أشار التقرير الربع سنوي لمجموعة ازاك لخدمات التسويق الى ان قطاع الإعلان يعتبر من القطاعات المهمة التي ما فتئت تتطور نتيجة المتغيرات التي شهدتها الساحات الإعلامية والتكنولوجية في جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه قال المدير الشريك لمجموعة أزاك عبدالعزيز العنزي ان صناعة الإعلان تتعرض حاليا لضغوط هائلة بفعل الأزمة المالية التي اجتاحت العالم وأثرت على جميع القطاعات الاقتصادية تقريبا، وكان حل بعض من هذه المشكلة بالنسبة للعديد من الشركات المعلنة لتخفيف تبعات هذه الأزمة عليها هو خفض نفقاتها إلى أقل حد ممكن لضمان استمرارية عملها، وقد لجأت في طريقها لمحاولة البقاء إلى إجراءين تمثلا في خفض عدد العاملين خاصة في إدارات العلاقات العامة والعلاقات وخفض الميزانية المخصصة للإعلانات بصورة كبيرة، وهو ما أثر على عمل جميع المؤسسات الإعلامية والإعلانية.
ولفت الى ان قطاع الإعلانات يعد من القطاعات الحيوية التي تمتلك فرصا جيدة للنمو في الشرق الاوسط وخاصة في منطقة الخليج رغم الازمة المالية العالمية والدليل على ذلك ارتفاع ميزانيات الاعلانات بشكل قياسي خلال الاعوام الماضية في جميع دول الخليج.
وقال ان العالم ينفق سنويا ما يقرب من 600 مليار دولار على الإعلانات، مستخدما في ذلك وسائل الاعلام المختلفة كالصحف والراديو والتلفزيون وإلاعلانات الخارجية، وتشير الدراسات إلى أن قطاع الدعاية والإعلان يحقق دخلا مرتفعا في دول جنوب شرق آسيا يصل إلى نحو 300 مليار دولار بينما لا يتجاوز دخل الدول العربية المليار ونصف المليار دولار في أفضل الأحوال على الرغم من الكثافة السكانية المرتفعة في هذه البلدان.
وأضاف ان أميركا واليابان وبلدان أوروبا الغربية تعتبر أكثر البلدان إنفاقا في مجال الإعلان، إذ تتصدر أميركا النفقات الإعلانية بـ 161.487 مليار دولار حسب إحصاءات عام 2004 تليها اليابان بـ 40.340 مليار دولار ثم ألمانيا 20.118 مليار دولار ففرنسا 12.424 مليار دولار ثم الصين 9.037 مليارات دولار، فكوريا الجنوبية 6.796 مليارات دولار ثم كندا 6.710 مليارات دولار تليها دول مجلس التعاون الخليجي بإجمالي إنفاق يصل إلى 3.909 مليارات دولار.
النفقات الإعلانية
ولفت الى تزايد الإنفاق الإعلاني في منطقة الشرق الاوسط بين عامي 1993 و2007 ليمر من 607 ملايين دولار سنة 1993 إلى 1.098 مليار دولار سنة 1997م ثم 2.830 مليار دولار سنة 2003 و3.909 مليارات دولار سنة 2004 وأخيرا 4.558 مليارات دولار سنة 2005 ليصل الى 7 مليارات دولار في 2006 حتى بلغت 11 مليار دولار في 2008 تستحوذ الدول العربية على 8.2 مليارات دولار منها، ولكن مع تفاقم الازمة المالية العالمية فمن المتوقع تراجع حجم الانفاق الاعلاني الى 7 مليارات دولار خلال عام 2009 بما يعادل 30%.
واضاف ان دولة الإمارات العربية المتحدة احتفظت بالمركز الأول للعام الثالث على التوالي في حجم الإنفاق الإعلاني في البلدان العربية بنحو 1.9 مليار دولار واستحوذت بذلك على نسبة 23% من إجمالي الإنفاق في المنطقة خلال 2008 والبالغ 8.2 مليارات دولار (30 مليار درهم).
