محمود عيسى
قالت وكالة بلومبيرغ الإخبارية ان الناس ظلوا لسنوات طويلة يتوقعون زوال الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية. ولكن على الرغم من انكماش الاقتصاد الأميركي من حيث حجم مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلا أن الدولار يستمر في النمو أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك نلاحظ على الدوام الإشارة الى قوته بشكل متزايد باعتباره احد العوامل التي تقف وراء المشكلات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم لهذا الأسبوع.
وقد تناولت الوكالة ما صرح به الخبير الاقتصادي ديفيد بيكورث والباحث في مركز ميركاتوس من ان قوة الدولار المستمرة والمتنامية تأتي في الغالب خلافا لتوقعات المراقبين والمحللين، وكلما حدثت أزمة مالية في العالم تسود التوقعات بأن الدولار سيضعف، او انه سيستبدل بعملة أخرى من العملات الرئيسية الاخرى، ولكنه يخرج منها اكثر قوة.
ومن المعلوم ان الدولار القوي يضر بقطاع الصادرات الأميركية والسياحة، وهذا أحد الأسباب التي يريد من اجلها الرئيس دونالد ترامب ان يكون سعر صرف الدولار متدنيا ليتمكن من تعديل الميزان التجاري الذي يميل بشدة لصالح شركاء الولايات المتحدة التجاريين، لاسيما الصين على سبيل المثال، وهو احد الاسباب للحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين في الوقت الحاضر.
وأشار الباحث الى انه لما كان 70% من الاقتصاد العالمي مرتبطا بالدولار بصورة او بأخرى، فإنه يمكن والحالة هذه مدى تضرر اقتصادات الدول التي ترتبط عملاتها بالدولار او التي لديها علاقات تجارية.
وأضاف ان اهتمام دول العالم بإصدار سنداتها وديونها بالدولار الاميركي يعزز قوة الدولار باعتباره ملاذا أمنا مقارنة مع العملات الأخرى، وذلك من اجل ان تتجنب هذه الدول نتائج اي هزات قد تتعرض لها هذه العملات، ناهيك عن سندات الخزانة الاميركية الهائلة التي تستثمر فيها معظم دول العالم وبمليارات الدولارات.
ولا يغيب عن البال ان تطبيقات العولمة التي اكتسحت دول العالم وأثبتت ان العالم عبارة قرية صغيرة لم تكن لتتحقق لولا الدور المهم الذي لعبه الدولار الاميركي في عمليات التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول، ناهيك عن كونه عملة احتياط وادخار للكثير من دول العالم.