إعداد: رباب الجوهري
زاوية رمضانية تعدها «الأنباء» مع مسؤولي الشركات وأصحاب القرار بالاقتصاد الكويتي يتحدثون فيها عن تجاربهم الخاصة بعالم الاقتصاد، ويشاركون القراء العبر والدروس منها
أكثر تجربة اقتصادية مررت بها وتركت أثرا كبيرا في حياتي، كانت تقريبا قبل 10 أعوام وهي أزمة 2008، والتي عصفت بكل الأسواق وكل القطاعات، فعندما هبطت جميع الأسواق العالمية والمحلية تعرض السوق الكويتي لوضع صعب، انعكس على الكثير من الشركات التي تعثرت في مسيرتها وباتت غير قادرة على تسديد المستحقات المتراكمة عليها.
ومن هنا تعلمت درسا عظيما، وهو ضرورة أن يكون لدى أي شركة او مؤسسة سيولة مالية تحميها وتصد عنها الأزمات، كما يجب وضع سيناريو مستقبلي لكيفية مواجهة الاضطرابات والإشكاليات.
وبالنسبة لتقييم التجربة سواء كانت فاشلة او ناجحة، فبلا شك كان الأمر درسا صعبا وتجربة مهمة لمعرفة أي تغير غير متوقع في السوق المحلي، ونحن نعيش اليوم في المنطقة ظروفا قد تؤثر على الاقتصاد الخليجي على خلفية التوتر الأميركي ـ الإيراني الحادث وانعكاس هذا التصعيد على الأسواق المحلية، ونحن الآن نعيش مرحلة جديدة من الركود الاقتصادي إن استمرت الأزمة بالمنطقة فستكون النتائج وخيمة وغير مطمئنة على الإطلاق.
أما بالنسبة لما إذا كانت التجربة لها علاقة زمنية معينة، فإن نجاح أو فشل كثير من الشركات الصغيرة أو المتوسطة مرتبطة بالظروف الزمنية فهي التي تحدد نجاح وفشل الشركة، فعلى سبيل المثال اذا دخلت إحدى الشركات الى السوق المحلي وحدثت حينها أزمة اقتصادية فبلا شك ستتعثر المؤسسة وتتعرض للانهيار او الفشل بسبب المعطيات السوقية الموجودة، ولهذا أرى ان النجاح او الفشل لا يعتمد فقط على إمكانيات او مكونات الشركة او الشخص ولكن يعتمد أيضا على الظروف المحيطة والبيئة.
لذلك انصح الشباب الذي لدية الرغبة في استثمار أمواله بشكل صحيح، بتكرار المحاولة والمثابرة للوصول الى الأهداف الموضوعة، حيث ان أي تجربة صعبة في البداية ستنجح في نهاية الأمر، ولكن في الوقت ذاته يجب عدم الاندفاع واللجوء الى التوسع دون دراسة مسبقة فالشركات الكبرى لم تصل الى ما هي عليه الآن من فراغ، بل انها حاولت أكثر من مرة وتدرجت حتى وصلت الى مبتغاها.
وبالنسبة لعامل المخاطرة، فبلا شك يجب عمل دراسة مبدئية مستفيضة قبل دخول السوق وبناء على النتائج المستخلصة يتم تحديد خريطة العمل وطريقة الانطلاق في السوق، لاسيما في ظل فشل العديد من الشركات التي اندفعت دون تحديد بوصلتها الاستثمارية.
ولا شك ان نجاح أو فشل اي تجربة مرتبط بأمرين، هما الظروف الاقتصادية المحيطة وسياسة الشركة سواء كانت سياسة متحفظة أو توسعية، كما يجب تحري الحذر والحيطة فيما يخص بند تكاليف الدعاية والإعلان بالصحف والإذاعة والتلفزيون، حيث ان كل سياسة صرف ليس بالضرورة أن تعتبر ناجحة.
عبدالله نجيب الملا عضو غرفة التجارة والصناعة