- من أبرز الصعوبات أن الأماكن التي تم تحويلها لمحاجر غير مهيأة لتكون مستشفيات ميدانية
- البصري: نتمنى من الجميع الإحساس بالمسؤولية والإنسانية معاً في التعامل مع أزمة «كورونا»
- بعض المرضى ليس لديهم الوعي الكافي أو أدنى إحساس بالمسؤولية ويطلبون طلبات فندقية
- الشمري: إدخال بيانات المرضى لاستخراج تاريخ المسحة ومن ثم تحديد نهاية فترة الحجر
- صادقي: نناشد الجميع الالتزام بتعليمات الصحة وأهمها التباعد الاجتماعي وعدم المخالطة
- عبدال: الأدوية متوافرة في الصيدلية وعند حدوث أي نقص نقوم بالتواصل مع مستشفى العدان
- باقر: الهيئة التمريضية تقدم الرعاية اللازمة للمصابين وتتابع حالتهم الصحية على مدار اليوم
- الراشد: من مهام الفريق الإداري إدخال بيانات المرضى والتأكد من وصول الوجبات الغذائية
آلاء خليفة
منذ بداية ازمة فيروس كورونا المستجد في الكويت، يواصل «الجيش الأبيض» الليل بالنهار من اجل السيطرة على الوباء والحد من انتشاره ومعالجة المصابين به وتوعية المجتمع بطرق وأساليب الوقاية منه، جهود عظيمة يبذلها الكادران الطبي والإداري في مختلف المواقع من مستشفيات ومحاجر صحية وغيرها، تعمل تلك الأيادي البيضاء كخلية نحل شكلت سدا منيعا لمواجهة هذه الجائحة، جهودا تستحق ان نرفع لهم القبعة تقديرا واجلالا لابطال الصفوف الامامية لدورهم العظيم خلال الازمة.
ورغبة في التعرف على ذلك الدور عن كثب، زارت «الأنباء» محجري الجون وسيشل واللذين تحولا الى مستشفى ميداني للمصابين بفيروس كورونا المستجد، حيث البعض يعانون من اعراض خفيفة والبعض لا تظهر عليه اعراض وآخرون لديهم امراض مزمنة، حيث يقوم الكادر الطبي والإداري بالتعامل مع تلك الحالات على مدار اليوم، كما التقينا رئيسة محجري الجون وسيشل د.اسيل الصابري وعددا من الأطباء والصيادلة والهيئتين التمريضية والإدارية ومسؤولي الخدمات الفندقية، الذين ناشدوا الجميع بالالتزام بتعليمات وارشادات وزارة الصحة والحرص على اتباع الاجراءات الوقائية وتطبيق التباعد الاجتماعي وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قالت استشاري طب العائلة ورئيسة محجري الجون وسيشل د.اسيل الصابري ان المحاجر حاليا تضم الحالات الإيجابية من مرضى فيروس كورونا المستجد، لافتة الى ان مع بداية الأزمة كان هناك محجر واحد فقط وهو بمستشفى جابر الذي كان يستقبل الحالات القادمة من رحلات الاجلاء الجوي، ولكن الطاقة الاستيعابية لم تكف فقامت الوزارة بتحويل منتجعات ومنتزهات الى محاجر لعزل المرضى فتم تأسيس محجر الكوت والخيران والجون وسيشل وتوفير عيادة طبية وصيدلية وتجهيز المكان بحيث يكون محجرا للعزل قدر المستطاع، لافتة الى تكليفها برئاسة محجري الجون وسيشل.
أوضحت د.الصابري انه منذ 28 ابريل وحتى يومنا هذا اصبح المحجر بمثابة مستشفى ميداني لعزل الحالات المصابة الخالية من الاعراض او المصابة بأعراض بسيطة ولكن ظهرت نتيجة المسحات إيجابية، لافتة الى ان البروتوكول السابق كان يستلزم بقاء المريض 14 يوما وعمل مسحة عند الخروج ولكنه اختلف حاليا واصبح يسلتزم بقاءه 10 أيام وخلوه من الاعراض في آخر 3 أيام وبالتالي يسمح له بالخروج.
وحول الصعوبات التي تواجه عملهم ككادر طبي في المحاجر، ذكرت ان ابرزها ان الأماكن التي تم تحويلها الى محاجر هي في الاصل منتزهات وغير مهيأة لتكون مستشفى ميدانيا ولكن بجهود إدارات وزارة الصحة تمت تهيئتها بالكامل، مشيرة الى ان هناك بعض المرضى ليس لديهم الوعي الكافي بأن هذا المستشفى الميداني فقط للعزل والبعض يطلبون طلبات فندقية والبعض منهم ليس لديهم أدنى إحساس بالمسؤولية ويخرجون دون ارتداء الكمام ومن ناحية أخرى هناك اشخاص ملتزمون، وفي المحاجر تقدم الرعاية الطبية للمرضى ويتم التعامل مع الحالات التي تعاني من اعراض مختلفة او امراض مزمنة وفق الإمكانيات المتاحة.
وأضافت ان الكادر الطبي في المحاجر يضم الأطباء والتمريض والصيدلة والاداريين والصحة الوقائية والطوارئ الطبية، وما يقوم به الكادر الطبي حاليا في المحاجر ومختلف المواقع واجب كل مواطن ومقيم محب لهذا الوطن، فالكويت اعطتنا الكثير وجاء الوقت للوقوف معها في أزمتها، مناشدة الجميع الالتزام بالاشتراطات الصحية واتباع التعليمات الخاصة بارتداء الكمام والقفازات والتباعد الجسدي والاجتماعي وعدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى، متمنية ان يشعروا بالجهد الذي يقوم به الكادر الطبي بكل الأماكن، متابعة: يحز بخاطرنا نحن الكادر الطبي ان نسمع ان هناك من يطالبون بالاعفاء من الدوام او يسألون عن فتح المطاعم او المجمعات التجارية، كنا نتمنى منهم السؤال عن موعد راحة الكادر الطبي بعد 4 اشهر من العمل المتواصل.
فرز المرضى
بدوره، ذكر عضو مجلس إدارة جمعية أطباء الاسنان ورئيس اللجنة العلمية د.فهد البصري انه وفقا للبروتوكول الجديد المعمول به حاليا بوزارة الصحة، يتم تحويل المرضى من قبل مراكز الصحة الوقائية والرعاية الأولية، ويتم تسلم كشف كامل بالمرضى ونقوم بتسلمها مع حقائبهم ويتم تسكينهم في الشاليهات، لافتا الى انه يتم فرز المرضى ومراجعة تقاريرهم الطبية للتعرف على الاعراض التي يعانون منها او ان كانوا من أصحاب الامراض المزمنة حتى تتم متابعتهم على مدار 24 ساعة وفي بعض الأحيان يحتاج المرضى لأغراض شخصية ونقوم بتوفيرها، مطمئنا جميع أهالي المرضى الموجودين في المحجرين ان وضعهم الصحي مطمئن.
وبين د.البصري ان عملهم في المحاجر مستمر منذ 4 أشهر موجها رسالته للجميع بضرورة الاحساس بالانسانية وبالمسؤولية معا والالتزام باشتراطات الصحة الوقائية من ارتداء الكمامات والقفازات سواء داخل المنزل او خارجه حماية لهم ولأسرهم، ولا نريد ان يقولوا لنا شكرا فقط نريد ان يلتزموا بالاشتراطات الصحية والتباعد الجسدي ولدينا في المحاجر عائلات بأكملها بسبب ان شخصا أصيب بالفيروس وقام بنقل العدوى للجميع وأقول لهؤلاء «كن انسانا لديك شعور بالمسؤولية تجاه المجتمع».
رسالة للجميع
من جانبه، أوضح د.محمد الشمري وهو طبيب مساعد مسجل اسنان في مركز صباح الأحمد الصحي انه تطوع للعمل في محجري الجون وسيشل في مجال تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر وإدخال بيانات المرضى لاستخراج تاريخ مسحة المريض لتحديد نهاية فترة الحجر المؤسسي للمريض، موجها رسالة لجميع المواطنين والمقيمين بضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية فيما يخص التباعد الاجتماعي والجسدي وارتداء الكمامات والقفازات والبقاء في منازلهم وعدم الخروج الا للضرورة القصوى حتى ينتهي الوباء ونعود الى الحياة الطبيعية.
الشعور بالمسؤولية
من ناحيته، قال د.حسن صادقي ـ وهو طبيب اسنان في مركز صباح الأحمد ـ انه يعمل ضمن الفريق المختص بعمل المسحات، لافتا الى انه حسب البروتوكول السابق كان يتم عمل مسحة للمريض قبل خروجه من المحجر ولكن بعد تغييره، وإلغاء عمل المسحات للمرضى قبل خروجهم يتم حاليا التأكد فقط من خلوهم من الاعراض في آخر 3 أيام قبل السماح لهم بالخروج، مضيفا: الديرة لم تقصر معنا وما نقوم به من جهود قليل في حق دولتنا الحبيبة، متمنيا ان يشعر كل فرد بالمسؤولية تجاه الازمة الحالية حتى تمر.
توفير الأدوية
من جهته، أوضح الصيدلي د.محمد عبدال ان دورهم في الصيدلية بمحجري الجون وسيشل توفير الادوية بأسرع وقت للمرضى الموجودين بالمحاجر، لافتا الى ان هناك من يعانون من امراض مزمنة ونقوم بتوفير الادوية لهم، كما ان هناك مرضى يحتاجون الى ادوية جديدة اثناء تواجدهم في المحاجر، أيضا نقوم بتوفيرها لهم مثل البنادول لارتفاع الحرارة وادوية الكحة وقطرات الانف وغيرها من الاعراض التي يتسبب بها فيروس كورونا.
وذكر د.عبدال ان هناك ادوية تعتبر fast movers لذا نحرص على توفيرها باستمرار، موضحا انه في حال احتاج مرضى الامراض المزمنة الى ادوية معينة ولم تتوافر في صيدلية المحجر نقوم بطلبها من مستشفى العدان.
ونطالب الجميع بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج الا للضرورة القصوى، وحين الانتقال الى المراحل القادمة حسب خطة مجلس الوزراء وفتح المطاعم والمجمعات نناشدهم التباعد الجسدي.
زيارات دورية
في السياق ذاته، لفت رئيس الهيئة التمريضية محمود باقر إلى ان من المهام الموكلة لهم في المحجرين تقديم الرعاية للمرضى في العيادة، لاسيما الذين يعانون من أعراض شديدة أو ارتفاع في درجات الحرارة أو لديهم أمراض مزمنة، لافتا الى أنهم يقومون بعمل زيارات دورية خلال اليوم للمرضى لمتابعة حالاتهم الصحية، مشددا على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات وعدم التجمع مع الاخرين من خلال الزيارات العائلية والديوانيات.
الفريق الإداري
وأفاد الباحث القانوني بوزارة الصحة ومسؤول الفريق الاداري في محجري الجون وسيشل عبدالله الراشد بأنـــه مسؤول عن الــفريق الإداري في المحجرين، موضحا أنهم يقومون بالاشراف على دخول المرضى الى المحجر والخـــروج منـــه بالإضافة الى التأكد من توصيل الوجبات الغذائية لهم والقيام بعمل الصيانة لجميع المستلزمات داخل الشــاليهات.
شكر وتقدير
كل الشكر والتقدير لأفراد الحرس الوطني القائمين على تأمين محجري سيشل والجون على جهودهم الحثيثة التي يبذلونها منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، ومازالوا مستمرين في هذا العطاء الكبير «مشكورين ويعطيكم العافية».
خدمات فندقية
قال رئيس الخدمات الفندقية محمد الفرحان إنهم منذ ساعات الصباح الأولى يقومون بتجميع القمامة سواء الملوثة او غير الملوثة والتخلص منها على الفور وبعد مغادرة المريض للشاليه يتم تنظيفه على مراحل بحيث يتم التنظيف أولا بالماء والصابون ومن ثم يتم استخدام جهاز التعقيم بالبخار والذي يحتوي على مواد تعقيم للتخلص من كل الجراثيم والبكتيريا، لافتا الى انهم يقومون كذلك بتبديل الشراشف والبياضات وغسل الحمامات وتطهيرها بالإضافة توصيل الطلبات التي تصل من أهالي المرضى الى الشاليهات، ويعملون بنظام النوبات الصباحية والمسائية.
الملف الإلكتروني
ذكر صادق غلوم من إدارة نظم المعلومات بوزارة الصحة انهم بتوصية من مدير الإدارة قاموا بتطبيق الملف الالكتروني في المحاجر بحيث يمكن للمريض أن يقوم بادخال بياناته وتصلنا بكمبيوتر العيادة بالإضافة الى ان الطبيب اذا احتاج للتواصل مع المريض يمكنه ذلك من خلال الهاتف او عن طريق هذا البرنامج الذي قامت بتطبيقه إدارة نظم المعلومات.
وحول مزايا تطبيق الملف الالكتروني ذكر غلوم انه يسهم في تقليل الاحتكاك المباشر بين المريض والطبيب، حيث يمكن للمريض ان يتواصل مع الطبيب من خلال الواتساب او الاتصال هاتفيا ما يقلل مخاطر إصابة الطاقم الطبي او فرص انتقال العدوى اليهم بالإضافة الى تقليل استعمال الكمامات وأدوات الحماية الشخصية وتقليل العبء المالي واللوجستي على الدولة ويركز على تطبيق نظرية عدم الاحتكاك ويؤدي الى تقليل استعمال القرطاسية، موضحا ان الملف الالكتروني عبارة عن آلية عمل لاخذ بيانات المرضى مع التاريخ المرضي من خلال استبيان يعمل على الباركود او الرابط الإلكتروني حيث تتم تعبئة البيانات مدعمة بلغة المريض نفسه.