- «الصفقة الأوروبية الخضراء» خارطة طريق للنمو المستدام وهي إستراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 ونهدف إلى تحويل التحديات المناخية والبيئية إلى فرص إيجابية
- نعمل على تطوير سياساتنا وبنيتنا التحتية وأسواقنا بما يتوافق مع الصفقة الأوروبية الخضراء
- لدينا تعاون مع معهد الأبحاث ونظّمنا مؤخراً سلسلة ندوات افتراضية حول المباني الخالية من الكربون
- الطاقة المتجددة سدت نحو 20% من استهلاكنا للطاقة في 2019 ونهدف للوصول إلى 32% بحلول 2030
أجرى اللقاء: أسامة دياب
كشف سفير الاتحاد الأوروبي لدى البلاد كريستيان تودور عن وجود إمكانية كبيرة لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والكويت في مجالات الطاقة النظيفة والتعافي الصديق للبيئة في مرحلة ما بعد كورونا، معربا عن سعادته لأن الطاقة النظيفة عنصر مهم في رؤية الكويت التنموية الطموحة 2035، مشيرا إلى أن هذا الأمر يخلق بيئة جاذبة لكيانات الاتحاد الأوروبي للمشاركة في مشروعاتها، لافتا إلى وجود تعاون مثمر مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، حيث نظم الجانبان سلسلة من الندوات الافتراضية حول المباني خالية من الكربون مؤخرا.
وأشار تودور، في حوار خاص لـ «الأنباء» بمناسبة يوم الأرض، إلى أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تحويل التحديات المناخية والبيئية إلى فرص إيجابية، موضحا أن الصفقة الأوروبية الخضراء هي إستراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما أنها تعتبر بمنزلة خارطة طريق للنمو المستدام في أوروبا، مبينا أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تطوير سياساته وبنيته التحتية وأسواقه بما يتوافق مع الصفقة الأوروبية الخضراء.
وذكر أن الطاقة المتجددة سدت حوالي 20% من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي من الطاقة في عام 2019، مبينا أن الهدف القادم هو أن يصل الاستهلاك إلى نسبة لا تقل عن 32% بحلول عام 2030، فإلى التفاصيل:
ونحن نحتفل بيوم الأرض، التزام الاتحاد الأوروبي بتطبيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 خطوة هامة نحو استدامة الاقتصاد، فما أبرز الوسائل والاستراتيجيات التي سيستخدمها الاتحاد لتحقيق ذلك الهدف؟
٭ «يوم الأرض» يعتبر دعوة جادة للتحرك من أجل إنقاذ كوكبنا من التأثيرات السلبية للتغير المناخي، وقد أعلنت المفوضية الأوروبية عن «الصفقة الخضراء» قبل أكثر من عام والتي تعتبر في جوهرها إستراتيجية طموحة لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مما سيساهم في استدامة اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
وبالفعل، نحن نستطيع تحقيق ذلك من خلال تحويل التحديات المناخية والبيئية إلى فرص، وقد اقترحنا قانونا مناخيا أوروبيا لتحويل هذا الالتزام السياسي إلى التزام قانوني، حيث ان تحقيق هذا الهدف سيتطلب أن تعمل جميع القطاعات الاقتصادية من أجل التخلص التدريجي من الوقود الذي يتسبب في الانبعاثات واستبداله ببدائل أكثر استدامة بالإضافة إلى تخفيض انبعاثات غاز الدفيئة بنسبة تزيد على 55% بحلول سنة 2030.
وتشمل استراتيجيتنا الاستثمار في الطاقة النظيفة والتقنيات الصديقة للبيئة ودعم الابتكارات الصناعية والنقل المستدام وإزالة الكربون من قطاع الطاقة بالإضافة إلى الاعتماد المباني الموفرة للطاقة والعمل مع الشركاء الدوليين لتحسين المواصفات البيئية العالمية بما يتوافق مع التزامات الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية باريس للمناخ.
إلى أي مدى أعاقت جائحة كوفيد-19 النمو في قطاع الطاقة النظيفة في الاتحاد الأوروبي؟ وما العوامل الرئيسية التي تحرك التحول في مجال الطاقة والتي تساعد الاتحاد الأوروبي على العودة للمسار الصحيح وأن يدخل مرحلة التعافي بشكل أفضل وأقوى؟
٭ إن الصفقة الأوروبية الخضراء هي إستراتيجيتنا للنمو المستدام وخارطة الطريق التي ستخرجنا من الأزمة، حيث إن تحول الطاقة يعتبر جوهر هذه الصفقة، كما يجب أن تؤدي خطة التعافي لتعزيز صلابة ومرونة أوروبا وجعلها أكثر اخضرارا وعدلا.
وقد أظهرت جائحة كورونا مدى صلابة ومرونة قطاع الطاقة المتجددة في أوروبا ودعمه للتنمية الاقتصادية والوظائف ونحن سعداء بتزايد الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، فلقد زادت حصة الطاقة التي تأتي من مصادر متجددة في الاتحاد الأوروبي بأكثر من الضعف منذ عام 2004 ووصلت بالفعل إلى حوالي 20% عام 2019 وهدفنا القادم أن نصل إلى نسبة لا تقل عن 32% بحلول سنة 2030، كما نخطط لزيادة أهدافنا المتعلقة بالطاقة المتجددة بما يتوافق مع الصفقة الأوروبية الخضراء حيث تدعو الصفقة إلى الاستخدام المكثف للطاقة المتجددة وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة بالإضافة إلى فاعلية الطاقة.
ان انخفاض تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة ورقمنة اقتصادنا والتقنيات الناشئة في البطاريات والمركبات الكهربائية والهيدروجين تمنحنا فرصة لتسريع التحول العميق خلال العقدين القادمين لنظام الطاقة لدينا وهيكلته ونحن في الاتحاد الأوروبي نعمل على تطوير سياساتنا وبنيتنا التحتية وأسواقنا بما يتوافق مع الصفقة الأوروبية الخضراء حيث تم بالفعل نشر العديد من الاستراتيجيات والتي تهدف للتحقق من ان نظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي سيدعم اقتصادا مبنيا على أساس الحياد الكربوني، ومن الأمثلة على تلك الاستراتيجيات استراتيجية الاتحاد الأوروبي لتكامل أنظمة الطاقة واستراتيجية الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالهيدروجين كما نقوم بمراجعة جميع قوانينا المتعلقة بالمناخ والطاقة بالإضافة إلى إعداد المقترحات من أجل الوصول إلى أهدافنا بحلول عامي 2030 و2050.
ما الدور الذي تلعبه الأبحاث والابتكارات لتحقيق أهداف الصفقة الأوروبية الخضراء والمساهمة في مسيرة التعافي الصديق للبيئة؟ وهل أثرت الجائحة على أجندة الأبحاث والابتكار في الاتحاد الأوروبي؟
٭ نحن ننظر إلى الأبحاث والابتكارات كدعائم قوية للصفقة الأوروبية الخضراء والتعافي الصديق للبيئة، حيث تلعب الأبحاث والابتكارات دورا حيويا في تسريع التحولات المطلوبة وإيجاد الحلول، وقد اتخذت أوروبا إجراءات عاجلة في هذا الخصوص، حيث أطلقت برنامج هورايزن 2020 المخصص للصفقة الأوروبية الخضراء بقيمة مليار يورو.
كما أن برنامج الاتحاد الأوروبي القادم للأبحاث والابتكار والذي سيبدأ هذا العام هو برنامج «هورايزن أوروبا».
والأدوات القوية والإدارة المبتكرة لهذا البرنامج ستؤدي إلى تغييرات المنهجية من أجل الوصول للحياد الكربوني، إذ إن 35% من الإنفاق ضمن برنامج هورايزن أوروبا سيسهم في الأهداف المناخية وخاصة فيما يتعلق بالصفقة الأوروبية الخضراء بما في ذلك سلامة المحيطات والحياد الكربوني والمدن الذكية وسلامة الغذاء والتربة.
كما أن التعاون الدولي في مجال الأبحاث والابتكار سيتحقق من وجود تأثيرات صديقة للبيئة على سلاسل القيمة العالمية في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد -19.
ونحن نحتفل بيوم الأرض، ما المجالات والآليات الرئيسية للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والكويت ضمن سياق الطاقة النظيفة والتعافي الصديق للبيئة والأبحاث؟
٭ تعتبر الكويت شريكا طبيعيا للاتحاد الأوروبي، كما أن اتفاقية الترتيبات المتعلقة بالتعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي لسنة 2016 مبنية على اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لسنة 1988.
وتتمتع مجالات الطاقة النظيفة والتعافي الصديق للبيئة بإمكانات كبيرة للتعاون وتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكويت في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، وهذه المجالات تتضمن التعاون في الطاقة المتجددة وفعالية الطاقة والشبكات الذكية والتنوع الاقتصادي وغيرها من المجالات وحتى ندعم التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة فإن لدى الاتحاد الأوروبي آليات مرنة لتحقيق ذلك مثل شبكة الاتحاد الأوروبي - مجلس التعاون الخليجي لتقنية الطاقة النظيفة، ومن أمثلة التعاون المهم والفعال مع شركائنا الكويتيين هو تعاوننا مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، حيث نظمنا مؤخرا بالتعاون مع المعهد سلسلة من الندوات الافتراضية التي تهدف إلى الوصول إلى مبان خالية من الكربون، حيث ناقشنا التحديات التي تواجه فعالية الطاقة في قطاع المباني في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي على ضوء التغير المناخي والتنويع الاقتصادي.
نحن سعداء بأن الطاقة النظيفة عنصر مهم في رؤية الكويت 2035 حيث نتطلع قدما إلى مزيد من المشاريع الطموحة في هذا المجال وهذا يخلق بيئة جاذبة لكيانات الاتحاد الأوروبي للمشاركة في ذلك المسعى.
ماذا عن دور النساء في تحول الطاقة كمستخدمات للطاقة وكعاملات في قطاع الطاقة وكشخصيات قيادية في صياغة سياسات هذا القطاع؟ وما التحديات التي تواجه تمكين المرأة في هذا القطاع؟ وهل تمكين المرأة في مجال الطاقة جزء من الصفقة الأوروبية الخضراء؟
٭ إن المساواة بين الجنسين هي إحدى القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي ونحن نحقق تقدما ولكن تلك المساواة بين الجنسين ليست واقعا حتى الآن.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهنا بسبب أزمة كوفيد-19، أطلقنا الاستراتيجية الأوروبية للمساواة بين الجنسين عام 2020.
فلا يزال الرجال يهيمنون على قطاع الطاقة رغم أن هناك إمكانات كبيرة للمساواة بين الجنسين في قطاع الطاقة وخاصة في سياق التعافي الصديق للبيئة، لذا نحاول أن نجعل الصفقة الأوروبية الخضراء تتوافق مع الاستراتيجية الأوروبية للمساواة بين الجنسين، وحتى نستفيد من إمكانات المرأة بشكل كامل في هذا القطاع، ونحتاج إلى التعامل مع الفجوات بين الجنسين في سوق العمل الخاص بالطاقة والتعليم المرتبط بالطاقة بالإضافة إلى الفجوات بين الجنسين في عملية اتخاذ القرار والقدرة على الوصول للطاقة وبالإضافة إلى ذلك، فإن من المهم التصدي للصورة النمطية المتعلقة بنوع الجنس وتمكين الفتيات والنساء من إكمال تعليمهن في التخصصات العلمية والتقنية والهندسية.
وقد حققت المفوضية الأوروبية تقدما في مجال تمثيل المرأة في دوائر صنع القرار، حيث لدينا حاليا أفضل توازن بين الجنسين في تاريخ الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمجموعة مفوضي الاتحاد بالإضافة إلى تولي امرأة منصب رئاسة المفوضية الأوروبية، كما حقق الاتحاد الأوروبي تقدما في مشاركة المرأة في عملية اتخاذ القرارات في مجال الطاقة حيث تتولى امرأة وهي كادري سيمسون منصب المفوض الأوروبي للطاقة بالإضافة إلى تولي امرأة أخرى وهي ديتي يورغنسون منصب مدير عام الطاقة كذلك.
وقد قمنا مؤخرا باتخاذ خطوات شجاعة فيما يتعلق بالمساواة في الأجور وتبني أهداف طموحة تتعلق بمشاركة المرأة في سوق العمل بالإضافة إلى خطة عمل الاتحاد الأوروبي للتعليم الرقمي 2020 وأجندة المهارات الأوروبية وهي خطط تهدف للتحقق من مشاركة المرأة بشكل متساو في التخصصات العلمية والتقنية والهندسية بالإضافة الى تطوير مهاراتهن الرقمية وعلى الصعيد العالمي يقود الاتحاد الأوروبي الجهود المبذولة للترويج للمساواة بين الجنسين ضمن مبادرات الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومجموعة الدول الصناعية السبع وغيرها، علما أن أحد المجالات الرئيسية التي نركز عليها ضمن خطة العمل المتعلقة بالمساواة بين الجنسين هو الاستفادة من الفرص التي يوفرها التحول الأخضر والتحول الرقمي.
بالطبع نحن مازال أمامنا طريق طويل من الأفعال الملموسة على مستوى السياسات والوعي المؤسسي والاجتماعي لتحقيق المساواة بين الجنسين ونحن نتطلع قدما للعمل مع الكويت في هذا السياق كذلك.