قبل ان يرحل عام 2009 بأيام، اهتزت الأسواق العالمية على وقع طلب «مجموعة دبي العالمية» إرجاء سداد ديونها التي تقترب من 60 مليار دولار، واحدث هذا الطلب حالة من الارتباك الاقتصادي عالميا، وتأثرت بورصات عالمية محققة خسائر كبرى، قبل ان تعاود وتصحح أوضاعها. وتعالت أصوات اقتصادية وإعلامية بالهجوم على الإمارة في المقابل خرج مسؤولون في حكومة دبي ليؤكدوا ان «حكومتهم لا تواجه أزمة مديونية مالية ولكنها تواجه أزمة منافسة غير شريفة تتمثل في الإساءة للإمارة كيلا تكون حاضنة للمال والأعمال وجاذبة للاستثمارات الأجنبية التي وجدت في دبي مجالا خصبا للانتقال إليه والعمل فيه وتحقيق النجاح تلو الآخر». وكانت أحداث دبي الاقتصادية هي الأبرز في الامارات عام 2009، لكنها شهدت أحداثا عديدة بارزة، ففي ثاني ايام العام، وتحديدا في الثاني من يناير أعلنت الامارات الحداد لمدة 3 أيام لوفاة الشيخ راشد بن أحمد المعلا حاكم إمارة أم القيوين، وفي اليوم نفسه أعلنت الإمارة ان الشيخ سعود بن راشد المعلا، تولى مسؤولية الامارة بعد وفاة والده، وأصبح الشيخ سعود عضوا بالمجلس الأعلى لاتحاد الامارات، الى جانب منصب حاكم أم القيوين.
ومع اشتداد وقع الأزمة الاقتصادية على دبي أعلنت شركة نخيل الإماراتية تعليق العمل في مشروع «أطول برج في العالم» لمدة عام، وقال مسؤول في الشركة ان «سبب الإيقاف هو التطورات الاقتصادية العالمية، والحاجة الى دراسة أوضاع السوق والعرض والطلب» مشيرا الى ان «استئناف العمل سيتم بعد 12 شهرا من الآن». والبرج يحمل اسم «نخيل تاور» وصمم ليكون اطول برج في العالم، بارتفاع ألف متر، ليتفوق بذلك على «برج دبي» الذي تبنيه شركة «اعمار» الإماراتية ويوصف حاليا بأنه الأطول في العالم، ومع تزايد آثار الأزمة العالمية أثيرت أقاويل بان دبي تشهد هجرة جماعية من قبل عمالها، والمغادرون تركوا آلاف السيارات بمطار الإمارة مرهونة للبنوك.
الأمر الذي دفع قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان لعقد مؤتمر صحافي عالمي نفى فيه هذه الأنباء متهما وسائل إعلام «بالكذب والتضليل ونشر وترويج الشائعات ومحاولة تشويه سمعة دبي»، وفي شهر فبراير أعلنت حكومة دبي انها أطلقت برنامج سندات طويل الأجل بقيمة 20 مليار دولار.
وفي دبي أيضا أعلن مركز استيلاد الهجن مولد أول جمل مستنسخ في العالم. وقال مدير المركز د.علي رضا ان الجمل الذي سمي «انجاز» هو أول جمل أنابيب في العالم، وولد بدبي يوم الأربعاء 8 أبريل بعد فترة حمل استمرت لـ 378 يوما.
دائنو «دبي العالمية» يناقشون إعادة هيكلة الديون غداً
دبي ـ الأسواق.نت: من المتوقع أن يجتمع دائنو شركة دبي العالمية غدا لبحث موضوع إعادة هيكلة ديون الشركة، على الرغم من أن المصارف الدائنة لم تتلق حتى الآن طلبا رسميا بإعادة جدولة ديون «دبي العالمية».
وتتوقع المصارف الدائنة أن تتسلم طلبا من «دبي العالمية» بتأجيل مطالبتها بالديون المستحقة قبل عملية إعادة هيكلة هذه الديون.
يذكر أن ديون الشركة تبلغ 26 مليار دولار، وقد تلقت مع شركة نخيل العقارية، دعما حكوميا إماراتيا سد قيمة الصكوك التي استحقت على «نخيل» مطلع الأسبوع الماضي.
وقامت حكومة دبي الأسبوع الماضي بتخصيص 4.1 مليارات دولار لتستخدم في سداد الصكوك المستحقة، وسيخصص المبلغ المتبقي من الدعم في تسديد الفوائد والمصاريف التشغيلية لمؤسسة دبي العالمية حتى تاريخ 30 أبريل 2010 شريطة نجاح المؤسسة في مفاوضاتها بشأن إعادة جدولة ديونها، كما تم الإعلان عن ذلك مسبقا.
وركزت حكومة دبي وبشكل خاص على معالجة قلق دائني «دبي العالمية»، وللمساعدة في ذلك، تعلن حكومة دبي اليوم أن المبلغ المتبقي من الدعم المقدم سيستخدم في تلبية الالتزامات للدائنين الحاليين والمقاولين. وسيتم البدء بمفاوضة المقاولين المتأثرين خلال الفترة القصيرة المقبلة.