أكد مدير عام مكتب تكريم الشهداء وأسرهم صلاح العوفان أن الكوادر العاملة في المكتب رواد باعتبار ما يقدمونه من عمل وطني لخدمة ذوي الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن، مشيرا إلى وجوب أن تكون هذه القيمة الإنسانية درسا يدرس بالمناهج، ومنوها إلى أهمية غرس هذه المبادئ والقيم الوطنية في نفوس الطلاب كون هؤلاء الأبطال ضحوا بحياتهم للحفاظ على كيان الوطن لتبقى الكويت حرة مستقلة، ولولا هذه التضحيات لم تكن لتستمر الكويت بعد فضل الله سبحانه، فحجم التضحيات التي قدمت آنذاك لا تقدر بثمن.
وقال العوفان في تصريح صحافي بمناسبة مرور 30 عاما على إنشاء مكتب تكريم الشهداء: إن المكتب يعتبر شاهدا على حقبة زمنية في تاريخ البلاد حيث اختلطت فيها دماء الكويتيين بتراب الوطن ليزهر ربيعا تكلل بتحرير البلاد وأنه من أبرز الصروح الوطنية التي كان لتأسيسها بعد تحرير البلاد وقع وطني وإنساني يصدح صداه في أكثر من بلد عربي وأجنبي ساهم أبناؤه في تحرير البلاد إلى جانب أبناء الكويت.
وذكر ان مكتب الشهيد تأسس عقب تحرير دولة الكويت لتقديم الرعاية لأسر شهداء الغزو حيث بات اليوم يشمل برعايته جميع من ضحوا بأنفسهم لأجل هذا الوطن في مختلف الميادين.
وأشار العوفان إلى أن المكتب حمل لواء الإنسانية والمشاريع الوطنية لتخليد ذكرى الشهداء مع مرور 30 عاما على إنشائه في 1991/6/19 لتقديم الرعاية المتميزة لأسر الشهداء ومن ثم تخليد ذكراهم وبطولاتهم التي قاموا بها أثناء فترة العدوان على دولة الكويت وأيضا الشهداء الذين احتواهم مكتب الشهيد سواء قبل العدوان أو أثناء العدوان من شهداء الغزو أو الشهداء الأسرى أو الشهداء بعد فترة العدوان أثناء تأدية الواجبات العسكرية، وكذلك الذين تعرضوا للعمليات الإرهابية التي حدثت بالكويت او من ضحايا الكوارث.
وذكر العوفان أن فكرة المكتب تبلورت بعد رجوع سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، الى ارض الوطن حيث رأت الدولة ان عدد الشهداء كبير ولابد من مكان يحتوي اسرهم وذويهم لما قدموه من تضحيات ويخلد ذكراهم ويرعى أسرهم الرعاية الكريمة من بعدهم حيث أصبح الشهيد بالنسبة للقيادة السياسية رمزا يعتزون به بكل المحافل وبإشراف مباشر من الديوان الأميري تقديرا لمكانته بالدولة.
وقال العوفان: إن المكتب عمل على رفع تقارير أسبوعية فيما يتعلق بالمعيشة الكريمة لأسر الشهداء والتي حددها المرسوم لتثمين بطولاتهم وان يكونوا نبراسا للجيل الحالي والقادم يحتذى به.
وتطرق العوفان إلى الحقبة التي تسلم فيها المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في 2006 حيث استمر عمل المكتب برعاية الديوان الأميري حتى تعديل المرسوم الخاص بالمكتب وإدارة شؤونه في 2011 على ان يكون المكتب تحت قيادة مكتب صاحب السمو وأن يكون هناك رئيس مجلس أمناء لمكتب الشهيد ليديره ويخطط لسياساته وتكون هناك إدارة للمكتب ومدير عام للمتابعة المباشرة ومن هنا صدر المرسوم 2011/325 على ان يكون الأعضاء من الجهات الأكثر شهداء وهي الجهات العسكرية الأربع (الجيش والشرطة والحرس الوطني وقوة الاطفاء) بالإضافة إلى شوؤن القصّر نظرا للعلاقة بينهم بالإضافة الى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وأوضح العوفان ان مجلس الأمناء يضم 3 من أبناء الشهداء للاستفادة من أفكارهم ولإيصال هموم اخوانهم من أبناء الشهداء الى المجلس وفق مبدأ الشفافية المطلقة فقد تم اختيارهم لأول مرة هذا العام شريطة ان يكونوا من اصحاب الشهادات العليا وذوي مواقع مرموقة بالدولة ولهم شأن لتنفيذ السياسات والرؤى التي يراها صاحب السمو في مكتب الشهيد مع بقية أعضاء المجلس.
