-
الجليب مـنطقة تحـتضن الفـوضى والجـرائم
-
تـكلفة المشروع 5.5 مليارات ديـنار لن تـتـحـمل الدولة منـها أي مبالغ
-
موقع الجليب المتميز يؤهلها لأن تلعب دوراً اقتصادياً مهماً للكويت والمنطقة
-
مجموعة المبادرات الوطنية صممت المشروع بعد الاطلاع على مناطق مشابهة للجليب
-
6 قطاعات مختلفة يختص كل منها بمجموعة من الخدمات المساندة للمنطقة
-
غياب التخطيط وأجهزة الدولة حوّل الجليب إلى عشوائيات
محمد هلال الخالدي
مجموعة المبادرات الوطنية عبارة عن تجمع يضم عددا من شباب وبنات الكويت المستنيرين، لديهم طموح جميل وواقعي في المجال الاقتصادي، وتحركهم رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، حيث بادرت المجموعة لتقديم أول مشاريعها منذ عام 2007 وهو عبارة عن مشروع وطني كبير يستهدف حل مشكلة منطقة جليب الشيوخ وتحويلها إلى «مثلث ذهبي» إقليمي يحقق توجهات صاحب السمو الأمير كما يخدم سكان المنطقة والمناطق المحيطة بها والكويت بشكل عام. فكرة مشروع المثلث الذهبي تقوم على تقسيم منطقة جليب الشيوخ إلى ستة قطاعات خدمية مختلفة تقدم خدمات مباشرة إلى منطقة صباح السالم الجامعية ومدينة جابر الرياضية وكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وعدد من الجامعات الخاصة ومطار الكويت الدولي وميناء الشويخ، إضافة إلى نصف مليون مواطن يعيشون في المنطقة المحيطة بالدائري السادس. تم عرض المبادرة التي يرأس فريق العمل فيها ناصر البرقش ويشرف عليها م.وليد المرشد وحمود الشهري على أكثر من جهة عالمية متخصصة أبدت جميعها الكثير من الاستحسان كما تم تقييمها من قبل مؤسسات عالمية متخصصة بقيمة تصل لنصف مليون دولار. كما تشرف الفريق العامل بمجموعة المبادرات الوطنية بلقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بتاريخ 9 نوفمبر الجاري حيث عرضوا على سموه مشروع المبادرة فأشاد بها وبجهود الشباب الكويتي الطموح ووعدهم بلقاء قريب مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ليقدموا لسموه عرضا عن المبادرة من أجل أن ترى النور وتجد طريقها للتطبيق على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن.
المثلث الذهبي
بدأت الفكرة في أذهان فريق المجموعة منذ عام 2007 عندما لاحظوا أهمية الموقع الجغرافي لمنطقة جليب الشيوخ والوضع الحالي للمنطقة والتي تعاني من الإهمال غير المسبوق بسبب تجاهل الحكومات المتعاقبة لأهمية هذه المنطقة حتى غدت مرتعا لكل أنواع الجرائم. فالمنطقة يحدها من جهة الشمال طريق الدائري السادس الذي يربط شمال الكويت بجنوبها ومن جهة الشرق طريق الغزالي ومطار الكويت الدولي وغربا ضاحية عبدالله المبارك السكنية ومنطقة صباح السالم الجامعية، وبذلك تشكل منطقة جليب الشيوخ مثلثا ذهبيا كما أطلقوا عليه خاصة أنها تقع في قلب المنطقة العمرانية للكويت.
واقع المنطقة
من المعروف أن منطقة جليب الشيوخ القديمة نسبيا تعاني منذ فترة طويلة عدة مشكلات سكانية وعمرانية وتنظيمية وأمنية بسبب تكدس العمالة الوافدة فيها بشكل كبير الأمر الذي يقابله غياب واضح للرقابة من أجهزة الدولة المختلفة، فبناء على الإحصاءات الرسمية يقطن منطقة جليب الشيوخ ربع مليون وافد في حين يبلغ عدد المواطنين فيها 120 شخصا فقط، وهو اختلال كبير في التركيبة السكانية ينتج عنه بلا شك العديد من المشكلات الأمنية بالدرجة الأولى، فهذا التكدس السكاني للعمالة أدى إلى انهيار في البنية التحتية للمنطقة فضلا عن استغلال مرافق الدولة وأملاكها خاصة الساحات العامة بطريقة غير قانونية في ظل غياب الرقابة، فاستغلت الساحات لتصبح مواقف سيارات غير مرخصة لعدد من الشاحنات وحافلات النقل ما تسبب في جعل حركة الدخول والخروج من هذه المنطقة أمرا بالغ الصعوبة، ويؤثر بشكل مباشر في إعاقة حركة المرور في المناطق القريبة منها، كما أن غياب التواجد الأمني فيها ساهم في انتشار الجرائم والمخدرات وأوكار الدعارة بصورة مقززة وتدل على غياب الدولة عن هذه المنطقة الحيوية، ففي الجليب كل شيء موجود ما عدا القانون، وبالرغم من أن المنطقة قد شهدت مؤخرا حملات أمنية مكثفة أسفرت عن الكشف عن الكثير من هذه الجرائم والمخاطر الاجتماعية التي تعج بها جليب الشيوخ، إلا أنها لم تقدم حلا جذريا لتلك المشكلات المتراكمة نظرا لحالة الفوضى التي تعاني منها المنطقة والتي تتطلب حلا جذريا يقتلع تلك الآفات ويعيد تنظيم المنطقة لتأخذ دورها المفترض والمأمول والذي يتناسب مع موقعها الجغرافي المتميز والذي يؤهلها لأن تصبح مدينة تجارية عصرية تحقق توجه القيادة العليا في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري متميز.
تكلفة الفرصة البديلة
إن عدم قيام الدولة بإنشاء مدن سكنية خاصة بالعمال بالرغم من تخصيص الأراضي لها فاقم من مشكلة جليب الشيوخ وأوجد المناخ المناسب لكسر القانون الذي يمنع العزاب من السكن في مناطق السكن الخاص، إضافة إلى أن وجود منطقة الجليب بهذه الصورة الحالية يخدش صورة الكويت من الناحية الجمالية كونها تقع في منطقة حيوية ذات اتصال مباشر مع القادمين للكويت من خلال المطار وكذلك لقربها من مدينة جابر الرياضية التي ستستضيف بطولات دولية وإقليمية فضلا عن قربها من منطقة صباح السالم الجامعية.
مشروع المبادرة
قامت مجموعة المبادرات الوطنية بعدة دراسات شارك فيها مستشارون عالميون، كما قاموا بزيارات ميدانية لمناطق نموذجية في مختلف دول العالم كانت في السابق تعاني وضعا مشابها لوضع منطقة جليب الشيوخ، ومنها منطقة كناري وارف في بريطانيا ومنطقة لا ديفانس في باريس وكذلك مدينة برشلونة الأولمبية وهي جميعها كانت مناطق تعج بالجرائم والفوضى تم تحويلها إلى مناطق نموذجية ومراكز اقتصادية عالمية بفضل مبادرات أشبه بمبادرة «المثلث الذهبي». كما اطلع فريق العمل في المجموعة على تجربة تلك المدن منذ بداية عمليات تطويرها وتحولها إلى مدن نموذجية وتعرفوا عن قرب على كل العمليات والإجراءات المتعلقة بتنفيذ تلك المشاريع مما يؤهلهم أن يكونوا قادرين على تحقيق هذا الحلم في منطقة جليب الشيوخ. إذ بعد الدراسات النظرية والعملية والزيارات الميدانية توصل فريق العمل إلى تصور شامل لحل مشكلة جليب الشيوخ يكون من خلال تطويرها لتصبح منطقة غير سكنية وتكون بمثابة منطقة خدمات مساندة للمناطق المحيطة بها.
القلب النابض
قامت المجموعة بتقسيم المنطقة إلى 6 قطاعات مختلفة يختص كل قطاع منها بمجموعة من الخدمات المتخصصة، فالقطاع الأول هو قطاع المنطقة الرياضية والتعليمية والذي يخدم بشكل مباشر منطقة صباح السالم الجامعية ومدينة جابر الرياضية، حيث سيشمل هذا القطاع أراضي مخصصة لبناء جامعات وكليات مهنية في المستقبل، إضافة إلى أندية صحية وأكاديميات رياضية ومؤسسات ملحقة تخدم الجامعات الموجودة من حيث إعداد الدورات المهنية والتعليم المستمر ومكتبات متخصصة ومنظمات مجتمع مدني. أما القطاع الثاني فهو قطاع الفنادق والمنتجعات حيث سيضم نخبة من الفنادق والمنتجعات العالمية ومنتجع للجولف، ويتميز هذا القطاع في أن تصميمه سيأخذ طابع معمار البيت الكويتي القديم.
أما القطاع الثالث فهو القطاع المالي والإداري والذي سيشكل عاصمة مالية مصغرة تساعد في تخفيف الاختناق المروري الشديد عند مؤسسات الدولة المالية والإدارية الحالية، حيث سيضم هذا القطاع مبنى آخر للبورصة وسوقا للتداول العالمي وأسواق النفط والمعادن وسوقا للسندات والصكوك الإسلامية ومكاتب إدارية متعددة الاستخدامات للشركات ومواقع للبنوك والمؤسسات المصرفية والمالية، كما سيتم تنظيم القطاع بحيث يكون ذا مبان منخفضة مصممة لتكون صديقة للبيئة. القطاع الرابع هو قطاع الثقافة حيث سيضم دارا للأوبرا وعددا من المسارح الفنية المجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية ومتاحف وقرى ثقافية تتحدث عن تاريخ الكويت كما يضم مجموعة من المعارض الدولية الحديثة.
في حين تقع المنطقة الحكومية في القطاع الخامس والذي سيكون بمثابة منطقة تجمع للمباني الحكومية المبعثرة حول مطار الكويت ومنطقة الضجيج والفروانية لتصبح نواة لمجمع وزارات مصغر يقدم للمواطنين كافة معاملاتهم الحكومية دون الحاجة إلى الرجوع للوزارات المعنية، كما سيوفر هذا القطاع أكبر حيز ممكن لإجراء توسعة لمطار الكويت الدولي الحالي.ولم يغفل المشروع الجانب الترفيهي والتجاري فكان ذلك من نصيب القطاع السادس حيث سيضم عددا من المجمعات التجارية الضخمة ومراكز للتسوق وأماكن ترفيهية متنوعة إضافة إلى مبان تجارية مرتفعة ومتعددة الأدوار، وهي المنطقة التي تعتبرها مجموعة المبادرات القلب النابض لمنطقة جليب الشيوخ نظرا لكونها تقع في قلب المنطقة ما يؤهلها أن تكون ملتقى جميع القطاعات الخمسة الأخرى.
المنطقة الخضراء
وهي عبارة عن مساحة تقدر بمليوني متر مربع بنسبة تصل إلى حوالي 30% من منطقة جليب الشيوخ وستكون بمثابة مواقف للسيارات تحت الأرض، إضافة إلى أنها ستضم وسائل مواصلات حديثة وآمنة وصديقة للبيئة منها القطارات الكهربائية الصغيرة التي ستربط مختلف القطاعات بعضها البعض وكذلك الحافلات المخصصة للعمل داخل المنطقة فقط. يذكر أن مسارات القطار المقترحة سوف تربط منطقة جليب الشيوخ بالمناطق المحيطة بها مثل منطقة صباح السالم الجامعية ومدينة جابر الرياضية ومطار الكويت الدولي ما يجعلها منطقة خدمات مساندة لما حولها.
تكلفة المشروع
ربما يكون السؤال عن تكلفة المشروع من أهم الأسئلة التي قد تخطر على البال بالتأكيد، والدراسة الأولية للمشروع تشير إلى أن التكلفة ستصل إلى حوالي 5.5 مليارات دينار موزعة على أربعة مراحل تمتد إلى 16 سنة، غير أن المهم في الأمر هو أن الدولة لن تتحمل أي مصاريف من هذه التكلفة. كما أن المشروع يتوافق مع القانون رقم 7/2009 المتعلق بتنظيم عمليات البناء والتشغيل والتحويل، وسوف يوفر فرص وظيفية لأكثر من 5 آلاف مواطن ومقيم، وسيحقق تكاملا للمناطق التي حولها. يذكر أن مجموعة المبادرات الوطنية قد قامت بزيارات لعدة معارض دولية منها معرض سيتي سكيب في دبي وعرضوا المشروع على شركات عالمية أشادت جميعها بهذه المبادرة وبتكلفتها المعقولة والطريقة المقترحة لتنفيذها، كما قاموا بمقابلة عدد من الشخصيات الاقتصادية المؤثرة وصناع القرار فاستحسنوا جميعهم هذا المشروع الحيوي. كما استفادت المجموعة من مبادرة مدينة الحرير والأشخاص الوطنيين الذين يقفون خلفها وكذلك استفادوا من الشخصيات الاقتصادية البارزة مثل رئيس اتحاد العقاريين توفيق الجراح ومجموعة من المختصين في الجامعة الأميركية في الكويت.
المثلث الذهبي
مجموعة المبادرات الوطنية تضم عددا من شباب وبنات الكويت، يرأس فريق العمل فيها ناصر البرقش ويشاركه زملاؤه م. وليد المرشد وحمود الشهري وآخرون، قدمت أولى مشاريعها عام 2007 وهو عبارة عن تصور شامل لتحويل جليب الشيوخ إلى مدينة عصرية تواكب رؤية صاحب السمو الأمير في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي وأطلقوا عليها اسم «المثلث الذهبي».
موقع متميز
موقع جليب الشيوخ متميز يؤهلها أن تكون منطقة إستراتيجية تربط عدة مناطق خدمية محيطة بها مثل المطار ومدينة جابر الرياضية ومنطقة صباح السالم الجامعية، إلا أن واقع المنطقة الحالي يجعلها إحدى أكثر مناطق الكويت فوضوية حيث تنتشر فيها كل أنواع الجرائم والمخالفات.
تكلفة المشروع
تكلفة مشروع «المثلث الذهبي» بحسب التقديرات الأولية تصل إلى 5.5 مليارات دينار موزعة على أربعة مراحل، وتمتد فترة تنفيذ المشروع 16 عاما ولن تتحمل الدولة أي مصاريف لتنفيذ هذا المشروع بحسب تصور المبادرة.
زيارات ميدانية
قامت مجموعة المبادرات الوطنية بزيارات ميدانية لعدد من المناطق التي كانت تشبه واقع منطقة جليب الشيوخ من حيث الفوضى وانتشار الجريمة ثم تحولت إلى مدن نموذجية ومراكز اقتصادية عالمية مثل منطقة كناري وارف في بريطانيا ومنطقة لا ديفانس في باريس ومدينة برشلونة الأولمبية في اسبانيا، ما يجعل تصورهم لمنطقة جليب الشيوخ واقعيا ويحاكي قصص نجاح عالمية.
6 قطاعات
بحسب تصور مجموعة المبادرات ستقسم جليب الشيوخ إلى 6 قطاعات خدمية مساندة القطاع الأول هو المنطقة الرياضية والتعليمية، القطاع الثاني منطقة الفنادق والمنتجعات السياحية، القطاع الثالث هو القطاع الإداري والمالي، والقطاع الرابع هو المنطقة الثقافية، والقطاع الخامس هو المنطقة الحكومية والسادس هو المنطقة التجارية والترفيهية.