قال مدير برنامج التمويل الإسلامي في جامعة هارفارد الأميركية د.ناظم علي ان العديد من المشاريع والصفقات التي حققها «بيتك» يتم تدريسها للطلبة والباحثين المشاركين في برنامج التمويل الإسلامي، من خلال توضيح الهيكلية المتميزة، والأفكار المبدعة والمبتكرة التي قامت عليها، بالاضافة إلى ما لعبته من دور مهم في فتح آفاق جديدة للعمل المالي الاسلامي، وكيف جمعت هذه المشاريع والصفقات بين اهم عنصرين لنجاح اي منتج مالي اسلامي وهما الالتزام الشرعي وتحقيق الربحية، ما زاد بيتك في صفقاته ومشاريعه عاملا مهما وهو تحقيق قيمة مضافة للاقتصادات والمجتمعات التي يعمل فيها، مشيرا إلى ان تمويل مشروع ايكويت لانتاج البتروكيماويات ـ على سبيل المثال ـ يأتي على رأس هذه المشاريع كونه اول مشروع من نوعه يجمع بين نظام التمويل التقليدي والاسلامي دون اي إخلال بطبيعة ونظم عمل كل نظام، وقد قاد فيه بيتك تمويل الشريحة الاسلامية من المشروع بنحو 200 مليون دولار، تضاعفت في السنوات التالية، فيما شاركت بنوك اقليمية وعالمية وكويتية ايضا في المشروع، الذي بلغت قيمة استثماراته نحو 1.6 مليار دولار، وقد اعتبر مشروع «ايكويت» فتحا كبيرا ونقلة نوعية غير مسبوقة في مسيرة البنوك الاسلامية، اذ فتح الباب امامها للمشاركة في المشاريع التنموية الكبرى جنبا إلى جنب مع التمويل التقليدي، مع الحفاظ على خصوصيتها وآليات عملها، ووضع بيتك ـ الأسس الشرعية والقانونية والتنظيمية التي تحدد شكل وحدود هذه المشاركة، ونقلت البنوك الاسلامية الاخرى تجربة بيتك وطبقتها في مشاريع عديدة حول العالم.
واضاف د.علي في تصريح صحافي خلال زيارة إلى بيتك ـ التقى فيها عددا من المسؤولين: برنامج التمويل الاسلامي في جامعة هارفرد، أنشئ في هذه الجامعة العريقة ليعبر عن المدى والاهمية التي تتمتع بها المعاملات المالية الاسلامية حول العالم واهمية ان يتم مواكبتها بالدراسة والتحليل واستشراف آفاق نموها وعناصر تميزها وتؤهلها للعب دور متعاظم على الساحة الاقتصادية العالمية، نحن ندرس حالات واقعية وانشطة حقيقية، ونجد في كثير من المنتجات والخدمات التي بادر بيتك إلى استحداثها ونقلت البنوك الاسلامية إلى آفاق جديدة معينا لا ينضب للتأكيد على صلاحية الصيرفة الاسلامية وملاءمتها للمتغيرات والمستجدات في أسواق المال العالمية، حيث كان بيتك اول من ابتكر صندوقا استثماريا يوزع عوائده لفترات قصيرة تتراوح من أسبوع إلى شهر «صندوق اعمار» كما قدم فيما بعد منتجي الوديعة ذات العوائد ربع السنوية والشهرية التي سدت فراغا كبيرا في سلة منتجات البنوك الاسلامية، كما ان بيتك تميز بالجرأة والابتكار من حيث قدرته على المشاركة في صفقات وتمويل مشاريع جديدة في مجالات متنوعة وينسب إليه المبادرة بالاستثمار في مجالات حضارية وتنموية مثل الاتصالات والبنى التحتية ومشاريع الطاقة والصكوك وإنشاء الصناديق والمحافظ الاستثمارية وتعزيز منتج الإجارة في السلع الاستراتيجية خاصة في مجال الطائرات، وغيرها من الانجازات التي تؤكد دوره الريادي وتميز مسيرة نجاحه لأكثر من 3 عقود حقق فيها نجاحا كبيرا على كل الأصعدة.
ونوه د.على بالرعاية والاهتمام ببرنامج التمويل الاسلامي في جامعة هارفرد من قبل «بيتك» ومسؤوليه وحرصهم الدائم على متابعته وكذلك المشاركة في بعض فعالياته، خاصة افتتاح الملتقيات والندوات التي ينظمها، مؤكدا ان ذلك يعبر عن تقدير بيتك لأهمية ودور البحث العلمي في الارتقاء بالعمل المصرفي الاسلامي، مشيرا الى أن الجامعة ستقيم خلال هذا العام «المنتدى التاسع للتمويل الإسلامي» والذي من المرتقب أن يشارك فيه «بيتك» بتقديم ورقة عمل عن دور التمويل الإسلامي في تنمية المجتمع وتحقيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية، كما سيتطرق المنتدى إلى محاور أخرى من بينها: الديانات الأخرى وتحريم الربا، والذي يتناول رأي تلك الأديان في الربا ونظرتها إلى تحريمها.
من جهته، شدد مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة ومدير التخطيط الاستراتيجي في «بيتك» المهندس فهد خالد المخيزيم على الاهمية الكبيرة التي يوليها «بيتك» لنشر المنهج المالي الاسلامي والتعريف به حول العالم والتعاون مع الجهات التي تقوم بدور في ذلك ومنها جامعة هارفرد، حيث لمس بيتك خلال العمل في العديد من الدول التي فتحت لها ابوابها، حرصا كبيرا على انتقال العنصر الوطني بما لديه من خبرة وكفاءة للعمل في الفروع الجديدة بما يساهم في بناء قاعدة من الخبرة والمعرفة بالمنتجات والخدمات المالية الاسلامية، والتي تحتاج المزيد من التعريف بأهميتها ودورها الاقتصادي والتنموي.
واضاف: نعمل لتعزيز وتطوير علاقة «بيتك» مع جامعة هارفرد على كافة المستويات وبمختلف الاشكال، حيث أوفد بيتك 6 من شباب القياديين في برنامج تدريبي وتعليمي متميز وشامل بمشاركة نخبة من العاملين في مجال المال والبنوك حول العالم، وقد قدم مسؤولو «بيتك» الذين يعتبرهم قادة المستقبل اطروحات جيدة ومساهمات علمية ممتازة خلال البرنامج المذكور، ويشارك «بيتك» بشكل دائم تقريبا في الندوات والملتقيات التي ينظمها برنامج التمويل الاسلامي في جامعة هارفرد، كما يحرص بيتك على توفير فرص ومجالات المتابعة لاعمال المركز، وقيام اشكال من التعاون بين «بيتك» وجامعة هارفرد من خلال اعمال المركز او بشكل مستقل.
واشار فهد المخيزيم إلى اهمية تضافر جهود المؤسسات المالية الاسلامية وتعاونها لتعزيز قدرات البحث العلمي والخروج برؤى وتصورات جديدة تواكب المتغيرات والتطورات التي استجدت على الاسواق المالية في العالم، وتضع الحلول للعديد من التحديات التي تواجهها صناعة الصيرفة الاسلامية وكذلك الفرص المتاحة امامها، مشيرا إلى ان «بيتك» أنشأ شركة مستقلة هي شركة ـ بيتك للابحاث ـ ومقرها ماليزيا كعنصر دعم ومساندة للجانب الفكري والبحثي لدى البنوك والمؤسسات المالية الاسلامية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )