أكدت الناشطة السياسية والمستشار الإداري مدير عام مركز الغانم للاستشارات الإدارية شيخة الغانم أن سياسة توازن القوى إنما تهدف في صورتها المجردة الى حفظ استقلال كل دولة من الدول الاعضاء في الجماعة الدولية والعمل دائما على المحافظة على كيانها، موضحة أن ذلك يكون عن طريق منع اي دولة اخرى من أن تزيد من قوتها وقدراتها بشكل مبالغ فيه يصل إلى حد يهدد الدول الأخرى الباقية.
واضافت انه لو افترضنا جدلا ان قوام المجتمع الدولي يتكون من ثلاثة دول هي «أ»، «ب»، «ج» فإن زيادة قوة اي دولة من هذه الدول الثلاثة تعني بالضرورة اضعاف الدولتين الاخريين، لافتة إلى أن قوة الدولة معيارها نسبي يقاس حيال قوة غيرها من الدول، لذا فإنه على سبيل المثال لو غزت دولة «أ» دولة «ب» وأخذت جزءا من محيطها الإقليمي أو أخذت إقليمها بالكامل فإن ذلك حتما سيؤثر على دولة «ج» تأثيرا مباشرا لأن دولة «أ» زادت قوتها على حساب دولة «ب» وقد اصبحت في مركز أفضل بالنسبة للدولة «ج» مبينة ان المنطق يفرض على دولة «ج» أن تحول دون حدوث هذا الوضع وذلك بأن تساعد وتدعم دولة «ب» ضد «أ»، مؤكدة أن دولة «ج» حينما قامت بهذه المساعدة إنما قامت بها من منطلق الحفاظ على مصالحها الخاصة التي يهددها ازدياد قوة دولة «أ»، وهكذا نجد أن دولتي «ب» و«ج» تجمع بينهما المصالح المشتركة مثل الموقف الذي عرضناه لأن كلا منهما ترى أن زيادة دولة «أ» تخلق وضعا يهدد كيانها واستقلالها ويتحقق ذات الوضع بالنسبة للدولتين «أ» و«ج» وهكذا.
وتابعت الغانم أنه من هذا المنطلق نستطيع القول إنه يعد من قبيل التجاوز في التعبير ان نقول ان سياسة توازن القوى تهدف أساسا إلى حفظ السلام والمساهمة في اقرار مبدأ حسن التفاهم الدولي. مدللة على ذلك بأنه ليس هناك أي مانع من أن تنشب حروب مستعرة أو تستخدم وسائل الإكراه بشتى صنوفها لتحقيق التوازن الدولي في القوى.
وزادت أن فكرة توازن القوى هي الإطار الذي يرسم النشاط السياسي مضيفة أنه من الممكن القول ان السيادة هي المرسى الذي يحاول كل سياسي أن يرسو عليه، معتبرة أن توازن القوى يعد بمثابة الريح التي يستعان بها على أنواء واجواء بحر السياسات الدولية المتقلبة.
وقالت الغانم انه ومن هذا المنطلق نستطيع التأكيد على أن مسألة حفظ السلام اصبحت شعارا. متسائلة بكل دهشة «أين السلام كي نحافظ عليه؟» مؤكدة وجود انتهاكات صارخة بالمنطقة تعادي وتجافي مبدأ حفظ السلام، ضاربة المثل بالانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والتي هي في تزايد مستمر رغم استنكار واستهجان المجتمع الدولي.
وأردفت أن مما يدلل على عدم وجود ما يسمى بحفظ السلام في المنطقة احتلال إيران للجزر الإماراتية واصرارها على ذلك إضافة إلى تهديداتها المستمرة لدول الخليج العربي وأكبر دليل على هيمنتها هو إصرارها على استمرارها لاحتلال هذه الجزر الاماراتية وتشريد سكانها، واصفة هذا الأمر باللغز الذي لابد ان نبحث له عن حلول عملية وسريعة لأن الوضع لا يحتمل التأخير.
وأشارت الى أننا لا نستغرب ما تقوم به إسرائيل من أعمال همجية في حق الفلسطينيين ولكن العجب كل العجب مما تقوم به الدولة الإيرانية والتي تطلق اسماء دينية على آلياتها ومواقعها العسكرية، متسائلة هل يجوز لدولة مسلمة ان تعتدي وتجور على حق دولة مسلمة جارة؟ مشددة على أن صبر الإمارات الحكيم سيعيد لها بكل تأكيد جزرها بقوة القانون وستحرر هذه الجزر التي شبعت أنينا تحت وطأة هذا الاحتلال الإيراني الذي طال أمده، مؤكدة بالقول «تحرير الجزر قريب قريب».
ولفتت الغانم الى أن أهم ما يزعج المنطقة والعالم بأسره هي الاشكاليات المصاحبة لاقامة الدولة الفلسطينية اضافة إلى التهديد الايراني النووي، مؤكدة ان هناك تشابها كبيرا بين اسرائيل وايران من عدة اوجه، لافتة الى ان كلتيهما معتدية على أراضي الغير إذ إن اسرائيل اعتدت على اراضي الفلسطينيين اما ايران فقد اعتدت على الجزر الاماراتية كما اسلفنا. مضيفة ان التشابه بين الاثنين يكمن في امتلاك كل منهما للسلاح النووي، زد على ذلك أنهما سبب مهم في عدم استقرار منطقة الشرق الاوسط والعالم بأسره، متسائلة: متى سيعم السلام بمنطقة الشرق الأوسط وتنتهي من مسلسل إسرائيل وإيران؟