- أم فيصل: المنقطة حيوية وتتوافر فيها جميع الخدمات لكن تنقصها بعض الجماليات
- الثويني: المهبولة مشروع مكرر لخيطان سابقاً والجليب حالياً بسبب كثرة العمالة
محمد الدشيش
منطقة المهبولة في محافظة الأحمدي التي يقطنها مجموعة كبيرة من الوافدين والعاملين لدى الشركات، وفيها قلة من المواطنين والعائلات كانت اول منطقة تم عزلها عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» وتفشي الإصابات بأعداد كبيرة وخوفا من انتقال العدوى فيما بينهم بسبب الكثافة السكانية.
واليوم المهبولة من بعد العزل هي الآن تحت الحظر الجزئي كباقي مناطق الكويت، وللوقوف على أحوال المنطقة وسكانها فقد جالت «الأنباء» فيها على مدى ثلاث ساعات والتقت عددا من سكان المنطقة من كل الأطياف والأعمار من مواطنين ومقيمين، واستمعت لآرائهم وانطباعاتهم حول الإجراءات الصحية المتبعة وكيفية معايشتهم للحظر الجزئي وآثاره عليهم مقارنة بالحظر الكلي وبفترة العزل التي كانت مفروضة عليهم سابقا، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال ابوعبدالله الكندري، وهو من سكان هذه المنطقة منذ 8 سنوات: وين كنا ووين صرنا، بالعزل كنا في حالة ومع الحظر كنا في حالة، وللعلم ان المهبولة هي اول منطقة تم عزلها وآخر منطقة رفع عنها العزل بسبب الكثافة السكانية الكبيرة فيها، ولا ألوم الحكومة في اجراءاتها الصحية التي تتخذها في البلاد عموما والمهبولة بشكل خاص لمواجهة هذا الوباء، ومنطقة المهبولة تم استغلالها من طرفين الاول تجار العقارات والثاني أصحاب الشركات الذين اتوا بالعمالة العاملة لديهم وقاموا بتكديسهم بأعداد كبيرة وفي بناية واحدة لكل شركة، حيث وصل عدد ساكني بعض الشقق بالعمارة الواحدة إلى 30 شخصا واكثر من 500 شخص في البناية الواحدة وبسبب هذا التكدس ازدادت اعداد الاصابات في المنطقة، كما أضر ذلك بسكان المنطقة والمناطق المجاورة أيضا.
رخص الإيجارات
كما التقينا ام فيصل العنزي، وهي تملك شقة بالمنطقة، حيث قالت لـ «الأنباء»: منطقتنا شرحة وحيوية ولكن بسبب كورونا وإجراءات العزل والحظر فقد عانينا الامرين بسبب كثرة الاصابات بالمنطقة وكذلك كثرة العمالة فيها، ولكن المنطقة بصفة عامة تجد فيها كل ما تريد من محلات تسوق وسوبرماركت وبعض الدوائر الحكومية وهي منطقة مناسبة للسكن لجميع الفئات بسبب توافر الشقق بها ورخص الايجارات، اما عن العزل والحظر فقد كانت المنطقة شبه عسكرية بسبب كثرة العسكر من جيش وشرطة إضافة إلى منظر الاسلاك الشائكة المحيطة بها.
وبسؤال ام فيصل عن نسبة الكويتيين في المنطقة تقريبا، قالت ان هناك اعدادا كبيرا من المواطنين، البعض منهم يمتلك شققا بالمهبولة ويسكنون فيها لفترة قصيرة ومن بعدها يقومون باستثمارها، وكلمتي الاخيرة إلى حكومتنا أن تراعي الاهتمام بالمنطقة من الناحية الجمالية.
المواطن غريب
كذلك تحدث عبدالمحسن الثويني فقال: المهبولة هي مشروع مكرر لمنطقة خيطان سابقا، ومنطقه الجليب حاليا بسبب الكثافة السكانية من العمالة الوافدة، فقط انظر إلى شوارعها ومن يمشون فيها فعندما تجد بها مواطنا تشعر كأنه غريب في وطنه لقلة المواطنين المتواجدين فيها.
عمارات فارغة
والتقينا مع محمد عبدالاله، وهو صاحب مكتب عقار، حيث قال: اننا في المهبولة منذ 15 سنة والمهبولة كانت غير، وفي فترة العزل كانت غير، وحاليا خلال مرحلة الحظر غير، فاليوم يوجد بالهبولة فنادق 5 نجوم ومستشفيات كبرى وسكان من اغلب الجنسيات العربية والآسيوية واثناء فترة العزل الجميع عانى، واكثر من عانى هم العائلات قبل العزاب بسبب امتداد العزل لأكثر من 3 أشهر، ولكن حاليا المهبولة غير بسبب رحيل عمالة الشركات ونسبة كبيرة من العائلات بسبب خوفهم من تكرار فرض العزل على المنطقة، وقد رحلوا إلى مناطق مجاورة، واليوم الشوارع لا يوجد بها ازدحام ونسبة كبيرة من الشقق فاضية، وهناك بعض البنايات فارغة بالكامل.
جهود خيرية
وأضاف عبدالإله: خلال ايام العزل عشنا اول شهر اكثر معاناة من باقي فترة العزل بسبب عدم ثقة السكان بتوافر السلع، الكثيرون قاموا بتكديس المستلزمات في منازلهم مما سبب نقصا في بعض الاصناف، وبعد تأكدهم من ان جميع المواد متوافرة بالدولة عادت الحياة إلى المنطقة وتوافرت جميع المستلزمات في الاسواق. وخلال فترة العزل لا ننسى جهود الجمعيات الخيرية المتواجدة طيلة الأشهر الثلاثة للعزل، إذ وفرت الوجبات الجاهزة للعمالة وقامت بتوفير وتوزيع السلال الغذائية على العائلات وبذلوا مجهودا كبيرا يشكرون عليه.
مهن مختلفة
وخلال جولة «الأنباء» التقينا كذلك مع بعض العاملين في محلات المهبولة وبمهن مختلفة من تصليح سيارات ومحلات هواتف وخضار وبقالات وغيرها، وأجمعوا على أنهم كانوا متخوفين خلال فترة العزل من ان العزل سيدوم وان الوباء سيقضي عليهم، ولكن الحمد لله انها فرجت، وقال مكريف، وهو صاحب محل سوبر ماركت، ان جميع السلع كانت متوافرة خلال فترة العزل ولكن بسبب عدم وجود تصاريح لبعض المندوبين التي تستخرج من وزارة الداخلية حصل بعض النقص في بعض السلع ولفترة محدودة، وحاليا في فترة الحظر الجزئي جميع السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية متوافرة وبكثرة وبأنسب الأسعار والإقبال من الزبائن طبيعي جدا، وذلك بسبب ثقة الناس بالإجراءات الحكومية وبحرص الجهات المعنية على سلامة الناس وتأمين جميع مستلزمات الحياة.
أما بشار وهو صاحب كراج فأوضح ان المعاناة كانت صعبة خلال فترة العزل وما بعدها معاناة، وحتى لو توافرت المواد الغذائية لم تكن مع الناس سيولة مادية لشرائها بسبب توقف الكثير من الأنشطة ومنها اعمال صيانة السيارات بسبب العزل والحظر، أما الآن ومع الحظر الجزئي فالحياة تقريبا شبه طبيعية والناس يمارسون أعمالهم وإن كانت هناك بعض الأنشطة المتضررة بسبب طبيعة عملها وأوقات إقبال الناس عليها.
كذلك تحدث جيمس، وهو بريطاني مقيم في المهبولة منذ 10 سنوات تقريبا، قائلا انه لم يغادر المنطقة لأنه اعتاد عليها وهو مع الالتزام الكامل بالاشتراطات الصحية بما يحفظ صحة وسلامة الناس في هذه الظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها العالم ككل.
تطعيم ووعي
بدوره، قال احمد المصري، صاحب محل للهواتف ومن سكان المنطقة: اليوم ومع الحظر نحن افضل حالا من فترة العزل التي كانت اغلب المحلات فيها مغلقة واصحاب العقارات يطالبوننا بالايجارات، وبعضهم لم يكن يراعي توقف الأعمال مما ألحق بالكثيرين أضرارا مادية ومعنوية.
وأضاف أحمد: ورغم الحظر الجزئي إلا أننا نستبشر خيرا بالإجراءات الحكومية وبإقبال الناس على تلقي التطعيم ونرى أن هناك ارتفاعا في الوعي من بين مختلف شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين لأهمية اللقاح كي نحمي أنفسنا وأهلنا والمحيطين بنا، فالسلطات الصحية وجميع الجهات المعنية لم يقصروا في تقديم كل ما يمكن لتخفيف آثار هذه الجائحة العالمية، ونسأل الله زوال هذا الوباء قريبا.
رئيس النقطة الأمنية المستحدثة في «المهبولة» المقدم مشعل المطيري: كنا سابقاً نستقبل 10 بلاغات يومياً وحاليا لا نتجاوز الـ 8 بلاغات بالشهر
أجرت «الأنباء» اتصالا هاتفيا مع رئيس النقطة الأمنية المستحدثة في المنطقة المقدم مشعل المطيري ليطلعنا على حال المنطقة في فترة العزل الكلي الذي كان مفروضا عليها وخلال فترة الحظر الجزئي الحالية، حيث قال: قمنا بوضع نقطة امنية كاملة لإدارة البلاغات الامنية التي نتسلمها بالمنطقة، فبعد ان كانت المنطقة سابقا تابعة لمخفر شرطة الفنطاس، واليوم الأوضاع الامنية شبة مستقرة وسابقا كنا نتسلم اكثر من 10 بلاغات متنوعة يوميا وحاليا قد لا تصل الحالات بالكثير إلى 8 بلاغات في الشهر، والتواجد الامني على مدار الساعة لمتابعة المنطقة التي يقطنها اكثر من 350 الف نسمة، وادعو جميع السكان من مواطنين ووافدين إلى التعاون معنا ومع الجهات الحكومية والمعنية واتباع الارشادات والاحترازات الصحية لسلامة الجميع لأن كل ما نقوم به لصالحهم ومن أجلهم.