قال تقرير متخصص صادر عن شركة الوطني للاستثمار ان عام 2017 سيبقى ماثلا في الأذهان كعام حاسم للبورصة الكويتية حيث بدأت خلاله رحلة الترقية إلى مصاف الأسواق الناشئة. ويعتبر مؤشر فوتسي راسل أول من قام بإعادة تصنيف الكويت كسوق ثانوية ناشئة في سبتمبر 2017 ونفذ ذلك على مرحلتين في سبتمبر وديسمبر من عام 2018.
وقدرت «الوطني للاستثمار» حجم الأموال غير النشطة التي تم تدفقها جراء اضافة الكويت الى مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة بقيمة تراوحت بين 950 مليون دولار و1.1 مليار دولار. كما تلقت الكويت نحو 300 مليون دولار إضافية في مارس 2019 من التدفقات غير النشطة المرتبطة بمؤشر فوتسي بسبب إلغاء سقف ملكية الأجانب في البنوك الكويتية.
وبعد انضمام بورصة الكويت إلى مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة، أعلنت ستاندرد آند بورز عن عزمها على ترقية الكويت في ديسمبر 2018، لتدخل البورصة الكويتية إلى المؤشرات الرئيسية العالمية بتصنيف الاسواق الناشئة في سبتمبر 2019. وأخيرا، وضعت MSCI في يونيو 2019 شرطين لإتمام الترقية وهما توفير هيكل الحسابات المجمعة وتقابل حسابات الاستثمار قبل نوفمبر 2019. وستتخذ MSCI قرارا نهائيا في هذا الشأن قبل 31 ديسمبر 2019.
وحسب ما تم تداوله في هذا الشأن مؤخرا، فقد حققت هيئة اسواق المال تقدما ملحوظا بالتعاون مع بورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة على صعيد توفير المعيارين السالفي الذكر قبل الفترة الزمنية المحددة. وفي حال صدور إعلان إيجابي من MSCI في ديسمبر، سيتم إدراج الكويت في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة خلال المراجعة النصف سنوية للمؤشر في شهر مايو 2020. ومن المرجح أن يتراوح وزن الكويت في هذا المؤشر بين 0.60% و0.64% مما سيجذب تدفقات غير نشطة قد تصل إلى 3 مليارات دولار.
جدير بالذكر ان الكويت أحدث سوق خليجي ينضم إلى الاسواق الناشئة بعد قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وبشكل عام ترتبط عملية الترقية إلى الأسواق الناشئة بقدرتها على جذب تدفقات أجنبية أكبر، وهو ما يؤدي إلى تحسن عام في سيولة السوق. كما تساعد الترقية على تنويع قاعدة المستثمرين، وتزيد من جاذبية رأس المال في البلاد، وتحسن مستويات الشفافية وممارسات حوكمة الشركات.
وذكر التقرير أنه في 25 يونيو 2019، قررت MSCI ترقية الكويت إلى الاسواق الناشئة ولكن بشرط استيفاء معيارين قبل نوفمبر 2019، أولهما تعديل هياكل الحسابات المجمعة من خلال توسيع نطاقه ليشمل المستثمرين الأجانب، والثاني يتعلق بالسماح بعمليات تقابل حساب الاستثمار الواحد للمستثمرين الأجانب.
وفي وقت إصدار MSCI لبيانها الصحافي، كان يسمح فقط للكيانات المرخصة محليا بالتداول باستخدام حسابات مجمعة وكانت عمليات التقابل متاحة لبعض الحسابات المحلية المستثناة.
وجاء القرار بمنزلة مفاجأة للمشاركين في السوق، نظرا لأن هياكل الحسابات الشاملة غير متوافرة في أي من أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى المصنفة كأسواق ناشئة، كما ان تطبيق عمليات تقابل رقم المستثمر الوطني NIN للمستثمرين الأجانب من قبل المملكة العربية السعودية جاء فقط بعد ترقيتها إلى مصاف الاسواق الناشئة.
وما زالت الاسباب غير واضحة وراء تطبيق MSCI معايير أعلى على الكويت من حيث جاهزية السوق. ومع ذلك فقد أعلنت هيئة اسواق المال في أكتوبر 2019 عن اصدار قرارات بتعديل بعض أحكام اللوائح التنفيذية والقواعد المتعلقة بالحسابات المجمعة وعمليات تقابل حسابات عائدة لرقم مستثمر وطني (NIN) واحد وجعلهما متاحين أمام المستثمرين الاجانب.
وفي 12 نوفمبر 2019، أعلنت MSCI أنها تسعى لاستشارة آراء الأطراف المعنيين في السوق حتى 29 نوفمبر 2019 بشأن القرارات او التعديلات الجديدة التي سبق ذكرها.
وفي حالة الإعلان الإيجابي من MSCI في ديسمبر، من المرجح أن يكون وزن الكويت في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة حوالي 0.60%، ومن المتوقع أن ينتج عن ذلك تدفقات غير نشطة تبلغ حوالي 3 مليارات دولار، وهي أعلى بكثير من التدفقات غير النشطة التي بلغت حوالي مليار دولار أميركي نتيجة الترقية على مؤشر FTSE للأسواق الناشئة. ونتوقع أيضا أن الترقية المحتملة ستؤدي إلى تدفقات نشطة إضافية فضلا عن التدفقات غير النشطة. وتتألف القائمة المؤقتة المحدثة لمؤشر MSCI من 7 مكونات.
وأشار التقرير إلى انه يمكن ملاحظة تأثير مسيرة ترقية MSCI على السوق الكويتي بوضوح من خلال زيادة القيم المتداولة والتدفقات الأجنبية والأداء الذي شهده السوق حتى تاريخه.
وبخصوص القيم المتداولة، فقد تجاوزت تداولات السوق الكويتي 22 مليار دولار حتى نهاية أكتوبر 2019، اي نحو ضعف ما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وارتفع صافي التدفقات الأجنبية بقوة هذا العام إلى 1.74 مليار دولار حتى أكتوبر 2019 متجاوزا ثلاثة أضعاف التدفقات التي تلقاها السوق خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وحتى إذا تم إقصاء الـ 300 مليون دولار أو نحو ذلك من التدفقات غير النشطة نتيجة رفع حدود الملكية الأجنبية للبنوك في شهر مارس، فإن هذا لا يزال أعلى رقم قياسي للتدفقات الأجنبية على الإطلاق (بيانات بورصة الكويت تعود إلى عام 2008). وقد واصلت الكويت أداءها القوي حتى نهاية شهر نوفمبر من هذا العام، وارتفع مؤشر MSCI الكويت بنسبة 26.8% مقارنة بـ 4.4% لمؤشر MSCI لدول مجلس التعاون الخليجي و10.6% لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة.
ونعتقد أن ترقب إعلان إيجابي بشأن ترقية MSCI كان دافعا أساسيا وقويا لتفوق اداء سوق الكويت هذا العام، بالإضافة إلى تحقيق نتائج قوية لبعض القطاعات مثل البنوك.