- الممارسات البشرية تؤثر سلباً على تكاثر الكائنات والنباتات وتؤدي إلى تكسر الشعاب المرجانية في الجزر الكويتية
- الجزر الشمالية أفضل بيئياً من «الجنوبية» لعدة أسباب ولدينا مشاريع عدة للحفاظ عليها
- الحبس سنة وغرامات تتراوح بين 500 و5000 دينار لمخالفات التعديات على الجزر
- وصف أوضاع الجزر البيئية بالمتدهورة «مبالغ فيه» ولابد من زيادة الوعي البيئي للحفاظ عليها
دارين العلي
اعتبرت مدير إدارة التنوع الأحيائي في الهيئة العامة للبيئة لينا العوضي أن وصف أوضاع الجزر الكويتية بالمتدهورة بيئيا مبالغ فيه، مؤكدة انه بالرغم من مواجهة الجزر بعض التحديات وحاجتها للعناية وتشديد الرقابة عليها وزيادة الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين للحفاظ عليها، إلا أنها بشكل عام تعتبر بحالة جيدة.
وأعلنت العوضي في لقاء خاص مع «الأنباء» عن التوجه لإعلان بعض الجزر كمحميات طبيعية أسوة بالأجزاء الشمالية من جزيرتي بوبيان ووربة، حيث تحولتا إلى «محمية مبارك الكبير الطبيعية» بقرار من المجلس الأعلى للبيئية، وهي محمية بحرية.
ولفتت العوضي في لقاء خاص مع «الأنباء» إلى أن أوضاع الجزر الشمالية بيئيا أفضل من الجنوبية، حيث تتعرض هذه الأخيرة لممارسات بشرية تؤثر على الغطاء النباتي لها، وتقلل من فرصة تكاثر الكائنات فيها مثل الطيور أو السلاحف عدا عما تتعرض له الشعاب المرجانية من تكسير بسبب إلقاء مراسي القوارب.
وتحدثت العوضي عن المخالفات التي يتم رصدها في الجزر والعقوبات المترتبة عليها والتي قد تصل إلى حد الحبس إضافة إلى غرامات مالية تصل إلى 5 آلاف دينار.
وتطرقت العوضي خلال اللقاء إلى الإجراءات التي تطبقها الهيئة العامة للبيئة للحفاظ على سلامة الجزر والمشاريع المستقبلية التي تهدف إلى تحقيق ذلك، فإلى التفاصيل:
بداية ما أوضاع الجزر الكويتية حاليا من الناحية البيئية؟ وأي الجزر تعاني تدهورا بيئيا ملحوظا؟
٭ رغم أن الجزر الكويتية تواجه بعض التحديات البيئية إلا أنه لا يمكننا القول انها متدهورة بيئيا، نعم يلزم بعض العناية وتشديد الرقابة على الجزر وزيادة الوعي البيئي للمواطنين والمقيمين للحفاظ الجزر والتنوع الأحيائي فيها، لكن من المبالغ فيه أن توصف بأنها متدهورة بيئيا، فبشكل عام الجزر في حالة جيدة.
علما انه تم تخصيص الجزء الشمالي من جزيرة بوبيان وجزيرة وربة كمحمية طبيعية تحت اسم «محمية مبارك الكبير الطبيعية»، وهي محمية بحرية قائمة حسب قرار المجلس الأعلى للبيئة رقم 7 لسنة 2016.
ما الأسباب التي تؤدي إلى تراجع وضع الجزر بيئيا خصوصا فيما يتعلق بالأنشطة البشرية؟
٭ يعتبر الضغط البشري أحد الأسباب التي تؤثر سلبيا على الحياة الفطرية في الجزر والمناطق المحيطة بها، وبالأخص على الجزر الجنوبية، حيث إن تواجد الأشخاص على الجزر ممكن أن يؤثر على الغــطاء النباتي للجزر، كما يمـــنع أو يقلل من فرصة تكاثر الكائنـــات فيــها مثل الطيور أو الســـلاحف التي تعشش على بعض الجزر، كذلك تتعرض الشعاب المرجانية للتكسير أثناء إلقاء المراسي من قبل أصحاب القوارب، كما أن إرساء القوارب على الشاطئ مباشرة قد يؤدي إلى انجراف التربة والذي بدوره له أثر سلبي على نحر وتعرية سواحل الجزر، أضف إلى ذلك إلقاء النفايات من قبل رواد الجزر والتي تؤثر على المنظر الجمالي للمكان بالإضافة لتلويث البيئة وتعريض الكائنات الحية للمخاطر.
إجراءات للحماية
قامت الهيئة بعدة مشاريع وإجراءات لتفادي التأثيرات السلبية على الجزر ما هي أهم هذه الإجراءات؟
٭ قامت الهيئة العامة للبيئة بإصدار قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 والمعدل بعض أحكامه بقانون رقم 99 لسنة 2015 والذي من شأنه حماية البيئة والتنوع الأحيائي فيها.
وقد تم تثبيت عدد من المرابط البحرية حول الجزر الجنوبية بالتعاون مع المبرة التطوعية البيئية لحماية الشعاب المرجانية حول الجزر الجنوبية.
كما اننا نقوم بتقييم للأوضاع البيئية على بعض الجزر وما حولها، والتأكد من صحة وسلامة الأحياء والمستعمرات المرجانية، بالإضافة إلى عدد من الحملات التوعوية لرواد الجزر للمحافظة على نظافة الجزر وكذلك على ضرورة المحافظة على الكائنات الحية المتواجدة هناك وعدم التعرض لأعشاش الطيور والسلاحف أو النباتات، بالإضافة إلى القيام بحملات لرصد التعديات ومخالفة الأشخاص المتسببين.
إلى أي مدى ساهمت هذه الإجراءات بتحسين الوضع البيئي للجزر؟
٭ بلا شك، ساهمت جهود وإجراءات الهيئة العامة للبيئة في تحسين الوضع البيئي، لكن لايزال هناك طموح لرؤية المزيد من التحسن مستقبلا، وهنا نؤكد على أهمية وعي الجمهور وتعاونهم معنا في حماية الجزر والبيئة البحرية بشكل عام.
بيئات مختلفة
تتميز الجزر الكويتية بالتنوع الأحيائي، فكيف تصفين هذا التنوع حاليا وهل يتم اتخاذ الإجراءات الخاصة بحمايته من التعديات؟
٭ يختلف التنوع الأحيائي من جزيرة إلى أخرى حسب بيئاتها، فجزيرتا وربة وبوبيان تتميزان بطبيعتهما الطينية، لذا يمكن رصد أسماك نطاط الوحل (بوشلمبو) وبعض أنواع سرطانات البحر بكثرة هناك، بالإضافة إلى العديد من الطيور، كما يمكن مشاهدة الدلافين حول المنطقة، في حين أن الجزر الجنوبية تتميز بوجود الشعاب المرجانية حولها وما يصاحب ذلك من كائنات بحرية أخرى، كما تعشش السلاحف البحرية وبعض الطيور هناك أيضا.
وبشكل عام، وضع الجزر الشمالية أفضل من الجنوبية، لأن جزءا منها يعتبر محمية طبيعية، كما ساهم بعدها وطبيعتها الطينية في حمايتها حيث إنه من الصعب الوصول إليها، على عكس الجزر الجنوبية التي يرتادها العديد من الناس.
أما الإجراءات المتبعة في حمايتها فهي تطبيق قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 والمعدل بعض أحكامه بقانون رقم 99 لسنة 2015 من قبل الجهات المختصة وأيضا المراقبة الدورية للجزر.
نصوص قانونية
ما المخالفات والغرامات التي أوردها القانون البيئي فيما يخص حماية الجزر؟
٭ لا يوجد قانون خاص بالجزر ولكن قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 والمعدل بعض أحكامه بقانون رقم 99 لسنة 2015 تكفل في بعض مواده في حماية البيئة البحرية والتنوع الأحيائي فيها بالإضافة إلى حماية المحميات الطبيعية.
فعلى سبيل المثال المادة 100 من قانون حماية البيئة والتي تختص بالمحافظة على التنوع الأحيائي تنص على: «يحظر صيد أو قتل أو إمساك أو جمع أو إيذاء أو حيازة أو نقل الكائنات الفطرية البرية والبحرية حية كانت أو ميتة أو المساس بصغار هذه الكائنات أو بيضها أو أعشاشها أو موائلها، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون أنواع وأعداد الكائنات المسموح صيدها في مواسم وأماكن محددة، ويستثنى من ذلك الصيد للأغراض العلمية بعد موافقة الجهات المعنية المختصة بالتنسيق مع الهيئة».
كما أن المادة 105 من قانون حماية البيئة والمتعلقة بالمحميات الطبيعية تنص على: «يحظر إدخال أي نوع من الحيوانات أو النباتات التي لا تنتمي إلى البيئة في المحميات الطبيعية أو القيام بأي عمل من شأنه عرقلة الجهود المبذولة للمحافظة على البيئة الطبيعية بصفة عامة أو المساس بها أو التعرض أو الإضرار بالكائنات البرية أو البحرية داخل المحميات أو إتلاف محتوياتها بأي شكل من الأشكال».
أما في شأن العقوبات على من خالف تلك المواد 100 و105 فيعاقب كل من يخالف هذه المواد بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تقل عن 500 دينار ولا تزيد على 5 آلاف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين مع مصادرة الكائنات الفطرية المضبوطة وكذلك الأدوات المستخدمة.
ما المشاريع المستقبلية الخاصة بالجزر؟
٭ يوجد مقترح بإعلان بعض الجزر كمحميات طبيعية وجار حاليا عمل الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص، كما يتم العمل حاليا على زيادة عدد المرابط البحرية حول الجزر الجنوبية بالتعاون مع المبرة التطوعية البيئة، وهناك توجه لزراعة نباتات القرم في بعض الجزر وقد تم ذلك قبل أيام في جزيرة بوبيان، بالإضافة إلى العمل على رصد وتوثيق الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي في الجزر الكويتية.
الجزر الكويتية.. تنوع في التكوين والمساحة والمميزات
تتميز الكويت بعدد من الجزر التي تمتد في مياهها الإقليمية ولكنها تختلف في تكوينها ومساحاتها وهناك 9 جزر، جميعها تقع ضمن محافظة العاصمة، فيما عدا جزيرتي بوبيان ووربة اللتين تقعان ضمن محافظة الجهراء.
ولم يسكن الكويتيون أي جزيرة، فيما عدا جزيرة فيلكا، إلا أنها أصبحت غير مأهولة بالسكان بعد الاحتلال العراقي، وهذه الجزر هي:
٭ جزيرة بوبيان: تقع في أقصى شمال غرب الخليج العربي بالقرب من الشمالي الشرقي للكويت، تعد أكبر جزيرة كويتية وثاني أكبر جزيرة في الخليج العربي وتبلغ مساحتها 5% من المساحة الكلية للكويت وهي 890 كم2 و60% منها مناطق محمية.
٭ جزيرة فيلكا: هي الجزيرة الوحيدة التي استوطنها الكويتيون. وتقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي على بعد 20 كيلو مترا من سواحل مدينة الكويت.
كانت الجزيرة محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي.
يعتقد بأن إحدى الكلمات التي اشتق منها اسم «فيلكا» هي الكلمة الاغريقية «فيلاكيو» التي تعني نقطة تمركز أو موقع بعيد.
٭ جزيرة وربة: تقع في شمال الكويت قبالة السواحل العراقية، حيث تبعد مسافة كيلو متر واحد عن الساحل العراقي. ترجع تسميتها نظرا لشكلها المنخفض والمائل.
تتميز بمجموعة كبيرة من الأخوار التي تغطى عادة بمياه المد، فتربتها رملية، وسواحلها طينية منخفضة. تعتبر الجزيرة محمية جيدة للطيور بعد أن تم تجفيف الأهوار.
ويعد طائر النورس من الطيور المائية التي توجد عند المسطحات والسواحل الطينية معظم أيام السنة. ومن أهم الحيوانات المائية التي توجد عند سواحلها الطينية هي الحيوان المائي (بوشلمبو).
٭ جزيرة كبر: هي جزيرة رملية، صغيرة الحجم، سواحلها منخفضة، وهي غير مأهولة وخالية من السكان.
تبعد جزيرة كبر نحو 34 كيلو مترا إلى الشرق من مدينة الفحيحيل، وهي من أجمل الجزر الكويتية، حيث تكثر بها الشعاب المرجانية وتتميز بمياهها الهادئة الصافية ورمالها الناعمة وكثرة أسراب الطيور النادرة مثل طيور الخرشنة، سميت بكبر لوجود نبات الشفلح الأحمر اللون الذي يسمى أيضا بالكبر.
٭ جزيرة عوهة: هي جزيرة صغيرة تقع إلى الجنوب الشرقي من جزيرة فيلكا، وتبعد عنها حوالي 4 كيلو مترات. وهي من أفضل الأماكن في الكويت التي يتكاثر بها سمك الهامور.
٭ جزيرة أم المرادم: هي جزيرة بيضاوية شواطئها منخفضة وعميقة، تقع في أقصى الطرف الجنوبي للحدود البحرية الكويتية مع المملكة العربية السعودية.
اشتهرت هذه الجزيرة منذ القدم بوجود اللآلئ، فقد كانت سفن الغوص تتجه نحو سواحلها وبحرها للبحث عن المحار. وتكثر بها طيور النورس وطائر البشروش، كما تستوطن بعض جزرها الطيور النادرة مثل طائر الفلامنجو.
٭ جزيرة مسكان: جزيرة صغيرة تقع في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة فيلكا، فتبعد عنها مسافة مقدارها 3.3كم. وتتميز الجزيرة بمجموعة كبيرة من الطيور والسلاحف البحرية والتي تسبح حول سواحل الجزيرة.
٭ جزيرة قاروه: وهي أصغر الجزر الكويتية مساحة وأكثرها توغلا داخل البحر، حيث تبعد عن ساحل الزور 37.5 كم.
وهي جزيرة رملية تحيط بها من جميع الجهات مياه زرقاء قليلة العمق نسبيا، والجزيرة لا ترى من مسافات بعيدة نظرا لانخفاضها. تسكن الجزيرة أسراب كثيرة من الطيور البحرية المتنوعة.
٭ جزيرة أم النمل: تقع في الجهة الشمالية الغربية من الكويت داخل الجون. اكتشف فيها آثار إسلامية ترجع إلى العهد العباسي، ومواقعها الأثرية أقدم من آثار جزيرة فيلكا.
ويقال إنها سميت بهذا الاسم لكثرة تواجد النمل فيها صيفا. تتكاثر قرب شواطئها في معظم شهور السنة أنواع عديدة من الأسماك والأحياء المائية المختلفة مثل سرطان البحر ونطاط الوحل (بوشلمبو) والمحار، بالإضافة إلى أنواع جيدة من الأسماك مثل الميد والصبور والروبيان.