محمود عيسى
ذكرت مجلة «ميد» ان فيروس كورونا يمثل تحديا فريدا من نوعه لشركات المقاولات في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعيش فيها أعداد كبيرة من العمال الأجانب ويقيم الآلاف منهم بصورة مختلطة في معسكرات وثكنات عمالية تابعة لهذه الشركات.
ونسبت المجلة الى مقاول بريطاني يعمل في دبي قوله: «إن رفاهية العمال وسلامتهم تعتبر الشغل الشاغل لنا في الوقت الحالي، حيث لدينا عدد كبير من العمال يعيشون في مرافق المخيم، وإذا أصيب شخص واحد منهم بالفيروس فإنه سرعان ما سينتشر في صفوف الباقين».
وأضافت المجلة انه على عكس المناطق الأخرى، حيث يأتي معظم عمال الإنشاءات عادة من المجتمع المحلي ويعيشون فيه، فإن عمال البناء في دول مجلس التعاون الخليجي هم من دول أخرى - معظمها من جنوب آسيا - ويقيمون في مرافق مخيمات وثكنات تكون في العادة في مناطق خارج المدن الرئيسية وهي بلدات مترامية الأطراف تضم آلاف الرجال الذين يتشاركون الغرف والمرافق المشتركة.
وقالت إن لدى شركات المقاولات الكبرى أعدادا من القوى العاملة تصل نحو 20 ألف رجل يقيمون في مجموعة متنوعة من المخيمات بالقرب من مواقع المشروعات التي يعملون فيها.
وقال مسؤول آخر في شركة مقاولات: «ان الفيروس، من الناحية التشغيلية يمثل تحديا فريدا، فإذا تم إغلاق أحد معسكراتنا بسبب الفيروس، فإننا سنخسر نسبة كبيرة من القوى العاملة لدينا، وهذا سيؤثر على تقدم الكثير من مشاريعنا».
ويضيف المقاول البريطاني ان التحدي قد أصبح أكثر تعقيدا بسبب الطبيعة المزدحمة لمواقع البناء، وربما تكون حماية عمالنا أسهل بكثير لو كنا الشركة الوحيدة التي تعمل في الموقع، لكن هذا ليس هو الحال. ففي المشاريع الكبرى، هناك مئات الشركات التي تعمل معا في المواقع وهي على اتصال وثيق بعضها بعض، ولكن كل شركة معنية بعمالها.