- تقييمات الأسهم مقبولة ومكرر ربحية السوق الأول يبلغ 14.8 مرة
- استحوذت على 97% من الارتفاع الإجمالي للقيمة السوقية في 10 أشهر
- 2.5 مليار دينار خسائر البورصة خلال شهري أغسطس وسبتمبر
المحلل المالي
ارتفعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في السوق الاول خلال الشهور الـ 10 الأولى من 2019 بحوالي 3.9 مليارات دينار ما يعادل 97% من الارتفاع الإجمالي في القيمة السوقية لبورصة الكويت لتسجل القيمة السوقية للسوق الاول 24.14 مليار دينار ما يعادل 74% من القيمة السوقية الإجمالية للبورصة والتي بلغت 32.7 مليار دينار نهاية شهر أكتوبر 2019.
هذه الارتفاعات الجيدة على اسهم السوق الأول جاءت نتيجة تدفق الاستثمار الأجنبي ومدعومة بارتفاع صافي أرباح شركات السوق الاول خلال عام 2018 بنسبة 17% لتسجل 1.56 مليار دينار بالمقارنة مع 1.33 مليار دينار خلال عام 2017، ايضا ارتفعت توزيعاتها النقدية عن السنة المالية 2018 بنسبة 12.8% لتسجل 843 مليون دينار بالمقارنة مع 747 مليون دينار عن عام 2017. وشكلت 70.5% من التوزيعات النقدية لجميع الشركات المدرجة عن عام 2018 والتي بلغت 1.2 مليار دينار، وبعد النمو الجيد في صافي الأرباح لشركات السوق الاول في النصف الاول من عام 2019 بنسبة 8% لتسجل 819 مليون دينار وبالرغم من ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ منذ بداية السنة، لا تزال تقييمات اسهم شركات السوق الاول مقبولة، حيث بلغ مكرر الربحية P/E Ratio للسوق الاول 14.8 مرة بينما بلغ مضاعف السعر الى القيمة الدفترية 1.83 مرة والعائد النقدي بلغ عن عام 2018 نحو 3.53%. وتتداول معظم اسهم شركات السوق الأول عند مكررات ربحية للنصف الاول 2019 مناسبة باستثناء بعض الأسهم كبنك وربة وبوبيان للبتروكيماويات بمكرر ربحية بلغ 57.5 و33.9 مرة على التوالي، أما معظم الأسهم فتتداول في نطاق PE Ratio يتراوح بين 7 و15 مرة. وايضا تتداول معظم اسهم السوق الاول عند مستوى مناسب من مضاعف السعر الى القيمة الدفترية P/BV Ratio باستثناء هيومن سوفت حيث يتداول سهمها عند 6 مرات، بينما باقي الاسهم تتداول في نطاق P/BV Ratio يتراوح بين 0.80 و3.
أداء البورصة
وعلى مستوى أداء البورصة في شهر أكتوبر الماضي، فإن السوق لم يستطع استكمال مساره الصاعد الذي حققه خلال الأشهر الـ 7 الاولى من 2019، حيث استفادت البورصة حينها من الاجواء الايجابية نتيجة التفاؤل بالترقية الى مرتبة الاسواق الناشئة على مؤشر MSCI للاسواق الناشئة والذي تم في 26 يونيو 2019 بوزن 0.5% من القيمة الرأسمالية السوقية للمؤشر وكذلك تنفيذ المراحل الاخيرة من الترقية على مؤشر FTSE للأسواق الناشئة بضخ استثمارات أجنبية في الأسهم القيادية وارتفاع نسبة تملك الأجانب في بعض البنوك بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من تحسن النتائج المالية للشركات القيادية للنصف الاول من 2019 وتوزيعاتها النقدية الجيدة عن عام 2018، فقد تكبدت البورصة الكويتية خسائر كبيرة في شهري أغسطس وسبتمبر 2019 نتيجة جني الارباح وعدة عوامل منها تخوف المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي وتصاعد وتيرة الحرب التجارية وفرض التعريفات الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين وتفاقم قضية الـ BREXIT.
بالإضافة الى تصاعد التوترات الجيوسياسية وخوف المستثمرين من التطورات العسكرية التي تهدد إمدادات النفط العالمية بالاضافة الى سلوك المستثمرين الأفراد وردة فعلهم القوية بيعا للاسهم وايضا حضور المستثمرين الاجانب وأسلوبهم الاستثماري المتحفظ والذي يعتمد بشكل رئيسي على اساسيات وتقييمات الاسهم، فقد خسرت البورصة الكويتية خلال شهر سبتمبر 2019 حوالي 1.5 مليار دينار من قيمتها السوقية لتعود وتهدأ في شهر أكتوبر الماضي نتيجة وضوح الرؤية بالنسبة للعوامل الخارجية (التفاؤل بالتوصل لاتفاق تجاري بين اميركا والصين وايضا الـ BREXIT) وانخفاض اسعار الفائدة وانطلاق الاكتتاب العام في اسهم «شركة البورصة» و«شركة شمال الزور» ومن ثم إدراج أسهمهما في بورصة الكويت، حيث ربح مؤشر السوق العام 0.68% وارتفعت القيمة السوقية بـ 225 مليون دينار لتسجل 32.7 مليار دينار كما في 31 أكتوبر 2019 وبعد خسارتها حوالي المليار دينار خلال شهر أغسطس و1.5 مليار دينار في سبتمبر لتتراكم الخسائر منذ بداية شهر اغسطس وحتى 30 سبتمبر الى 2.5 مليار دينار.
الأسواق الخليجية
وخلال شهر أكتوبر الماضي تراجع تأثير العوامل الخارجية الى حد كبير مع بداية موسم اعلان النتائج المالية للربع الثالث من عام 2019، وبدأت أسواق الأسهم الخليجية تتفاعل مجددا مع اعلانات ارباح الشركات التي جاءت دون التوقعات في سوق الاسهم السعودية، حيث انخفض صافي ارباح 107 شركات مدرجة في «تداول» من اصل 176 شركة لفترة الـ 9 شهور من عام 2019 بنسبة 22% لتسجل 61.43 مليار ريال وخاصة سابك التي انخفضت ارباحها بنسبة 65.3% لتسجل 6.36 مليارات ريال بالمقارنة مع 18.3 مليار ريال في 9 شهور 2018 بسبب انخفاض متوسط اسعار بيع المنتجات والذي تبين في انخفاض الإيرادات بنسبة 17% لتسجل 107 مليارات ريال.
وبالتالي خسر مؤشر «تداول» 4.3% بالرغم من الاخبار عن اقتراب إدراج ارامكو في سوق الاسهم السعودية، اما في دبي فلا يزال السوق المالي يعاني من الخسائر نتيجة الركود في السوق العقاري والسيولة الضعيفة بالرغم من النتائج المالية الجيدة للشركات.