اجتمع نخبة من رجال الأعمال وممثلين عن مؤسسات مالية إقليمية وعالمية في العاصمة الرياض للتحاور حول التحديات التي تواجهها صناعة الخدمات البنكية الخاصة والفرص المطروحة أمامها خلال الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم حاليا.
المناظرة دعت إليها إدارة الخدمات البنكية الخاصة بالبنك الأهلي واستضافها المكتب الإقليمي للبنك في الرياض بالتعاون مع «يورومني» المجلة المالية الرائدة، وهي تعتبر المناظرة الخاصة الأولى من نوعها التي ينظمها بنك تجاري على مستوى المنطقة.
وقد استطاع المجتمعون من الرواد في هذه الصناعة من البنوك الخاصة، ومكاتب الشركات العائلية، والشركات المتخصصة في استشارات الضرائب والشركات الاستشارية الأخرى، من تحقيق أهداف المناظرة من حيث تكوين خلفية معرفية عميقة حول الخدمات الخاصة والمنتجات التي تتطلع إليها شريحة خاصة من كبار العملاء، بالإضافة إلى تقديم إطار عام لحوار تشارك فيه مكاتب الشركات العائلية، ومزودو الخدمات حول التحديات الحالية التي قد تعوق إدارة الثروات العائلية.
وفي مستهل المناظرة، تم تقديم نظرة سريعة على صناعة الخدمات البنكية الخاصة بالمنطقة، واستعراض المشهد العام للسوق بمنطقة الشرق الأوسط ومعدلات النمو فيها، ومقارنتها بغيرها في المناطق الأخرى حول العالم.
وفي هذا الخصوص، تحدث الشريف خالد آل غالب، نائب اول الرئيس التنفيذي ومدير قطاع المصرفية الإسلامية للأفراد في البنك الأهلي، قائلا «تتمتع صناعة البنوك الخليجية بالاستقرار، حيث تنتهج البنوك في هذه المنطقة سياسة شديدة التحفظ مما ساهم في رفع معدلات النمو في أسواقها، خصوصا أن العملاء في هذه الأسواق يفضلون الحلول والمنتجات المتوافقة مع الشريعة».
وفي مداخلة له خلال المناظرة، قال كبير الاقتصاديين بشركة الأهلي كابيتال د.يارمو كوتلين «في الوقت الذي ينصح فيه باتخاذ الحيطة والحذر وتوقع ما هو غير متوقع، باستطاعتنا التفاؤل ان الأوضاع في منطقة الخليج العربي تميل إلى الاستقرار، وبما أن أسواق المنطقة تملك الكثير من الاحتياطيات النقدية فهي في موقع جيد يمكنها من التعافي السريع».
فيما بعد، ناقش الحاضرون المنافسة الدائرة بين كل من المؤسسات المالية الضخمة والبنوك الخاصة ومكاتب الشركات العائلية، وفي هذا الخصوص، أكد الشيخ عبدالعزيز السبيعي، من المكتب الخاص بعائلة السبيعي، على أن البنوك التقليدية والمحافظة أثبتت جدارتها وقدمت أداء قويا خلال الأزمة المالية، وأوضح ان عملاء الخدمات البنكية الخاصة والمستثمرين كانوا وما يزالون بحاجة للخدمات التي تقدمها المؤسسات المالية الإقليمية والعالمية لمختلف استثماراتهم.
وفيما يتعلق بآثار تعثر نشاط المصرفية الاستثمارية، ومن المستفيد من تدفق رؤوس الأموال من وإلى المنطقة على خلفية الأزمة الاقتصادية، أشار نائب الرئيس التنفيذي ورئيس إدارة الخدمات البنكية الخاصة بالبنك الأهلي حازم زقزوق، إلى أن البنك لم يشهد أي تحرك يذكر وكانت حركة تدفق الأموال إلى البنك طبيعية نوعا ما، مضيفا أن العملاء هذه الأيام يميلون إلى الاحتفاظ بأموالهم واستثمارها في المنطقة.
وفي نظرة على مستقبل المنطقة، أعرب، رئيس إدارة الخدمات البنكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط بمجموعة بنك الإمارات تيم تايلور، عن أمله في أن تعيد أسواق الخليج ثقة المستثمرين فيها بحلول العام 2010، بينما رأى ساري عنبتاوي مدير شركة أبراج كابيتال العربية السعودية أن «هذه المنطقة تشهد معدلات طلب عالية جدا وفي جميع القطاعات، ونحن متفائلون بأن منطقة الخليج ستكون أولى مناطق العالم التي ستتعافى من الأزمة الاقتصادية الحالية»، أيد باتريك ثيريت نائب الرئيس لشؤون إدارة الثروات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك بي إن بيه باريباس، ما ذهب إليه عنبتاوي بقوله «المنطقة غنية بالسيولة وتقدم فرصا استثمارية رائعة على المدى الطويل في تكوين الثروات».
وبشكل عام، شهدت المناظرة إجماعا على الرأي المتفائل الذي لخصه حازم زقزوق بقوله «البنوك المحلية تمتلك القدرات والإمكانات التي تجعل المستقبل في صالحها من حيث الموظفين والعملاء والمنتجات والابتكار، فعلى سبيل المثال، استطاعت إدارة الخدمات البنكية الخاصة بالبنك الأهلي وبالتعاون مع زملائنا بشركة الأهلي كابيتال، تقديم برنامج إدارة الثروات الذي سيتيح لنا تقديم خدمات أفضل لعملائنا وسيعزز من الإمكانات الهائلة التي تحملها المناطق والقطاعات التي لم يتطرق أحد إليها حتى الآن، بانتظار فتحها في الوقت الذي تتحضر فيه منطقة الخليج للتحرك نحو فترة جديدة من النمو المستدام».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )