المحلل المالي
تخيم أزمة وباء «كورونا» بظلالها على اداء الأسهم المدرجة في بورصة الكويت منذ بداية العام، وخاصة الأسهم القيادية وقطاع البنوك، حيث ادى الاغلاق الاقتصادي الذي صاحب هذه الأزمة تسجيل الاسهم الكويتية خسائر، ما ضغط عليها للتراجع وتسجيل خسائر بالقيمة السوقية للشركات والبنوك المدرجة في البورصة.
فعلى سبل المثال، بعد ان ارتفعت القيمة السوقية لقطاع البنوك بحوالي 6 مليارات دينار خلال 2019 لتسجل نهاية السنة حوالي 22 مليار دينار، تراجعت القيمة السوقية للقطاع منذ بداية عام 2020 وحتى 28 مايو الماضي، بنحو 5 مليارات دينار اي ما نسبته 22.6% لتسجل القيمة السوقية للقطاع حوالي 17 مليار دينار.
وعلى الرغم من الضغوط التي تشكلها أزمة «كورونا» على أسهم البنوك الكويتية، إلا انها تكشف عن فرص استثمارية جيدة طويلة الأمد للمستثمرين بهذه الأسهم، وذلك إذا نظرنا الى مكررات ربحية القطاع الذي يتداول عن مستويات جيدة وتكشف عن فرص استثمارية واعدة.
كذلك بالنظر الى الخطوات الحكومية التي بدأ بالفعل تنفيذها مع بداية شهري يوينو الجاري، بتطبيق أولى مراحل عودة الحياة لطبيعتها تدريجيا، فهناك مؤشرات على تحسن أداء القطاع المصرفي في البورصة، وعودة أسهمه للارتفاع من جديد، ما يؤشر على أن الفرص حاليا سانحة للاستثمار في الأسهم الكويتية، وتحقيق عوائد استثمارية جيدة من هذا الاستثمار بالمدى البعيد.
فرص جيدة
وبالتزامن مع الانخفاض الحاد في اسهم البنوك، والارتفاع المتوسط في صافي ارباح 2019، تحسنت تقييمات القطاع (مكررات الربحية ومضاعف السعر الى القيمة الدفترية) الى مستويات مناسبة تشكل فرصا استثمارية طويلة الاجل.
ووفقا لرصد لـ «الأنباء» لأسهم البنوك، يتبين أن القطاع يتداول حاليا عند مكرر ربحية 14 مرة على اساس ارباح 2019، بالمقارنة مع معدل 18 مرة للعام السابق، بينما بلغ مضاعف السعر الى القيمة الدفترية 1.56 مرة، بعد ان سجل 1.95 مرة في 2019 و1.6 مرة لعام 2018.
اما عائد التوزيعات النقدية للقطاع عن 2019، فقد ارتفع الى 3.3%بعد ان كان في مستوى 3% لعام 2018، ويتداول بنك برقان عند مكرر ربحية 6 مرات بعد ان سجلت 9.9 مرات قبل الهبوط، ويعتبر الافضل بين البنوك الكويتية، بينما يتداول البنك «الاهلي المتحد - البحرين» عند مكرر ربحية 8 مرات، وهي معدلات تعتبر افضل عند المقارنة مع معدلات القطاع والبورصة.
اما بنك بوبيان، الاعلى نموا في ارباحه وايراداته ومحفظته الائتمانية، فمكرر الربحية لديه لايزال الاعلى بين البنوك عند 24.7 مرة نزولا من 27.6 مرة قبل الانخفاض في اسهمه، اما البنك الوطني فيتداول عند مكرر ربحية 13 مرة و«بيتك» عند 19 مرة.
الأزمة المالية
ومن المتوقع ان ترتفع مكررات الربحية المستقبلية بشكل ملحوظ لحدود الـ 20 مرة للقطاع عند تسجيل الخسائر الناتجة عن الاغلاق الكلي والجزئي.
اما عند مقارنة نسبة الخسائر الملحوظة في اسعار اسهم البنوك منذ بداية السنة الحالية بالانهيار الذي حدث في عام 2008 (عام الأزمة المالية العالمية)، يتبين ان أكبر الخسائر التي لحقت باسهم البنوك التي سجلتها في 2008 تراوحت بين 40% و70% لجميع البنوك المدرجة.
بينما تتراوح الخسارة حاليا بين 6% و33% لاسهم البنوك، مما يدل على الاختلاف بين الازمة المالية التي ضربت البنوك في 2008 وبقيت تداعياتها لفترة 10 سنوات، بينما الازمة الحالية فبالرغم من الخسائر المحدودة في اسعار الاسهم منذ بداية السنة الحالية، الا ان عملية احصاء الخسائر لم تبدأ بعد ليتبين حجم تأثير الازمة الصحية على ايرادات الشركات ومراكزها المالية، وخاصة البنوك والتخوف من احتمال امتداد الازمة لفترة اطول مما هو متوقع.