قال الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني عصام الصقر ان الندوات التي دأب البنك على تنظيمها في السنوات الخمس الأخيرة والتي يستضيف فيها كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية العالمية تهدف الى بحث انعكاسات التطورات العالمية على الاقتصاد الكويتي.
وأوضح الصقر في بيان صحافي أمس ان هذه الندوات تعتبر جزءا من التزام البنك تجاه المجتمع ومن هذا المنطلق سيستضيف غدا المفكر والفيلسوف الاقتصادي الأميركي اللبناني الأصل د.نسيم طالب الذي يعد واحدا من أبرز الاقتصاديين والمفكرين في العصر الحديث ومن أشهر المتحدثين في المنتديات واللقاءات العالمية.
وأضاف ان د.طالب سيسلط الضوء على أبعاد الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها إضافة الى تصوراته لمستقبل الأنظمة المالية العالمية على ضوء العبر المستقاة من الأزمة الحالية وكيف سيكون شكل النظام المالي العالمي خلال المرحلة المقبلة وتأثير ذلك على مستقبل المنطقة.
أبعاد الأزمة
وقال الصقر ان الكثير يتساءلون حاليا عن أبعاد الأزمة ويظل السؤال الأهم متى يمكن ان تنتهي هذه الأزمة وما حدود تأثيرها حيث يمكن القول ان شخصية مثل نسيم طالب تعتبر الأقدر على الإجابة عن مثل هذه النوعية من التساؤلات التي تدور في أذهان المستثمرين.
ويعتبر د.نسيم طالب ابرز من تنبأ بالأزمة المالية الحالية التي لا يزال العالم يعاني من تداعياتها حتى هذه اللحظة وذلك في كتابه الشهير البجعة السوداء الذي ترجم منذ صدوره في بداية عام 2007 إلى أكثر من 27 لغة وتصدر قائمة «نيويورك تايمز» للكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة كما منحته «بيزنيس ويك» المرتبة الأولى واختارته «أمازون دوت كوم» ضمن أفضل الكتب لعام 2007.
وأكد الصقر ان البنك حريص على ربط عملائه خاصة مجتمع الاقتصاد والأعمال الكويتي بالأحداث العالمية لاسيما ان استضافة مثل هذه الشخصيات يتزامن دائما مع حدث أو تحول عالمي بارز. وكان البنك الوطني قد استضاف في نوفمبر الماضي الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي جاءت زيارته الى الكويت في أعقاب فوز الرئيس الأميركي الحالي باراك اوباما في الانتخابات الأميركية حيث تطرق كلينتون لأبرز الحلول التي يراها للازمة الاقتصادية ودور ادارة الرئيس اوباما فيها.
استعادة الثقة
وشدد كلينتون في حينه على ان ادارة اوباما ليس أمامها الا ضخ المزيد من السيولة في الاقتصاد حتى يمكن استعادة الثقة موضحا ان الجميع حول العالم بحاجة الى استعادة الثقة بالمؤسسات المالية بعد الانهيارات التي تعرضت لها بصورة ربما كانت فجائية وغير متوقعة بعد سنوات الازدهار.
ولخص كلينتون الوضع القائم وقتها قائلا ان تريليونات الدولارات اختفت ولابد من استعادتها وهو الأمر الذي يشغل بال الجميع حاليا ويرتبط أولا وأخيرا باستعادة الثقة في المؤسسات المالية حول العالم.
والواقع ان النصيحة التي وجهها كلينتون من الكويت الى الرئيس اوباما لاقت صدى كبيرا حيث عملت ادارة اوباما منذ وصولها الى سدة الحكم على إشاعة أجواء الثقة في الاقتصاد الأميركي من خلال ضخ المزيد من الـــسيولة في محاولة منها لاستعادة بعض المـــكاســـب التي بددتها الأزمة.
كما كان الزعيم السنغافوري الكبير لي كوان يو احد ابرز ضيوف البنك الذي استضافه في عام 2006 واستعرض وقتها ابرز ملامح تجربة بلاده في التقدم حيث قدم العديد من الإرشادات العملية لدول الخليج في كيفية التعامل مع فوائضها النفطية التي كانت في قمتها وضرورة الاستثمار في العنصر البشري.
ومن أبرز الشخصيات التي استضافها البنك أيضا الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب الذي يعتبر من أكثر الرؤساء الأميركيين شعبية في الكويت بسبب مواقفه من الغزو العراقي للكويت وحرب تحرير الكويت التي قادتها بلاده في عهده.
كما استضاف البنك أيضا وزير الخزانة الأميركي الأسبق روبرت زوليك الذي عين بعد ندوة البنك الوطني بأيام قليلة رئيسا للبنك الدولي الى جانب شخصيات أخرى منها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن پاول.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )