إعداد: محمد ناصر
بهدف النهوض بالصحافة المحلية التي كانت في طور البدايات أنشئت جمعية الصحافيين عام 1964 لتكمل في مثل هذه الأيام 53 عاما في مسيرتها المهنية والتي عملت خلالها على ترسيخ اسم الكويت كمنارة صحافية عربية.
استطاعت الجمعية خلال سنين عملها ان تكون الوجه الصادق المعبر عن الكويت خاصة والوطن العربي عامة، وإعلاء شأن الكلمة الحقة وتمكين الشباب الصاعد من تحقيق طموحاتهم وآمالهم المهنية.
فطوال مسيرتها دأبت الجمعية على ان تكون المظلة التي يستظل بها كل الصحافيين ولم تتوان عن القيام بكل ما من شأنه مساعدتهم والدفاع عن مصالح أعضائها، وتهيئة السبيل ليتمكنوا من أداء واجبهم الصحافي على أكمل وجه طبقا لما تقتضيه المصلحة العامة.
فالعاملون في بلاط صاحبة الجلالة هم دوما في «عين الجمعية» وقلبها، فأعضاؤها هم جنود الكويت الإعلاميين الذين يعملون دوما على خدمة الكويت وقضاياها في المحافل العربية والعالمية وخدمة قضايا شعب الكويت عبر المنابر الإعلامية المحلية.
عملت الجمعية دوماً على الدفاع عن القيم النبيلة التي يجب على المنضوين تحت لوائها التحلي بها، وشددت دائما على أهمية الكلمة في تقويم الأمر والإرشاد الى السلبيات لتلافيها، مع التأكيد على ضمان حق الشعب والمجتمع على حرية التعبير بضوابط مسؤولة.
جسر التواصل
لطالما شكلت جمعية الصحافيين جسرا للتواصل بين صحافة الكويت والعالم، فكانت سفيرة لكلمة الكويت، إذ دأب مجلس جمعية الصحافيين على تنظيم وعقد لقاءات قمة مع عدد كبير من الرؤساء وكبار الوزراء والشخصيات القيادية حول العالم.
فبعد تحرير الكويت حملت الجمعية قضية الأسرى وطافت بها للتعريف بقضيتهم العادلة وبذلت جهودا كبيرة كما نجحت في نقل مقر اتحاد الصحافيين العرب من بغداد إلى القاهرة كخطوة من الخطوات الإعلامية في تشديد الحصار على نظام صدام حسين.
وشكلت الحوارات واللقاءات التي أجراها مجلس الجمعية مع رؤساء الدول مادة دسمة للصحف حول العالم، كلقاءات الرؤساء في ايران ولبنان ومصر وفلسطين والعراق وغيرها العديد من الجولات البارزة.
داخليا تحرص الجمعية على استضافة كبار الشخصيات في مقرها فتكون فرصة سانحة لجميع اعضائها لإجراء لقاءات موسعة للصحف والمجلات المتعاقدين معها.
العلاقات الطيبة
فالجمعية ورغم أنها لا تملك السلطة الإدارية على المؤسسات الصحافية كونها جمعية نفع عام وليست نقابة إلا ان علاقاتها الطيبة مع الجميع تبرهن دائما على أنها الممثل الشرعي للإعلام الكويتي بهدف النهوض الدائم بصحافة الوطن والحفاظ على حريتها وحقوق العاملين فيها، وعملت الجمعية دوما على تحصين تلك الحريات مع مراعاة استخدام تلك المساحة الواسعة من حرية الصحافة التي تتمتع بها الكويت، فالحرية إذا أسيء استخدامها فقد تنقلب الى وسيلة هدم لا بناء.
ومن منطلق البناء في تاريخ المجتمع الكويتي ساهمت الجمعية في محطات عديدة وبارزة كتنظيمها في مارس 2005 تصويتا رمزيا للكويتيات على الحقوق السياسية للمرأة في الكويت، لجميع النساء ممن بلغن الثامنة عشرة، وذلك في خطوة رمزية لترسيخ مبدأ الاقتراع للمرأة والدفاع عن حقوقها.
وحرصت الجمعية طوال مسيرتها على الدفاع عن القضايا التي تمس الصحافي الكويتي والتصدي لكل المشاكل التي قد تواجهه، كما تعمل دائما على تنمية قدراته ومواهبه عبر ندوات وحلقات متعددة لتعريفه ايضا بواجباته والتزاماته.
طلب الإشهار والتأسيس
في 27/ 5/ 1964 تم توجيه كتاب لوزير الشؤون الاجتماعية بخصوص طلب اشهار الجمعية جاء فيه:نرجو السماح لنا بإشهار جمعية الصحافيين ومقرها مدينة الكويت، ونود ان تعلم سيادتكم بأن مجلس الرئاسة يتألف من السادة: عبدالعزيز المساعيد، وعبدالعزيز الفليج، وخالد العيسى، ويوسف العليان، وسليمان الحداد، وجاسم مبارك، وباقر خريبط.
ونشرت جريدة «الكويت اليوم» في العدد 482 قرار إشهار الجمعية الذي جاء فيه:
تشهر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قيام جمعية الصحافيين ومقرها مدينة الكويت لمدة غير محدودة والمسجلة لدى الوزارة تحت رقم (27) أندية وجمعيات نفع عام لتحقيق الأهداف الآتية:
1 ـ توثيق روابط الود والصداقة بين مختلف أعضاء الجمعية وبين أعضاء الجمعية وغيرهم من الصحافيين في الكويت والبلاد العربية.
2 ـ النهوض بالصحافة المحلية لتكون الوجه المعبر الصادق عن الكويت خاصة والوطن العربي عامة.
3 ـ الدفاع عن مصالح الأعضاء وتهيئة السبل ليستطيعوا أداء واجبهم الصحافي على أحسن وجه وطبقا لما تقتضيه المصلحة العامة.
والمؤسسون هم السادة:
1 ـ السيدة/ غنيمة فهد المرزوق.
2 ـ الاستاذ/ عبدالعزيز المساعيد.
3 ـ الاستاذ/ خالد العيسى.
4 ـ الاستاذ/ غانم يوسف الشاهين.
5 ـ الاستاذ/ يوسف صالح العليان.
6 ـ الاستاذ/ باقر علي خريبط.
7 ـ الاستاذ/ سليمان الحداد.
8 ـ الاستاذ/ جاسم مبارك.
9 ـ الاستاذ/ عبدالعزيز الفليج.
10 ـ الاستاذ/ يوسف عبدالعزيز المساعيد.
ويتكون مجلس الإدارة من سبعة أعضاء وتبدأ السنة المالية من أول يناير وتنتهي في 31 ديسمبر، وتجتمع الجمعية العمومية العادية مرتين كل سنة.وبهذا الإشهار اكتسبت الجمعية الشخصية الاعتبارية اعتبارا من تاريخه.
الاجتماع التأسيسي
وفي 10 ديسمبر 1972 عقدت الجمعية العمومية لجمعية الصحافيين الكويتية اجتماعها التأسيسي بحضور جميع الزملاء الصحافيين الذين لهم حق الترشيح والانتخاب حسب قانون وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الخاص بالجمعيات والأندية ذات النفع العام.
وقد تقدم لعضوية مجلس إدارة الجمعية حينها عشرة زملاء هم الاساتذة: محمد مساعد الصالح، سامي المنيس، علي السبتي، أحمد الجار الله، يوسف العليان، عبدالعزيز سعود، باقر خريبط، علي الرومي، خالد الدعيج، ابراهيم الحجي.
وبعد توزيع بطاقات الانتخاب من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، جرى التصويت سرا على انتخاب سبعة أعضاء من أصل عشرة متقدمين كمجلس إدارة للجمعية، وجاءت الأسماء حسب عدد الأصوات كالآتي:
٭ الاستاذ/ علي السبتي «اليقظة» 26 صوتا.
٭ الاستاذ/ محمد مساعد الصالح «الهدف» 24 صوتا.
٭ الاستاذ/ سامي أحمد المنيس «الطليعة» 21 صوتا.
٭ الاستاذ/ باقر خريبط «صوت الخليج» 23 صوتا.
٭ الاستاذ/ علي ابن يوسف الرومي «مرآة الأمة» 22 صوتا.
٭ الاستاذ/ عبدالعزيز سعود «الرائد» 16 صوتا.
٭ الاستاذ/ أحمد الجارالله «السياسة» 15 صوتا.
والجدير بالذكر ان الراحل يوسف العليان وأحمد الجار الله تنافسا فيما بينهما على المقعد السابع، حيث تساويا بالأصوات الا ان العليان تخلى عن عضوية الإدارة للزميل الجارالله.
وقد عقد مجلس الإدارة المنتخب اجتماعه الأول بعد انفضاض الاجتماع مباشرة، حيث تم انتخاب الاستاذ سامي المنيس رئيسا لمجلس الإدارة، والاستاذ محمد مساعد الصالح أمينا لسر الجمعية، والسيد الرومي أمينا للصندوق.
التقدم والازدهار
منذ الاجتماع الأول وحتى اليوم استمرت جمعية الصحافيين طوال مجالس ادارتها المتعاقبة وصولا إلى المجلس الحالي برئاسة الزميلة فاطمة حسين حاملة لواء الدفاع عن الصحافة والعمل لما فيه تقدمها وازدهارها.
رؤساء جمعية الصحافيين
فصل جديد من فصول تاريخ الصحافة في الكويت كتبته الجمعية في فبراير الماضي عندما زكى مجلس إدارة جمعية الصحافيين الزميلة فاطمة حسين العيسى لمنصب رئيس الجمعية لتصبح أول سيدة تترأس الجمعية منذ تأسيسها عام 1964، وقبل فاطمة حسين تناوب على منصب رئاسة الجمعية 6 أشخاص كان لأحمد يوسف بهبهاني المركز الأول في تبوئه المنصب لـ 11 دورة، تلاه يوسف العليان، رحمه الله، 5 دورات، ثم سامي المنيس دورتين، ثم يوسف المساعيد وعبدالعزيز المساعيد وعبدالعزيز الفليج دورة واحدة لكل منهم.