أحمد مغربي
قال وكيل وزارة النفط الشيخ نمر الصباح إن الكويت حققت تقدما ملحوظا في مجال الأمن السيبراني خلال السنوات الماضية، ولكن التحديات التي واجهتها كانت كبيرة جدا متمثلة بالتهديدات الإلكترونية على البنية التحتية وعلى العمليات المتبادلة وأمن المعلومات، حيث استهدف المتسللون معلومات قيمة من خلال الفضاء الإلكتروني المشترك الذي يسهم في تقدم الصناعة النفطية الأمر الذي استلزم استنهاض الهمم على كل المستويات لتهيئة المناخ نحو استيعاب متطلبات هذا العصر.
وأعرب الشيخ نمر الصباح في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن وزير النفط ووزير الكهرباء والماء د.خالد الفاضل خلال افتتاح مؤتمر(الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي بالكويت لعام 2019) عن سعادته للجهود الذي يبذلها كافة منتسبي القطاع النفطي وقطاع الكهرباء والماء وشركة إيكويت للبتروكيماويات وجميع القطاعات في الدولة لتحقيق رؤية الكويت لعام 2035 «نحو كويت جديدة».
وأشار الى أن القطاع النفطي يرتكز على 4 ركائز أساسية هي تحقيق مركز عالمي وبناء البنية التحتية وتطوير الرأس المال البشري الإبداعي والحفاظ على إدارة عامة فعالة، متطلعا لان يقوم مؤتمر «الأمن السيبراني» لدعم هذه الركائز الأربع.
وأضاف: «تعتبر مواجهة التهديدات على أمننا القومي من أهم أولويات الكويت لضمان سلامة وحماية مواطنيها، فالكويت حملت على عاتقها تعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني من خلال اقتراح تشريعات جديدة وتشجيع تبادل المعلومات بين الحكومة والقطاع الخاص إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية الإلكترونية للحفاظ على الاستدامة الكلية للدولة إلى جانب الشراكات والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الأخرى في الدولة».
وتابع قائلا: «التحديات متغيرة وتتغير من خلال تبني الحلول الذكية وبذل الجهود المشتركة ما بين القطاع الحكومي والخاص لبناء إستراتيجية رادعة تستند الى ركائز أساسية أهمها الدفاع والردع والتطوير، وأن النجاح يكمن في تعاون كافة الأطراف والتركيز على استمرار النتائج الملموسة التي تنعكس على صناعاتنا ومجتمعنا بشكل عام، فالهدف المنشود يكمن في تبادل الخبرات والاستفادة من الجهود المشتركة لتعزيز التدابير المنفذة في حماية اقتصادنا الرقمي».
أكبر قطاعات النفط
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية هاشم هاشم ان الكويت تضم واحدا من أكبر قطاعات النفط والغاز في العالم وبالتالي لم تكن مستثناة من التهديدات السيبرانية، ونجحت في الحفاظ على مرونتها وقدرتها في وجه هذه التهديدات، مشيرا الى زيادة الاستثمارات في تطوير أنظمة الحماية للبنية التحتية لتكون في أمان دائم ومواكبة أحدث المعايير المعتمدة عالميا في هذا المجال وتطوير القدرات والكفاءات والأنظمة التكنولوجية وتأهيل فرق متخصصة لتعزيز الحماية للنظم الرقمية.
وأوضح هاشم أن المؤتمر يهدف الى الحفاظ على أمن قطاع النفط والغاز من الهجمات والتهديدات السيبرانية، ويضم المؤتمر قائمة من المشاركين الاحترافيين والاختصاصيين من القطاعين العام والخاص في مجالات النفط والغاز، تكنولوجيا المعلومات، والتربية والتعليم، كما يشارك في المؤتمر طلاب وصحافيون وغيرهم من القطاعات المساندة.
وأشار الى انه منذ اختتام المؤتمر في نسخته الماضية، فإن ما تم تحقيقه من تطورات مميزة في مجال الأمن السيبراني ساهم في خلق قفزة نوعية في طرح حلول جديدة تهدف إلى تعزيز وزيادة مرونة الأنظمة التكنولوجية التي تستخدمها الشركات في مجال عملنا.
كما شهدنا أيضا ظهور تهديدات وأخطار جديدة أثر بعضها على استمرارية الأعمال في بعض المواقع حول العالم.
وقال هاشم انه مع التوجه المتزايد لتحول كثير من قطاعات العمل إلى الاعتماد على الأنظمة الرقمية لعملياتها كل عام، فإن التهديدات السيبرانية تتطور هي أيضا عاما بعد عام وتصبح أكثر ذكاء وقوة، ولذلك فإن الحل هو أن نكون جاهزين للعمل على الحد من هذه المخاطر من خلال التعرف على طرق وجودها، وعبر حماية أنفسنا ضد هذه المخاطر، وكذلك كيف نستجيب ونتعامل معها.
واستعرض هاشم في كلمته تقرير نشر حديثا عن مؤسسة Version لعام 2019 ومقرها في الولايات المتحدة، ظهر أن 16% من الجرائم السيبرانية تستهدف شركات القطاع العام، 52% منها هي عبارة عن عمليات قرصنة، بينما 33% منها يكون هجوما سيبرانيا ذا طابع اجتماعي، و28% يكون برمجيات خبيثة، و16% سوء استخدام من الأشخاص المخولين.
كما أشارت بعض الدراسات الأخرى الحديثة إلى أن 86% من التهديدات السيبرانية التي تصيب القطاعات الصناعية هي من النوع الذي يصنف أنه هجوم مستهدف، وتهدف هذه الجرائم السيبرانية إلى التلاعب بالفضاء الإلكتروني ومن ثم تقويض واختراق شبكات الشركات العادية والصناعية بهدف الوصول إلى بيانات حساسة لأغراض غير قانونية.