بعد توسع في تجارة الغاز الطبيعي المسال ولمدة ثلاثة عقود متصلة دون انقطاع، ولأول مرة تعاني هذه السلعة من انخفاض، فهذا هو الانخفاض الأول الذي يعد بمنزلة النادر في التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال، ويعتبر «الفرامل» الأولى التي قد توقف التوسع في صناعة الغاز الطبيعي منذ عام 1980. ويأتي ذلك في ظل انضمام دول جديدة إلى السوق، إما كونهم مصدرين مثل بيرو واليمن، أو مستوردين مثل الكويت وماليزيا، وفقا لصحيفة الفايننشال تايمز.
وذكرت احصائية عن الطاقة العالمية 2013 اعدتها بريتش بتروليوم أن التجارة في الغاز الطبيعي المسال ـ تحول الغاز الطبيعي إلى سائل فائق التبريد بحيث يمكن شحنه ـ انخفضت بنسبة 0.9% في عام 2012 حتى بعد شراء اليابان لكميات قياسية من السلع لتعويض انخفاض توليد الطاقة النووية جراء حادث مفاعل فوكوشيما النووي.
ويأتي هذا الانكماش في أعقاب عدة سنوات من النمو القوي سنويا. وتشير تقديرات مجموعة بريتش غاز bg للغاز الطبيعي، والمدرجة في لندن الى أن تجارة الغاز الطبيعي انخفضت إلى 239 مليون طن خلال العام الماضي، بانخفاض 3 ملايين طن من 242 مليون طن عام 2011، في المقابل، فان تجارة الغاز الطبيعي توسعت بقوة خلال عامي 2009 و2010 مسجلة زيادة قدرها 40 مليون طن و19 مليون طن على التوالي، كما توسعت قطر في الإنتاج والتصدير.
وتعود معاناة انخفاض تجارة الغاز الطبيعي المسال إلى انخفاض الطلب في أوروبا في ظل الأزمة الاقتصادية والتحول إلى حرق الفحم في محطات الطاقة الذي يعد أقل تكلفة مقارنة بالغاز الطبيعي المسال.ويعد هذا الانخفاض في تجارة الغاز الطبيعي العام الماضي بمنزلة صورة على شاشة، حيث ان هناك الكثير من البلدان انضمت لسوق الغاز الطبيعي، فهناك نحو 30 دولة انضمت كدول مستوردة للغاز الطبيعي، لكن الرقم قابل للزيادة حيث ان هناك دولا بما فيها باكستان والسلفادور وأوروغواي وجنوب افريقيا وكرواتيا والفلبين وجامايكا وليتوانيا تخطط لبناء محطات استيراد، وكذلك قائمة الدول المصدرة، فمع بداية هذا الصيف بدأت أول محطة في أنغولا بعد أكثر من عام من التأخير، بالاضافة إلى قبرص ودول شرق أفريقيا، بما في ذلك موزمبيق وتنزانيا.
وتتوقع مجموعة بريتش غاز bg نموا في تجارة الغاز الطبيعي خلال العام الحالي بقيمة 5.4 ملايين طن، بدعم من الصادرات من أنغولا ومحطات جديدة في أستراليا، والواردات من سنغافورة وماليزيا.