وقال ان الامارات حققت خلال عام 2008 نموا في حجم إعلاناتها بنحو 40% مقارنة بحجم الإنفاق الإعلاني خلال عام 2007 والبالغ 1.42 مليار دولار (5.2 مليارات درهم)، في حين جاءت مصر في المركز الثاني بحجم إنفاق بلغ 1.13 مليار دولار (4.14 مليارات درهم) ثم السعودية بحجم إنفاق إعلاني بلغ 1.09 مليار دولار (4 مليارات درهم).
واشار الى استحواذ عدد من الدول على سوق الاعلانات في الشرق الاوسط وعلى رأسها السعودية والامارات ولبنان والكويت ومصر وستستحوذ السعودية والامارات على 80% من سوق الاعلانات في الشرق الاوسط.
ولفت الى ان تطور النفقات الإعلانية في البلدان الخليجية يعزى إلى مجموعة من العوامل والحقائق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مثل ارتفاع مستوى المنافسة بين المؤسسات الإنتاجية، ووجود وعي لدى هذه المؤسسات بضرورة دعم عملها التسويقي بالاضافة الى ما تمنحه بعض الدول الخليجية ولو بدرجة بسيطة من امتيازات للمؤسسات التي تقوم بالاستثمار في مجال الإعلان، وتتراوح هذه الامتيازات بين الإعفاء الجزئي من الضرائب والتخفيض من قيمة الضرائب السنوية المستحقة للدولة.
واشار الى ان بعض المؤسسات تخصص جزءا من ميزانيتها لتمويل حملات إعلانية أو دعم برامج تلفزيونية، تستهدف من ورائها استقطاب الجمهور من خلال وسائل الإعلام الجماهيري المختلفة، بقصد بناء صورة ذهنية جيدة للمؤسسة أو تسويق منتج معين بالاضافة الى تطور وسائل الإعلام المختلفة، الجماهيرية منها وغير الجماهيرية، وظهور أساليب جديدة في توظيف وسائل الإعلام في مجال الإعلان، خاصة كل ما يتصل بتكنولوجيات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والبث الفضائي الرقمي وغير ذلك.
إعلانات الصحف
واشار الى وجود تفاوت في الإنفاق بين وسائل الإعلام المختلفة حيث تذهب الحصة الكبرى منه إلى الصحف والتلفزيون بما يقارب 60% من سوق الإعلان، وتؤول نسبة 40% المتبقية إلى الاعلانات الخارجية، الراديو، السينما والانترنت.
واوضح ان المعادلة نفسها تنطبق تقريبا على الأسواق الإعلانية في منطقة الخليج والشرق الاوسط، فالإعلان المطبوع في الصحف يبقى المتصدر للنفقات الإعلانية عموما في بلدان مجلس التعاون بنسبة 51% في ظل استحواذ عدد قليل من الصحف على الحصة المؤثرة للاعلانات، يليه التلفزيون بنسبة 45% وخاصة ان هناك العديد من البرامج التلفزيونية التي تستطيع الاستحواذ على نسبة 90% من الاعلانات التلفزيونية لما تتميز به من نسبة مشاهدة مرتفعة، ثم الإعلان في الخارجية بنسبة 3% والراديو بنسبة 0.92% وأخيرا السينما والانترنت بنسبة 0.8%.
واشار الى ان قراء الصحف بلغوا 1.7 مليار شخص حتى منتصف عام 2008 في العالم وتقدر صناعة الصحف بنحو 190 مليار دولار وهناك 532 مليون صحيفة تباع يوميا في العالم وتسيطر الصين والهند واليابان على نصف مبيعات الصحف في العالم إذ ان هناك 74 جريدة آسيوية تعتبر من أكثر 100 صحيفة توزيعا في العالم.
واوضح العنزي ان الشركات الكويتية هي التي ستقود سوق الاعلانات في الكويت خلال الفترة المقبلة اذا ما تم مقارنتها باعلانات الشركات والوكالات العالمية التي تعمل في الكويت وخاصة في قطاع البنوك والاتصالات والخدمات وذلك لان معظم هذه الشركات ترصد ميزانيات ضخمة لقطاع الاعلانات.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )