توعية المساهمين لمعرفة حقوقهم والمساهمة الفعالة في تحقيق مصالحهم ومصالح الشركة معا.
ويتوقع ان تختلف الجمعيات العمومية للشركات في العام الحالي عن بقية الجمعيات السابقة في ظل الأزمة التي تعصف بالشركات خاصة الاستثمارية منها والتي تعاني الكثير من المشاكل التي تتعلق بمديونيتها المحلية والأجنبية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )