محمود عيسى
أعربت شركات مقاولات عاملة في الكويت عن قلقها البالغ إزاء عدم كفاية المشروعات الجديدة التي تطرح لتعويض المشروعات التي تم إنجازها وتسليمها على مدى العامين الماضيين.
وقالت مجلة ميد انه اذا نظرنا الى الموضوع بصورة سطحية، يبدو لنا ان سوق مشاريع الإنشاء والنقل في الكويت كان في وضع جيد في 2019 في ضوء ترسية العديد من العقود والمناقصات الرئيسية التي يجري العمل على طرحها، ولكن المشكلة تكمن تحت السطح حيث تشكو شركات الإنشاءات من أنه برغم طرح مشاريع جديدة، إلا ان مستوى النشاط آخذ في الانخفاض، ومع تباطؤ السوق، أصبحت البيئة التجارية صعبة بشكل متزايد.
وتحدثت المجلة عن ترسية عقود إنشاءات هذا العام عبر مجموعة من المشاريع، منها على سبيل المثال، ترسية وزارة الأشغال العامة في سبتمبر الماضي على شركة إيتنيرا الإيطالية عقدا قيمته 88 مليون دينار (280 مليون دولار) لأعمال الطرق الموصلة الى مشروع مدينة المطلاع السكنية. ويتعلق العقد البالغة مدته 3 سنوات بالعمل في طريق العبدلي الذي سيربط مدينة المطلاع الجاري إنشاؤها وطريق السالمي الإقليمي بطول 26 كيلومترا.
كما منحت الوزارة شركة كوبري المحلية للإنشاءات عقدا بقيمة 28 مليون دينار لإنشاء طريق يربط المرحلة الأولى من ميناء مبارك الكبير بطريق قائم في جزيرة بوبيان. كما فازت شركة سينوهيدرو الصينية هذا العام أيضا بعقد بقيمة 68 مليون دينار من قبل الهيئة العامة للرعاية السكنية لتنفيذ أعمال البنية التحتية في مدينة صباح الأحمد. كما منحت الهيئة في أواخر عام 2018 شركة المباني المتحدة المحلية عقدا بقيمة 75 مليون دينار لإنشاء 40 مبنى سكنيا في المدينة الجديدة.
وأضافت المجلة انه بالإضافة إلى منح العقود، هناك أيضا عقود كبيرة في مرحلة إعداد وطرح المناقصات. فقد طرحت وزارة الأشغال العامة الحزمة رقم 2 بشأن توسيع مطار الكويت الدولي، والذي يغطي بناء مبنى لمواقف السيارات، والأشغال الخارجية والمناظر الطبيعية البرية، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، وخزانات مياه الأمطار والتخزين، والطرق متعددة المستويات وجسور متصلة بالمبنى 2 قيد الإنشاء.
ويستعد المقاولون أيضا لتقديم عروضهم في نوفمبر الجاري لعقد إعادة تطوير مدينة الأحمدي لصالح شركة نفط الكويت وتتعلق الأعمال بتطوير المدينة والمرافق المرتبطة بها للمرحلة 2 من المشروع البالغة مدته 10 سنوات.
وثمة مناقصة رئيسية أخرى يجري العمل عليها وتتعلق بمشروع مدينة جنوب الجهراء لسكن العمال تحت إشراف هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص وبلدية الكويت باستخدام نموذج البناء والتشغيل والتحويل (B.O.T) وتشتمل على مناطق سكنية وتجارية.
وأشارت مجلة ميد الى ان المقاولين يتخوفون من عدم طرح مشروعات تكفي لتعويض العقود التي تم تنفيذها وتسليمها خلال العامين الماضيين. ونسبت الى مقاول صيني قوله: «لقد نجحنا في الكويت وعملنا في عدد من المشاريع، لكن المشكلة هي أننا لا نرى مشاريع جديدة قادمة».
وتسلط البيانات المستقاة من مجلة ميد بروجكتس التي تتعقب نشاطات المشاريع في المنطقة، الضوء على المشكلة التي تواجه المقاولين، حيث انه حتى مطلع نوفمبر، كان هناك 1.2 مليار دولار من العقود الجديدة الممنوحة هذا العام، مقارنة بـ 6 مليارات دولار من العقود المنجزة. واذا طرحنا قيمة العقود المنجزة من قيمة العقود المطروحة، فان ذلك يعني خسارة صافية قدرها 4.8 مليارات دولار. وحتى عام 2018، عندما سجل السوق خسارة صافية بلغت 2.1 مليار دولار، كان السوق قد سجل مكاسب صافية باستمرار بلغت ذروتها في عام 2015 بواقع 5.3 مليارات دولار.
التدفقات النقدية
وقالت المجلة ان مسألة التدفقات النقدية تفاقم مخاوف المقاولين، اذ تشير الشركات إلى أن المدفوعات بطيئة وأصبح من الصعب بشكل متزايد حل النزاعات المتعلقة بالمشاريع بالطرق الودية.
ويقول محام دولي يعمل في الكويت «يجب ألا تكون ثمة مشكلات مالية في ضوء الوضع المالي القوي للحكومة، ورغم ذلك وجدنا أن هناك الكثير من المشاريع التي تفشل وتتجه إلى نزاع بسبب نقص التدفقات النقدية».
ويبقى الأمل في قطاع البناء والتشييد في أن تضخ المشاريع الجديدة دماء الحياة من جديد في هذه الصناعة. وأحد أكبر المشاريع القادمة هو مشروع طريق الفحيحيل أو طريق 30 الذي تبلغ ميزانيته نحو 3 مليارات دولار، ويعمل فريق فني من المكتب الاستشاري الفني الكويتي المحلي مع شركة الخطيب والعلمي اللبنانية على وضع دراسات المشروع الذي لا يزال في مرحلة التصميم ويتضمن تطوير طريق سريع بطول 38 كيلومترا ويحتوي على 22 تقاطعا.
وانتهت ميد الى الإشارة الى مشروع مدينة الحرير والتي يمكن أن تحظى الآن بدعم من الصين، حيث وقعت حكومتا الكويت والصين في نوفمبر 2018 مذكرة تفاهم لاستثمار مشترك في تطوير الجزر الشمالية الكويتية الخمس. وقد تم تعليق المخطط البالغة قيمته 86 مليار دولار لفترة من الوقت ومن المقرر اقامة مركز اقتصادي وتجاري كويتي جديد في شبه جزيرة الصبية بخليج الكويت.