محمود عيسى
تتحول الحكومات والمستثمرون في اليابان والصين وكوريا الجنوبية وأستراليا بشكل متزايد إلى استخدام الهيدروجين بديلا طويل الأجل للوقود الأحفوري، وهو ما يتناسب مع متطلبات العالم الذي يريد ان يكون خاليا من الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا السياق، قال موقع بتروليوم ايكونوميست ان مجموعة التطبيقات المحتملة للهيدروجين تشمل أشكالا متنوعة من استخدامات الطاقة من توليد الكهرباء إلى النقل ومن التدفئة الى العمليات الصناعية.
وطبقا لبيانات لمجلس الهيدروجين العالمي، فإن قيمة سوق الهيدروجين العالمي قد تصل بحلول عام 2050 الى 2.5 تريليون دولار لتلبي ما نسبته 18% من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة، فضلا عن خلق 30 مليون وظيفة على مستوى العالم وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 6 جيجا طن سنويا.
وقال الموقع ان وكالة الطاقة الدولية اعتبرت الهيدروجين عاملا أساسيا في تنويع مزيج الطاقة العالمي وخفض الانبعاثات، في حين تتنبأ شركة شل الهولندية- البريطانية بأن الهيدروجين سيكون مصدرا رئيسيا للطاقة اعتبارا من عام 2040. وبحلول نهاية القرن الحالي، يتوقع أن يشكل الهيدروجين مصدرا لتلبية 25% من الطلب على الطاقة المستخدمة في مجال النقل، وفقا لشركة KPMG الاستشارية.
ويتطلب تحقيق هدف مجلس الهيدروجين انف الذكر ضخ استثمارات تصل إلى 25 مليار دولار سنويا من الان وحتى عام 2030 لمضاعفة إنتاج الهيدروجين، وتوفير البنية التحتية للتوزيع، وإنتاج معدات مثل خلايا الوقود التي تشغل المركبات الكهربائية، والقطارات، ومعدات التدفئة وسائر المكونات الاخرى بتكاليف متناقصة.
ففي آسيا، تخطط الصين لإنشاء 1000محطة للتزود بالوقود الهيدروجيني بحلول عام 2030 لتخدم أكثر من مليون سيارة كهربائية تعمل على الوقود الهيدروجيني. وبحلول عام 2025، يتوقع أيضا أن تتحول مدينة ووهان الصينية الى مركز الهيدروجين الرائد في البلاد.
وبالمقابل، تتوقع اليابان أن تبني أكثر من 900 محطة مماثلة بحلول عام 2030، في حين سيكون لدى كوريا الجنوبية 310 محطات بحلول 2022، ويخطط المستثمرون الذين يتمتعون بالدعم التمويلي الحكومي في أستراليا لتنفيذ مشروعات جديدة للطاقة المتجددة على مستوى المرافق العامة لإنتاج الهيدروجين وتصديره إلى آسيا.
الهيدروجين وقود لوسائط النقل
وقال الموقع انه لطالما اعتبر الهيدروجين منبوذا كوقود للنقل بعد كارثة مركبة هيندينج الجوية لنقل الركاب في مايو 1937، لكن التقدم التكنولوجي يعني أنه يمكن الآن إنتاج الهيدروجين ونقله واستخدامه في توليد الطاقة والتدفئة والعمليات الصناعية والنقل بطريقة مستقرة ومستدامة وكلفة تنافسية.
فمن ناحية الإنتاج، فإن انخفاض التكلفة والانتشار واسع النطاق لطاقة الرياح والطاقة الشمسية يوفران الفرصة لتوليد الهيدروجين بدون انبعاثات. وتعتبر النرويج وأستراليا رائدتين في هذا المجال.
وختم الموقع بالقول ان إمكانات إنتاج الهيدروجين من الطاقة المتجددة على نطاق واسع تستمد الدعم من التقدم الذي تحقق على صعيد نقل الغاز الطبيعي المسال، الذي أثبت أنه يمكن شحن الغاز بأمان بكميات كبيرة في جميع أنحاء العالم. وتمكن المركبات الحاملة مثل الميثانول وحمض الفورميك والأمونيا من نقل الهيدروجين في حالة سائلة مستقرة إلى درجة حرارة منخفضة، وإن كان ذلك في درجات حرارة أقل مما يتطلبه الغاز الطبيعي المسال.