وعن الرعايات العامة في المكتب لأسر الشهداء وذويهم قال العوفان هناك رعايات متنوعة، اجتماعية وتربوية وصحية وهي مستمرة منذ إنشاء مكتب الشهيد الى اليوم لكن المعطيات تتغير والوضع يتغير وأعمار ذوي الشهداء تتغير وبالتالي تتغير مطالبهم، فالأطفال بداية التحرير كانوا طلابا بالمدارس والآن هم موظفون وبعضهم بالقطاع الخاص وبعضهم بالقطاع الحكومي واليوم يشاركوننا في مسيرة مكتب الشهيد من خلال المشاركة بالفعاليات والمعارض والمهرجانات التي يقيمها مكتب الشهيد ولهم مساهمة فعالة ومن هنا تبلورت فكرة ظهور الاكاديميات التى يشارك بها الأبناء لصقل مواهبهم وكشف ابداعاتهم وقد نجحت هذه الأكاديمية من خلال مشاركة اكثر من 100 من أبناء الشهداء بها واستفادتهم التامة وترجمتها في جوانب الحياة العلمية والعملية.
وأوضح العوفان ان مكتب الشهيد يخضع لهيكل تنظيمي يدير الرعايات المتنوعة فهناك ادارة العمل الميداني وهي تختص بالأسرة مباشرة اضافة للزيارات الميدانية للأسر لتلمس حاجتها الأساسية والأسر اليوم بعد هذه السنوات ما ان تدخل عليهم الباحثة يشعرون بأنها جزء من الأسرة وتربطهم علاقة أسرية جميلة متناغمة بكل أريحية ولا توجد حواجز مع الباحثة الاجتماعية في المكتب بل اصبحوا بيتا واحدا الى الحد في المساهمة في حل الخلافات بالأسرة بعدما وصلت الى اقصى درجات الثقة بينها وبين الأسر.
وأضاف: كما ان هناك ادارة التوجيه والرعاية والتي تهتم بالأمور الصحية التي تحتاجها اسر الشهداء كالعلاج وتسهيل احتياجاتهم بالمستشفيات كحجز الغرف الخصوصية والمواعيد وغيرها وكذلك مساعدة الابناء في التوظيف بالإضافة الى اهتمام الادارة بالرعاية السكنية لذوي الشهداء من خلال استثنائهم من دور الاسكان.
وتابع: ان ادارة التخليد ايضا مهمتها تخليد قصص الشهداء وتكريمهم، لافتا ان مكتب الشهيد يهدف الى تنمية الروح الوطنية لدى ابناء المجتمع من خلال التعاون مع وزارة التربية في شمول مناهجها ببطولات الشهداء وصورهم لتخليدهم في عقول أبنائنا.
وقال العوفان انه في الفترة الأخيرة قام مكتب الشهيد بتوقيع بروتوكول لوضع صور وأسماء الشهداء على الطرق السريعة والجسور الرئيسية في البلاد بالإضافة الى الاتفاق مع الهيئة العامة للزراعة لإعادة تسمية الحدائق الموجودة في مناطق الكويت والتي بها شهداء بأسماء شهدائها تكريما وتخليدا لأبناء المنطقة وذلك من خلال وضع صرح يضم صور وأسماء الشهداء من ابناء المنطقة وبعض المعلومات عن بطولاتهم وكيفية استشهادهم.
وأشار العوفان الى تميز مكتب الشهيد من خلال تقديم كافة الرعاية لذوي الشهداء غير الكويتيين مهما كانت جنسيتهم، حيث يضم 16 جنسية مسجلين ومعتمدين لدي مكتب الشهيد حتى وصل عدد الشهداء المعتمدين حتى اليوم الى 1269 شهيدا كويتيا وغير كويتي وتقدم لأسرهم الرعاية سواء كانوا داخل الكويت أو خارجها.