المحلل المالي
بعد إعلان 165 شركة مدرجة في بورصة الكويت عن نتائجها المالية لعام 2018، يتبين أن صافي أرباحها الإجمالية ارتفع بنسبة 10.5% لتتعدى الملياري دينار، مسجلة 2.09 مليار دينار، بالمقارنة بـ 1.89 مليار دينار في 2017، وهذه الأرباح قياسية بعد 10 سنوات من الأزمة المالية.
ووفقا لرصد لـ «الأنباء» لنتائج الشركات المدرجة لعام 2018، فقد جاء هذا النمو مدعوما بارتفاع الإيرادات التشغيلية للشركات الـ 165 بنسبة 2.5%، لتسجل 12.8 مليار دينار مقارنة بـ 12.46 مليار دينار في 2017، وأيضا نمو أرباح التشغيل بنسبة 7% لتسجل 3.5 مليارات دينار. وحققت 122 شركة من اصل 165 شركة صافي أرباح لعام 2018 بلغ حوالي 2.26 مليار دينار، بينما تكبدت 43 شركة مدرجة خسائر بلغت حوالي 175 مليون دينار.
مجموعة الـ 60
وقد حققت مجموعة الـ 60 شركة الأعلى ربحية والمدرجة في بورصة الكويت صافي أرباح بلغ 2.172 مليار دينار خلال عام 2018 وبنسبة نمو 14.7%، عن صافي الأرباح المسجلة في عام 2017 والذي بلغ 1.89 مليار دينار.
وتساهم المجموعة الـ 60 من الشركات الأعلى تحقيقا للأرباح بنسبة 96% من أرباح الشركات (الرابحة وعددها 122 شركة) المدرجة في بورصة الكويت وتشكل قيمتها الرأسمالية السوقية (التي سجلت 29.84 مليار دينار) نحو 93.6% من القيمة الرأسمالية السوقية لبورصة الكويت (التي تبلغ حاليا نحو 31.87 مليار دينار) والتي تتألف من 168 شركة مدرجة.
كما تشكل حقوق المساهمين لهذه المجموعة من الشركات نحو 83% من حقوق المساهمين لجميع الشركات المدرجة في البورصة الكويتية حيث بلغت حقوق المساهمين لمجموعة الـ 60 نحو 19.49 مليار دينار مقابل 23.4 مليار دينار قيمة حقوق المساهمين لجميع الشركات المدرجة في بورصة الكويت.
بينما ساهمت بنحو 90% من إجمالي سيولة البورصة خلال عام 2018 حيث بلغت سيولة مجموعة الـ 60 شركة الأعلى ربحية نحو 3.7 مليارات دينار مقابل سيولة إجمالية للبورصة بلغت 4.13 مليارات دينار.
ومن هنا يتبين تركز السوق في عدد قليل من الأسهم المدرجة التي تشكل القاطرة الرئيسية لتطور البورصة وأساسياتها، حيث يشكل هذا تحديا لمديري الصناديق والمحافظ الاستثمارية لتنويع المخاطر وتوزيعها على الأسهم وأيضا يشكل عامل ضاغط على السيولة في السوق، حيث لا تزال السيولة ضعيفة على عدد من الأسهم التشغيلية.
وحققت 42 شركة من أصل مجموعة الـ 60 شركة ما يعادل 70% من عدد شركات المجموعة نموا إيجابيا في صافي أرباحها لعام 2018 مقارنة بعام 2017 بينما سجلت 18 شركة أي ما يعادل 30% من مجموعة الـ 60 الأعلى تحقيقا للأرباح تراجعا ونسب نمو سلبية في صافي أرباحها خلال الفترة ذاتها.
شكلت الأرباح المجمعة لمجموعة الـ 38 شركة التي سجلت نموا ايجابيا في صافي أرباحها نحو 90% من أرباح المجموعة 60 مما يعتبر مؤشرا جيدا على تحسن ربحية الشركات الكبيرة الأعلى تحقيقا للأرباح.
البنوك بالصدارة
تتصدر 9 بنوك قائمة مجموعة الـ 20 شركة الأعلى تحقيقا لصافي الأرباح تليها شركات الاتصالات وأجيليتي والمباني ومجموعة جي اف اتش والقرين بترو وألافكو وهيومن سوفت ومشاريع الكويت.
في هذا دليل واضح على تركز ربحية الشركات في قطاع البنوك والاتصالات والشــركـــات القـابـضــة والخدمــات اللوجستيـة والتعليمية وانكفاء جزء كبير من شركات الاستثمار والشركات العقارية عن المساهمة في أرباح الشركات وأساسيات السوق، حيث ان الايرادات التي تحققها شركات الخدمات المالية والشركات العقارية لا تزال ضعيفة ومتذبذبة ونموها بالسالب (انخفضت إيرادات التشغيل لقطاع شركات الخدمات المالية خلال عام 2018 بنسبة 40% بينما انخفضت إيرادات الشركات العقارية بنسبة 12%) متأثرة بعدم استقرار الأسواق المالية والتحديات التي تواجهها شركات الخدمات المالية في توليد الإيرادات التشغيلية من المنتجات الاستثمارية وخدمات الاستشارات المالية والاستثمارية والمتاجرة بالأوراق المالية.