محمود عيسى
تحت عنوان «مضيق هرمز على المحك الآن»، قال موقع «ذا كونفرزيشن» ان المضيق يفصل إيران عن دولتي عمان والإمارات العربية المتحدة، اللتين تربطهما علاقات عسكرية قوية مع الولايات المتحدة.
وقال الموقع ـ الذي يعتبر مصدرا مستقلا وغير ربحي للأخبار والتحليلات والتعليقات من الخبراء الأكاديميين في تحليل بقلم الاستاذ في جامعة توفتس روكفورد ويتز ـ ان جميع عمليات الشحن من دول الخليج الغنية بالطاقة تتلاقى في المضيق، بما في ذلك صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من إيران والعراق والكويت والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأعاد ويتز الى الأذهان ما قامت به الكويت في ثمانينيات القرن الماضي من تسجيل ناقلات النفط التابعة لها تحت سجل الشحن الاميركي وحمل العلم الاميركي لتجنب استهدافها وحجب ملكيتها الحقيقية ابان الحرب العراقية ـ الإيرانية، في حين كان كل جانب فيما يسمى «حرب الناقلات» يحاول إغراق صادرات الطاقة للجانب الآخر، وفي ذلك دلالة على ما اكتسبه الممر البحري من اهمية خلال العقود الماضية.
وبرغم استمرار تدفق النفط الخام، إلا ان معدلات التأمين البحري للسفن التي تعبر المضيق ارتفعت بنسبة تصل إلى 400%.
ومع ان التوترات اندلعت مرة أخرى في مضيق هرمز بين الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى، إلا ان الممر البحري الضيق البالغ عرضه 21 ميلا يعبره حاليا 21% من النفط الخام في العالم، كما ان النفط والناقلات المعنية تنتمي أيضا إلى دول أخرى، بما في ذلك اليابان والنرويج والمملكة المتحدة.
وقال ويتز: بصفتي باحثا يدرس النقاط البحرية الاستراتيجية مثل هذه النقطة في الشرق الأوسط، فإنني أرى أن المناوشات المستمرة في هذا الممر المائي هي أمثلة كلاسيكية على استخدام إيران للحرب الهجينة، وهي تكتيكات غير تقليدية خفية للغاية بحيث لا تؤدي إلى انتقام عسكري.
وحول ما يجري الآن، قال الباحث: ان الصراع الأخير في مضيق هرمز نشأ بعد القرار الاميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، وبحلول يوليو 2018 هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز للرد على تصعيد العقوبات الأميركية ضدها.
ومن المفارقات التي اشار اليها الباحث ان هجمات يونيو 2019 على ناقلات النفط اليابانية والنرويجية تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران، واذا كانت الاخيرة هي بالفعل من قام بالهجمات، فقد تكون هذه إشارة للقوى الآسيوية المؤثرة، وخاصة اليابان والصين، على أنها بحاجة إلى مزيد من الضغط على إدارة ترامب لتخفيف العقوبات ضد إيران، أو المخاطرة بتعطيل صادرات النفط والغاز الحيوية التي تعبر المضيق إلى آسيا.
وانتهى الباحث الى القول إن من المؤكد أن إيران ستواجه مشكلة في إيقاف جميع عمليات الشحن عبر المضيق، لأن الناقلات الحديثة ضخمة ويصعب تعطيلها، لأن معظمها مزود بهياكل مزدوجة ويصعب اغراقها، وعلاوة على ذلك، تقوم الولايات المتحدة ببناء تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية عبر مضيق هرمز وكذلك المياه المحيطة باليمن.
واذا كانت الولايات المتحدة وإيران تقولان إنهما تريدان إيجاد حل ديبلوماسي فهذا يعني أن أيا منهما لا يريد تطور الصراع إلى حرب شاملة.